خبر

“التصعيد” يطيح بموسم الأعياد: الفنادق شبه “فاضية” والطائرات “مفتوحة”

كتبت زينب بزي في “الأخبار”: 

رغم أن نسب إشغال الفنادق اعتادت أن تصل إلى 100% في موسم الأعياد، إلا أن الحجوزات في بيروت لا تُجاوز الـ40% هذه السنة وتنخفض إلى 20% خارجها.

رحلات الطيران أيضاً سجّلت مؤشّرات من النوع نفسه، إذ كان يُفترض نفاد فئات التذاكر الأرخص مع اقتراب رأس السنة، إلا أن الرحلات ما تزال قبل أيام من العيد، مفتوحة «من دون أي ضغط». كل هذا يحصل على وقع الحديث عن تصعيد إسرائيلي محتمل وارتفاع احتملات «حدوث شيء في أي لحظة»، ما ينسف أحد آخر رهانات القطاع السياحي على تعويض خسائر الأعوام الماضية.

يقول رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق، بيار الأشقر، إنّ العامل الأمني هو الأكثر تأثيراً هذه السنة، ليس فقط في حركة الزوار والمغتربين، بل أيضاً في قرارات المؤسّسات السياحية نفسها.

فالاستثمار في حفلات رأس السنة، التي تتطلّب أسماء فنية كبيرة وكلفة تشغيلية تُراوح بين 200 ألف دولار و300 ألف دولار للحفلة الواحدة، يكاد يكون غائباً لأن لا أحد مستعد لاستثمار مبلغ كهذا فيما يمكن أن يتبدّل مشهد الاستقرار الهشّ إلى «انفجار» خلال دقائق. وهذه الحالة ليست سوى مؤشّر يتزامن مع مؤشرات أخرى مثل نسب الإشغال في الفنادق.

إذ يشير الأشقر إلى أن الإشغال في فنادق بيروت لا يتجاوز الـ40%، بينما كانت تسجل في مثل هذا الوقت 70%، وحتى كانت تصل أحياناً إلى 100%. أما خارج العاصمة فنسبة الإشغال أقل من 20%. «لدي معلومات بأن المغتربين يعمدون إلى إلغاء زياراتهم خوفاً من الوضع القائم» وفقاً للأشقر. ومع ذلك، يتوقع أن تنجو بعض القطاعات الخدمية الخفيفة، مثل المطاعم وتأجير السيارات، بسبب وجود شريحة محدودة من المغتربين التي ما تزال لديها نيّة القدوم إلى لبنان حتى هذه اللحظة، إلا في حال استجدّ طارئ.

أما الصورة المنقولة من قطاع السفر ليست أفضل حالاً. زياد العجوز، صاحب وكالة Al-Ajouz Travel، يؤكد أنّ المؤشر الأوضح على ضعف الحركة يأتي من مراقبته نظام «الميدل إيست» MEA للفترة الممتدة بين 23 و30 كانون الأول. يقول العجوز: «راقبتُ كل الوجهات الأساسية للبنانيين: القاهرة، إسطنبول، باريس، لندن وفرانكفورت.

وبعد يومين من مغادرة البابا، كلّ الطائرات «مرتاحة»، من دون أي ضغط». ويضيف العجوز أنّه يتابع توافر المقاعد (availability)، ملاحظاً أن عدداً محدوداً من الرحلات ليوم 23 كانون الأول «مفوّلة».

لكنّ المفاجأة كانت في الوجهات الأكثر طلباً، مثل الرياض، بيروت، إسطنبول وفرانكفورت، إذ بقيت الرحلات عليها مفتوحة من دون ارتفاع يُذكر في الطلب، حتى خلال الأيام التي تسبق رأس السنة، وتحديداً بين 24 كانون الأول و29 كانون الأول. فالمؤشر العملي لزيادة الطلب أن تُباع كل الفئات الرخيصة من تذاكر الدرجة الاقتصادية حتى ينتقل بيع التذاكر إلى الفئات الأعلى، وصولاً إلى مقاعد الـBusiness «إلا أننا لا نرى هذا المشهد الآن.

بالعكس كل الفئات المنخفضة ظلّت متاحة ولم يُسجّل أي انتقال إلى الفئات الأعلى، ما يدلّ بوضوح على أنّ الحركة خجولة ولا تشي بأي ارتفاع لافت في الطلب». أما بالنسبة إلى السفر من لبنان إلى الخارج لقضاء عطلة الميلاد ورأس السنة، فالصورة أكثر وضوحاً: الحجوزات محدودة وأقل بكثير من العام الماضي بسبب الوضع القائم في البلاد.

أيضاً تظهر المؤشرات نفسها لدى مكاتب تأجير السيارت. يقول رئيس نقيب أصحاب وكالات تأجير السيارات السياحية الخصوصية في لبنان محمد دقدوق، إنّ نسب الحجوزات لا تُجاوز الـ30% حتى اليوم وغالبيتهم من المغتربين اللبنانيين، إضافة إلى عدد قليل جداً من الزوار العرب. ويتوقع دقدوق أنّ النسب لن تُجاوز الـ 50% في حال تحسّن الوضع قليلاً في الأيام القادمة، لافتاً إلى أنّ حجوزات المكاتب في «صيدا وطلوع» شبه معدومة، وذلك نظراً إلى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

وفي هذا السياق، ينفي أي معلومة تتحدث عن أنّ «السيارات مفوّلة». ويضيف دقدوق إلى أنّ عدد السيارات السياحية انخفض من نحو 20 ألف سيارة في عام 2019 إلى 9000 في السنة الجارية، وذلك يعكس بشكل واضح وضع القطاع والأزمات التي يمر بها.

 

أخبار متعلقة :