خبر

خبير هيدروجيولوجي يطمئن اللبنانيين: فيلق اليمونة غير خطير

كتب عامر شيباني في Beirut Today:

لم تمض ساعات على وقوع الزلزال العنيف االذي ضرب تركيا وسوريا ليل الأحد-الاثنين وشعر بها سكان لبنان، حتى ساد الذعر في صفوف اللبنانيين بعدما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات مضلّلة زادت من حدّة الرعب على وقع اهتزازات أرضيّة متواصلة ومشاهد مروّعة من المناطق المنكوبة.

واحتلّت المنشورات عن الزلزال وأسبابه وتداعياته وإمكان وقوع زلازل أخرى مساحات مواقع التواصل الإجتماعي، وكثرت الأخبار المضلّلة والتخوّف من زلزال قد يضرب لبنان في ظلّ تواصل الاهتزازات.

واجتهد عدد من الخبراء في تهدئة السكّان والتشديد على أن أي توقّع زلزالي لا يعدو كونه ضرباً من الخيال، بعدما أدّى انتشار الشائعات إلى نزول سكّان مناطق عدّة إلى الشوارع ليلاً، منها مدينة طرابلس والضاحية الجنوبيّة.

وعمد عدد من المواطنين، لاسيما الذين يقيمون في أبنية سكنية قديمة ومتصدعة، إلى مغادرة منازلهم وإخلائها تخوفاً من انهيارها أو من حصول هزات جديدة تزيد وضعها سوءاً، خصوصاً أن الخبراء في مركز “بحنس” تحدثوا عن احتمال وقوع هزات ارتدادية لغاية فترة تمتد من أسبوع إلى عشرة أيام من تاريخ وقوع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.

كيف أحمي عائلتي؟

وروت المواطنة فادية.غ (ربة منزل وأم لثلاثة أطفال) أنها شعرت بقوة بالهزة الأرضية التي ضربت ليل الأحد-الاثنين، وأول ما فكرت به هو كيفية حماية أطفالها، والوقوف في مكان آمن، خصوصاً أن منزلها في الطابق الأرضي.

“صراخ وأصوات مرعبة ترافقت مع رياح شديدة في لحظة الهزة التي استمرت نحو 50 ثانية، رغم أن أحسسنا كأنها أكثر من خمس دقائق”، قالت فادية، التي أوضحت لـ”بيروت توداي: “لا أعرف ماذا أفعل، وأطفالي اسيقظوا على الهزة وصوت الصراخ، فخرجت من المنزل برفقة أولادي، إلى مدخل البناية، حيث وجدنا أيضاً بعض الجيران”.

وأشارت إلى أن هذه المرة الأولى في حياتها التي شعرت فيها بالهزة، ولا تدرك أن لبنان واقع على فيلق زلازل، خصوصاً أنها تقيم في مدينة طرابلس، وبعيدة نسبياً عن فيلق اليمونة، على حد تعبيرها.

أما هاني.ص الذي يقيم في بيروت فأعرب عن خوفه من الهزتين الأولى والثانية اللتين شعر بهما فجر الاثنين وظهر اليوم نفسه، وقال لـ”بيروت توداي”: “شعرت بالهزة الأولى وكان شعوراً مرعباً، لا أعرف ماذا أفعل، أسكن في منزل أهلي مع والدتي التي لم تشعر بشيء وواصلت نومها العميق”.

وقال: “أصابني الهلع، لا أدرك ماذا أفعل، نسكن في الطابق الثالث في بناية شبه قديمة، وهي تعاني أصلاً من ضعف بالأساسات، فشعرت أنها تميل ذهاباً وإياباً، فوقفت على الشرفة، ثم عدت إلى غرفة أمي لأطمئن عليها، لكنها واصلت نومها”، مضيفاً ” بقيت مستيقظاً حتى حل الصباح وذهبت إلى العمل، وفيما كنا نتحدث مع زملائي عن الهزة، ضربت هزة ثانية خفيفة عند الظهيرة ، فهنا فقدت أعصابي وعدت إلى المنزل للاطمئنان إلى أمي، التي أيضاً لم تشعر بشي”.

لبنان غير مهيّأ

“لا داعي للهلع”… بهذه الكلمات طمأن الدكتور الهيدروجيولوجي سمير زعاطيطي اللبنانيين وقال لـ”بيروت توداي”: “خطّ الزلازل الداخلي الذي يمرّ في لبنان ليس خطراً، والهزات التي حصلت في الأيام الأخيرة عادية وليس لها أي قوة تدميرية”، معتبراً أن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا هو الأسوأ، وما وصل إلينا من هزات ارتدادية تخفّ قوّتها مع مرور الوقت ولا يُمكن توقّع وقت حصولها.

وأوضح أن لبنان عرضة للزلازل وهذا الأمر اكتشفه الفرنسيون في الآونة الأخيرة، وفالق اليمونة الذي يقع بين الصفيحة اللبنانية (المشرقية) وبين الصفيحة العربية ليس خطراً، وحين يحصل الزلزال تنزلق الصفيحتان على بعضهما ولا تصطدمان والقدرة التدميرية بسيطة وخفيفة.

وأكد أن فالق اليمونة لا يدمر بيروت لأن القوة التدميرية للزلزال إذا وقع لن تتجاوز الأربع درجات على مقياس ريختر، موضحاً أن أي زلزال فوق الـ7 درجات ومقابل الشاطئ اللبناني يمكن أن يؤثر على بيروت، محذراً في الوقت نفسه من أنه في حال حصل تصادم بين صفيحتين الأولى فوق البحر والثانية تحت البحر يمكن أن يقع زلزال كبير.

وأكد أن لبنان معرض للزلازل ولكن غير مهيّأ لوجستياً، خصوصاً على الساحل اللبناني، منتقداً إقامة السدود والجسور والاوتوسترادات البحرية من دون الأخذ بالاعتبار أن لبنان واقع على خط زلازل.

إرشادات

وعممت المديرية العامة للدفاع المدني إرشادات حثت فيها المواطنين على اتباعها قبل الهزات وأثنائها وبعدها، بينها تحضير حقيبة طوارئ وحقيبة إسعافات أولية مع الأدوية الضرورية، وهذا ما شجعته مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس الأمر الذي أثار هاجساً عند المواطنين، لكنها أوضحت أن تشجيعها على هذا الأمر جاء تطبيقاً لإرشادات الدفاع المدني.

وجاءت الإرشادات على الشكل التالي:

– التحضير قبل الھزات.

– مراقبة الأغراض في البيت أو في المكتب.

– تثبيت كل ما يمكن أن يقع مثل خزانة، ثريات رفوف صور و أشياء ثقلية.

– تصليح التشققات في المبنى والأسلاك الكھربائية.

– تحديد أماكن آمنة في الداخل:

أ- تحت الطاولات القوية الصنع أو بجانب حائط داخلي زاوية.

ب- بعيداً عن الزجاج و المرايا و كل ما يمكن أن يتكّسر.

– تحديد أماكن آمنة في الخارج:

أ-  بعيداً عن الأبنية والأشجار و أعمدة الھاتف و الكھرباء.

ب- عدم التوجه إلى المناطق الساحلية خوفاً من حدوث تسونامي، والتوجه على الفور إلى مناطق مرتفعة، يجب البقاء بعيداً عن الأنھر والجداول التي تؤدي إلى البحر.

التحضيرات:

حّضر طريقة الخروج في حالة الطوارئ.

في حال تشتت العائلة خلال الكارثة، خصوصاً إن كان الأولاد في المدرسة اتفق مسبقاً على مكان للالتقاء مع معرفة بمن الاتصال خارج البلدة. التأكد من إن الجميع على علم بھذه الاستعدادات و إجراء تمارين عليھا دورياً.

تحضير حقيبة طوارئ وحقيبة إسعافات أولية مع الأدوية اللازمة إذا وجدت.

أثناء حصول الھزة:  

كيف تتصرف إذا كنت خارج المنزل، في الھواء الطلق:

 ابتعد عن المباني والأسوار بمعدل ارتفاعھا، ولا تختبىء تحت الأشجار أو خطوط التيار الكھربائي واليافطات المعدنية.

 كيف تتصرف إذا كنت داخل أماكن عامة:

 كيف تتصرف إذا كنت داخل السيارة:

كيف تتصرف إذا كنت في المصعد:

أكبس الزر المناسب للطابق الأقرب لإيقاف المصعد وغادر بالسرعة القصوى عبر السلالم الداخلية باتجاه الأماكن الآمنة.

– بعد حصول الھزة:

– إذا كنت مصابا:

إذا لم تتعرض لأي اصابة:

أخبار متعلقة :