خبر

ملف الحكومة إلى مزيد من التعقيد

واقع الحال الحكومي يتلخّص بمراوحة سلبية طويلة الأمد، تِبعاً لمواقف الأطراف جميعها التي تتقاطع عند نَعي الأمل بالتوصّل في المدى المنظور الى مخرج للعقدة السنية الماثلة في طريق ولادة الحكومة. في وقت يتلقّى لبنان المزيد من النصح الدولي، وتحديداً الفرنسي، حيث نقل أمس موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري رغبة بلاده بأن ترى حكومة في لبنان في أقرب وقت ممكن، وكذلك نصائح من الجانب البريطاني والالماني بالتعجيل في بناء سلطته التنفيذية، ربطاً بالاستحقاقات والتحديات الداهمة على صعيد المنطقة، والتي تلقّي بتأثيراتها، وعلى وجه الخصوص السلبية منها، على الواقع اللبناني.

ما يزيد من منسوب السلبية، هو انّ عقدة تمثيل «سنّة 8 آذار» أكثر من معقدة، ولا تراجع من قبل أيّ معنيّ بها، سواء من قبل الرئيس المكلف او من قبل «حزب الله»، بالتوازي مع انقطاع حبل التواصل بين الطبّاخين، ولو حتى في مستواه الخجول، وكأنّ الجميع سلّموا بالفشل في إيجاد المخارج اللازمة لهذه الأزمة.

وقالت مصادر معنية بالتشكيل لـ«لجمهورية»: انّ المبادرات والوساطات لحل العقدة الأخيرة والمتبقية غائبة.

أضافت انه «خلافاً لنظرة الاستخفاف بالعقدة منذ البداية، فقد تبيّن انها جدار صلب يقف عائقاً امام ولادة الحكومة. ولعل السبب في هذا هو كثرة الطبّاخين والتعاطي بـ«وَلدنة» والقصور في الأداء السياسي، فكل جهة كانت تعمل مع اكثر من مفاوض وعدة أطراف دخلت في عملية التفاوض، وكان واضحاً انّ المراحل التي ستجتازها عملية التشكيل ستُفضي الى هذه النتيجة.

وأشارت المصادر الى انّ الامور تتجه الى مزيد من التعقيد، فلا «حزب الله» بوارد التنازل عن التزامه، ولا الرئيس المكلف سيقبل بتوزير السنّة المستقلين لا ضمن حصته ولا ضمن غيرها، ولا «اللقاء التشاوري السني» في وارد التراجع، ولا أحد من الاطراف سيعطي من حصته. واصفة أنّ هذا الامر لم يعد يصلح في ظل السقف العالي الذي وضعه الحريري بالمطلق، وبالتالي فإنّ الحكومة معلّقة الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.