خبر

أجندة قيادة الجيش عسكرية لا رئاسية

كتب جان فغالي في" نداء الوطن": من هي الجهة التي سارعت إلى بث أخبار مفبركة عن أنّ آليةً عسكرية للجيش اللبناني احترقت وأنّ هناك جرحى عسكريين في المواجهات في البقاع؟ إمّا أنّ المجموعات المسلحة هي وراء التسريب، لإحداث إرباك في صفوف العسكريين، وإما هي الجِهات المتضررة من الدور المتنامي للجيش، فتعمل على ضرب صورته ومعنوياته. لكن ما حدث من مواجهات يعكس جملةً من الوقائع والحقائق بحسب ما تقول جهات عسكرية عليا.الحقيقة الاولى، أنّ الجيش يواجِه في بيئة حاضنة للمؤسسة العسكرية، وأنّ العصابات التي يواجهها تحاول أخذ الناس رهينة وتستعملهم «أكياس رمل»، تماماً كما حصل في آخر مواجهة حيث تمّ إنزال الأطفال والنساء لحظة اقتراب إحدى مجموعات الجيش من منزلٍ كان يتحصّن فيه أحد افراد العصابة، وتمنَّع العسكري عن إطلاق النار، بسبب وجود أطفال ونساء، فعاجله المسلَّح برصاصةٍ قاتلة في رأسه. وكانت لافتة كلمة قائد الجيش العماد جوزاف أثناء تقديمه واجب العزاء بالعسكري الشهيد، أنّ الشهيد عشيرته المؤسسة العسكرية، متعهداً بملاحقة مطلقي النار على العسكريين. هكذا فإن المواجهات الحاصلة هي مواصلة لضرب العصابات، ولا توقيت لهذه العمليات سوى أنّ الجيش يعرف متى يكون التوقيت ملائماً، تبعاً لاعتبارات أمنية ولوجستية تحددها مديرية المخابرات وترفعها إلى القيادة.الحقيقة الثانية، أنّ عمليات الجيش، بالشكل الذي تحدث فيه، تثبت أن لا «أجندة مشتركة» مع قوى الأمر الواقع في المنطقة.الحقيقة الثالثة، أنّ العقيدة العسكرية للجيش واحدة، سواء في البقاع أو طرابلس أو بيروت أو أي منطقة أخرى، فهو لا يتحرك وفق مطالبات البعض أو تمنياتهم، كما طالبه البعض أثناء اندلاع ثورة 17 تشرين، بأن يقمع الثوار والمتظاهرين. ووصلت الحال ببعضهم الى اتهام قائد الجيش بأنّه قام بـ»انقلاب ابيض» ضد العهد. الذين وجَّهوا التهمة إلى الجيش، كانوا يريدون له أن يقف في وجه المتظاهرين وأن يقمعهم، وأن تسيل الدماء، والهدف من ذلك كان وضع قائد الجيش في قفص الاتهام وإحراق ورقته حتى قبل ثلاث سنوات من موعد الاستحقاق الرئاسي.الحقيقة الرابعة، أن لا اجندة للجيش سوى الأجندة العسكرية، وأنّ كلَّ ما يُحكى عن «أجندة رئاسية» هو كلامٌ تحريضيّ، الغاية منه وضع كل حركة للجيش في خانة السعي للوصول إلى الرئاسة. تهزأ أوساط قيادية من هذا الطرح، وتعتبر أن مُطلقيه يستهدفون قائد الجيش من باب طموحاته الرئاسية. وتفنِّد هذه الأوساط هذا «المنطق» فتقول: لو كانت لقائد الجيش طموحات رئاسية، كما يدَّعون، لكان أداؤه أداءَ مسايرة للأطراف، فأين ظهر لديهم «أداء المسايرة»؟ هل في المواجهات العسكرية في البقاع؟ هل في «المواجهات الصامتة» مع بعض الوزراء، الحاليين منهم والسابقين؟

وتختم الاوساط القيادية: الرئاسة ظروف لا ترويج، ويخطئ مَن يعتقد أنّ الوصول إلى قصر بعبدا متاح عبر «العلاقات العامة»، وتدعو هذه الأوساط إلى التدقيق في مَن اعتمدوا هذا الاسلوب، وأين هُم اليوم؟ وهل نفعت «حفلات العلاقات العامة» التي قاموا بها؟