خبر

مهلاً يا جبران!

وها هو النائب جبران باسيل يُصّعد الحروب السياسية من دون أن يحسب خطّ الرجعة على أكثر من صعيد، وآخر معاركه الخاسرة هي في اتهام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ"التزوير"!.. حقاً، لم تُفلح يا جبران في هذه الحرب التي لا تعني إلا انصياعاً للغة الإستفزاز المقيتة، وتأكيداً على أن المعركة السياسية الشريفة ليست في قاموسك. أما الأمر الأخطر فهو أنك تُصرّ مرة جديدة على إبتزاز مقام رئاسة الحكومة وعلى استفزاز الطائفة السنيّة ككل. أهذا ما ترغب به يا جبران؟ أهذا ما تريدهُ أنت والمصفقين من حولك؟

لن يكون التعليق طويلاً على اتهاماتك الباطلة، فكلامنا لا يكونُ بالشّتم والاتهامات كما تسعى وتفعل أنت دائماً، ولا يكونُ بـ"قلة الأخلاق" لا تشبهنا... حقاً، سنتحدّث بأخلاقنا وبالسياسة التي تبيّن أنك لا تمتهنُ سوى الاستفزاز والابتزاز فيها.

"كهربائياً" ونفطياً وسياسياً ونيابياً وبالتحالفات وغيرها، بات الجميعُ يُدرك من هو جبران باسيل وما يريده الأخير. انقلبت على حليفك الذي صانك وحفظك لأنه بادر باتجاه حفظ حقوق الناس عبر المشاركة بجلسات مجلس الوزراء..

تلجأ دائماً إلى "المهتّة" و "تربيح الجميلة"، فيما أنت لم تقدم شيئاً لغيرك سوى الكلام السياسي المعسول. أما على صعيد الطائفة السنيّة، فقد لجأت إلى استعداء كل أطرافها، فذهبتَ بعيداً في لغة التخوين، غير آبهٍ بأن هناك مقامات يجب احترامها.

تتحدث عن الرئيس ميقاتي بكل عنجهية، بينما أنت لا تذكر أبداً ولا تحفظ بتاتاً أن ميقاتي، ورغم اختلافه مع الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون، كان يحفظ الاحترام وحدود اللياقة ويركنُ باتجاهِ الحفاظ على خطوط التخاطب اللبقة، من دون اللجوء لاتهامات واتهامات!

لن يكونَ الكلامُ في حضرتك كثيراً، لأن الجميع في لبنان يعرفون من هو جبران باسيل، الذي يجعل من نفسه الضحية دائماً.. لكن ما تقوم به ليس إلا تحريضاً داخلياً، وليس إلا ضرباً للمؤسسات وإمعاناً في تعطيلها، وإرساءً للتسويف في مجمل الاستحقاقات... لا تريد لحكومة أن تجتمع، ولا تسعى لأن يكون هناك انتخابات رئاسية، ولا تأمل في أن تكون هناك مبادرات وحوارات، ولا تريد أن يكون على مسافة واحدة مع الجميع! تظن أن الحوار سيعوّمك ويجعلك أقوى سياسياً! إن الكلام هنا سورياليّ بامتياز، والأكيد أكثر هو أنك يا جبران تعلم تماماً أن كل نتائج محاولاتك "صفريّة" ولا أساس لها.

وبعيداً عن كل شيء، ما يمكن قوله هو أن "صيتك" معروفٌ، فمن لم يسعَ لتمكين الوحدة المسيحية لن يستطيع أن يوحّد الوطن.. ومن لجأ إلى تشكيل صراعات داخلية، لن يكون عنواناً للتوفيق.. ومن كانَ سباقاً في لغة التخوين، لن يكون ملجأ للتمكين والتلاقي.. ومن لجأ إلى استفزاز الآخرين، لن يكون المُصلح والجامع..

حاربت الجميع وأن تعرف أن تسعى لمصالحك بشكل تام.. تحاصر بالوطنية والعفاف السياسي بينما أنت تسعى نحو الأنانيّة السياسية والإستئثار بالقرار.. وآخر مآربك هو تسويق اتهامات التزوير! أحقاً أنت واثق من ذلك؟ إنها أضحوكة الزمن يا جبران..

وختاماً، كل اتهاماتك مردودة عليك، والقول أكثر: تفضل وحارب التزوير إذا كنت تعرفه، وثابر على تصحيح مسارك الذي لن تستطيعَ بناءه مهما حاولت.. لأنك استعديت الآخرين بكل المقاييس.. فمهلاً يا جبران.. و "خفها علينا".. وهنيئاً لك اتهاماتك.. افرح بها علّها تُعوّض لك التعثر السياسي الذي تغرق به!