خبر

عون ممتعض من حزب الله!

عزت مصادر في تيار المستقبل تأجيل عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من باريس، إلى “استيائه” من تعطيل مساعي تشكيل الوزارة، نتيجة إصرار حزب الله على توزير “سنّة 8 آذار”.

واشارت المصادر نفسها لصحيفة “السياسة” الكويتية، إلى أن الحريري “الرافض تقييده بالشروط، أراد من تأخير عودته إيصال رسالة إلى الحزب ومن يدورون في فلكه بأنه هو الذي يشكل الحكومة، ولن يقبل بسياسة التعطيل، ولا بفرض شروط عليه”.

في السياق، علمت “السياسة”، من مصادر موثوق بها، أن رئيس الجمهورية ميشال عون “ممتعض” من تمسّك حزب الله بمثيل النواب السُّنَّة المستقلين في الحكومة المقبلة، ولعل هذا الامتعاض انعكس في مضمون تصريح البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد لقائه عون في بعبدا مساء أمس، إذ قال: “المرجلة ليست بوضع العصي في الدواليب، بل بتمهيد طريق التأليف، ودعم الرئيس عون والحريري”.

وأكدت مصادر “المستقبل” أيضا، أن تعطيل التأليف الحكومي “قرار إيراني، ولا علاقة له بتوزير النوّاب السُّنَّة المستقلين”، مشيرة إلى أن “حزب الله يستعمل ورقة هؤلاء النواب للتغطية على الأجندة الإيرانية التي ينفذها، في ضوء التداعيات المتوقعة للعقوبات الأميركية على إيران”.

واستناداً إلى مسار التطورات، رأت المصادر أن “المؤشرات لا توحي بقرب ولادة الحكومة، لاسيما بعدما ربط حزب الله مصيرها بتطورات أوضاع المنطقة (…) التي لن يكون لبنان بمنأى عنها”، محذرة من مغبّة “السلوك المدمّر الذي ينتهجه الحزب، ضارباً عرض الحائط بمصالح لبنان وشعبه”.

وكانت أوساط نيابية بارزة اعتبرت أن “حزب الله يريد أن يقول للجميع إنه هو من يتولّى تشكيل الحكومة، لا رئيس الجمهورية ولا الرئيس المكلف”، مُستغربةً “عدم مبادرة قيادة الحزب إلى الاتصال برئيس الجمهورية لمناسبة مرور سنتين على انتخابه، ودخول العهد سنته الثالثة”. وسألت: “ماذا تغيّر في مواقف رئيس الجمهورية تجاه حزب الله، حتى يبادله الحزب بهذا الجفاء؟”.

ودعت الأوساط إلى الانتظار حتى نهاية الأسبوع الجاري، حيث يُتوقع أن يعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله موقفه من هذه الأزمة، مؤكدة مجدداً أن الحريري “غير مستعدّ للتراجع عن موقفه الحازم ضدّ توزير النوّاب السّنّة المستقلين، ويرفض أن يبقى رئيساً مكلفاً الى ما شاء الله، خصوصاً أن الدستور يعطي رئيس الجمهورية الحق في اتخاذ ما يراه مناسباً”.