خبر

لقاء جعجع وفرنجية: نتائج سياسية قريبة وبعيدة

1- إحداث حالة انتعاش وارتياح على الساحة المسيحية عامة والشمالية خصوصا مع طي آخر الصفحات سوادا وإيلاما، آخر صفحات الخلافات المسيحية الدموية والشروخات الواسعة التي بدأت من إهدن وتنتهي الآن في إهدن مع إقفال نهائي لهذه الصفحة بعد أربعين عاما، كان الأمر يحتاج الى هذه المصالحة الشاملة والى هذه المصافحة الرسمية والثنائية بين جعجع وفرنجية، فلا مبادرات الرئيس أمين الجميل باتجاه فرنجية، ولا زيارات الكتائب أيام رئيسها جورج سعادة، ولا زيارات سامي ونديم الجميل قبل أسابيع الى إهدن، ولا حتى لقاءات بكركي الرباعية التي جمعت جعجع وفرنجية (الى جانب عون والجميل)، كانت كافية لطي هذه الصفحة والإعلان أن المصالحة اكتملت وأنجزت.

2- خلط أوراق في معادلة الشمال، وتحديدا في الشمال المسيحي الذي يختصر في هذه المرحلة المعادلة المسيحية بحكم أنه ساحة تواجد وتنافس بين ثلاث قوى وزعماء: القوات (جعجع) والتيار (باسيل) و«المردة» (فرنجية).

وإضافة الى ما تحققه المصالحة من استقرار نفسي واجتماعي وأمني على مستوى قواعد الطرفين، فإنها تفتح الباب أمام عملية تعاون وتنسيق محلية في كل المجالات، بما فيها السياسية والانتخابات النقابية والبلدية والنيابية.

3- رفع درجة التنسيق والتعاون في الحكومة المقبلة مقارنة بما كان عليه الحال في الحكومة السابقة (حكومة تصريف الأعمال)، وهذا التنسيق يجري بمعزل عن الخلاف السياسي في ملفات إقليمية واستراتيجية، ويعكس التلاقي الحاصل في ملفات الإدارة والإنماء والكهرباء والتعيينات ومكافحة الفساد، ويعكس بالدرجة الأولى تلاقيا ضد هيمنة الوزير جبران باسيل، وتحديدا على القرار المسيحي في الحكومة، وعلى الشق المسيحي في الدولة.

4- فتح «أفق جديد» في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، وإضافة معطى أو احتمال جديد الى حساباتها ومعادلاتها، هو احتمال قيام تحالف أو تعاون بين فرنجية وجعجع ليكون هذا بمثابة عامل جديد مؤثر في المعادلة المسيحية وفي إقامة توازن سياسي دقيق، صحيح أن معركة رئاسة الجمهورية بعيدة زمنيا ولا يصح الكلام في ظروفها من الآن، ولكنها افتتحت سياسيا قبل أوانها وباكرا جدا هذه المرة، ومن خلفية أنها تدور بين خيارين ومرشحين: جبران باسيل وسليمان فرنجية، وأن القوات ستدرس خياراتها التي من بينها احتمال تأييد فرنجية إذا لم يترشح جعجع وإذا لم يتقدم خيار الرئيس الثالث «التوافقي» من جديد.