خبر

فيتوهات "حزب الله" الرئاسية..

بإستثناء خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي تحدث خلاله عن مواصفات الرئيس الذي يريده الحزب، لا يظهر في خطاب حارة حريك الاعلامي اي حدة في تعاطيها مع الاستحقاق الرئاسي، ولا يقوم الحزب بالرفض العلني والمباشر لأي مرشح او طامح رئاسي.

 

ليونة الحزب الشكلية في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، لا تقابلها ليونة في الواقع، اذ ان للحزب مرشحا رئاسيا واحدا هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولا يبدو الحزب مستعدا للتخلي انه او للذهاب الى تسوية على شخصية اخرى مع القوى السياسية الداخلية او حتى الدولية.

 

ولعل الخلاف الذي سيطر على العلاقة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والحزب يعود في عمقه الى اصرار الحزب على فرنجية الذي يرفضه باسيل، لذلك فإن استراتيجية الحزب الرئاسية مشابهة عمليا لاستراتيجيته التي ادت الى ايصال الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا قبل سنوات.

 

بمعنى اخر يراهن الحزب على الوقت، فهو غير مستعجل لملء الفراغ، او الاصح لن يسهل انتخاب رئيس لا يرضى عنه ولا يلبي له طموحاته السياسية ، وهذا ما يعبّر عنه بعض قياديي الحزب في اطلالاتهم الاعلامية، وعليه فإن الوقت كفيل بتحسين حظوظ مرشح حارة حريك وتدفع خصومه للقبول به كما حصل مع عون عام ٢٠١٦.

 

لكن الحزب الذي لا يعلن رفضه لأي شخصية بشكل علني، لديه فيتوهات واضحة على بعض الشخصيات اولها رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض الذي اصيب حصراً بسهام امين عام الحزب في خطاب المواصفات الرئاسية اذ انتقد من يجاهر بأن مشروعه ضد "حزب الله" وسلاحه

 

الفيتو الثاني للحزب هو على الوزير السابق جهاد ازعور، اذ ان الرجل الذي قد يقبل به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، هو من المقربين من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وقد رفض الحزب ان يكون حاكما لمصرف لبنان فكيف سيقبل به رئيسا للجمهورية.

 

كما ان الحزب لا يستسيغ وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون الى بعبدا، وقد ألمح نصرالله لذلك في خطابه الشهير نفسه، عندما اشار الى العلاقات مع القيادة الوسطى الاميركية، لكن علاقة الحزب الجيدة مع عون تجعل من امكانية رفع الفيتو عنه واردة في حال حصول تسوية شاملة

 

عملياً يرفض الحزب اي مرشح لا يضمن انه سيكون الى جانبه في القضايا الاستراتيجية، حتى انه رفض المرشح الثالث الذي عرضه باسيل على نصرالله في لقائهما الاخير، اذ ان الحزب يفضل احد مرشحين، اما باسيل او فرنجية، وبما ان الاول ليس مرشحا فلا بديل عن الثاني....