في لبنان كما في العراق، أزمة حكومية منذ حزيران الماضي.
أزمة تأليف لا تكليف، وحكومة عالقة عند مقعد واحد: في العراق عقدة مقعد وزارة الداخلية الذي يصر الحشد الشعبي المدعوم من إيران على أن يؤول الى القيادي “فالح الفياض”، وهذا ما يرفضه الرئيس المكلف عادل عبدالمهدي مدعوما من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وفي لبنان عقدة المقعد السني السادس الذي يصر حزب الله على أن يؤول الى حلفائه في اللقاء التشاوري السني، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف سعد الحريري ويلقى موقفه تفهما من الرئيس عون وتحفظا من الرئيس بري.
ويرى محللون في بيروت أنه لا يمكن قراءة ما يجري في لبنان وعلى حدوده بمعزل عن جملة التطورات في الإقليم، والتي تحصل في معظمها تحت مظلة المواجهة الأميركية ـ الإيرانية.
فتعطيل تأليف الحكومة في لبنان جزء من المواجهة، ويتم ربط الإفراج عنها بشكل أو بآخر، بمسار إتمام تأليف الحكومة في العراق ومدى الاستجابة لمعركة تكريس نفوذ أذرع إيران السياسية والأمنية والعسكرية فيه، والتي يتجسد فصلها الراهن في الموافقة على ترشيح فالح الفياض لحقيبة وزارة الداخلية وعودته إلى موقع رئاسة هيئة الحشد الشعبي.
بات اليوم ينظر، وفق قراءة البعض، إلى أن “بارومتر” لبنان هو العراق وليس سوريا، إذ إن اللاعبين المؤثرين هم أنفسهم على الساحتين اللبنانية والعراقية، فيما اللاعبون مختلفون في سوريا، فالأوراق هي بيد روسيا وأميركا وتركيا، في وقت ثمة تلاقي مصالح روسية ـ أميركية ـ إسرائيلية وحتى تركية في خروج القوات الإيرانية وأذرعها العسكرية من سوريا.
وفي وقت تضيق فيه قدرة التحرك أمام طهران في ساحات الصراع الأخرى، لاسيما في اليمن التي أصيب فيها الحوثيون بخسارة عسكرية أضعفت موقعهم، وفي غزة حيث يتم العمل مصريا على احتواء حركة حماس، وتشتد مفاعيل ضغوط العقوبات الأميركية على إيران، ما يجعل لبنان الملعب الأكثر توفرا وملاءمة لإيران في مقارعة واشنطن من بوابة إسرائيل.