رغم الفرقعة الاعلامية التي رافقت لقاء باسيل - جنبلاط و لجوء النائب جبران باسيل إلى الصخب السياسي في اتصالاته الأخيرة ، لم يتم تحقيق خطوة او تقدم في اتجاه الوصول الى مرشح توافقي.
فمنذ إجتماع باسيل الاول مع الرئيس نبيه بري ، برزت معوقات جدية امام طرح باسيل استبعاد سليمان فرنجية وقائد الجيش في مقابل البحث في مرشح توافقي، لكن على جري عادته إفترض باسيل بإن التصلب في الموقف قادر على إنضاج الطبخة الرئاسية بما يتلائم ومصلحته السياسية، لذلك كانت جولته المكوكية التي لم تبلغ الهدف المنشود.
يقول أصحاب الشأن، عن تكرار ظروف الانتخابات الرئاسية بصورة معاكسة مع باسيل ، فهو يبذل جهدا لدى حلفائه من أجل التعديل بخطة انتخاب سليمان فرنجية لصالح نظرية الخيار الثالث، علما ووفق معلومات، بأنه سمع من السيد نصرالله شخصيا كلاما واضحا عن انتخاب رئيس تطمئن له المقاومة " نحن نثق بك وبفرنجية".
لفتة نصرالله، كما كلام بري الصريح قبلها، يعني حكما ضرورة دعم وصول فرنجية وهو قرار صعب ليس في مقدور باسيل تحمل تبعاته مهما بلغ تقديم الضمانات، فضلا عن قناعة باسيل الراسخة بأن حزب الله هو الممر الإجباري لاتمام التفاهمات صوب تسوية سياسية شاملة ، لذلك حاول مع بري في البداية لكنه إصطدم بتشدد بري الشديد ما زاد مهمته تعقيدا.
بعد مسار طويل من المداولات، وبعد تعويل باسيل على موقف جنبلاط لتحقيق اختراق ما، تؤكد مصادر سياسية على العودة إلى المربع الأول ، اي النقاش مع بري، وهي مهمة تحمل عثرات كثيرة في ظل هجوم عوني مركز على مختلف القوى السياسية واطلاق الاتهامات القاسية في حقها ، ثم العودة للحوار معها حيال الاستحقاقات المستقبلية.
تفيد المؤشرات الأولية، عن ثبات بري على موقفه منذ نهاية عهد عون متسلحا بدعم حزب الله المبطن والظروف الاقليمية والدولية ، خصوصا وان الاتصالات الأولية بين السعودية وإيران تطرقت بشكل بسيط إلى الوضع اللبناني من زاوية المعالجة لملف سوريا، علما بأن الموقف الفرنسي ثابت صوب التوافق الداخلي وإجراء انتخاب الرئيس فورا.