خبر

كي لا يستمر النزيف.. "عيدوا بأمان"

ارتفع الدولار أو انخفض، "اللبناني بدو يعيّد برأس السنة". وإن اختلفت اشكال الاحتفاليات بهذه المناسبة سواء في المنازل او السهرات في المطاعم وأماكن السهر، وهو ما درجت عليه العادة لتوديع سنة كانت هذه المرة الأصعب على اللبنانيين والتأمل بعام مقبل يكون أكثر راحة وأقل ضغوطاً، الا انّ مخاوف كثيرة تحيط بهذه الليلة على المستوى الأمني عموماً والامن الذاتي خصوصاً، تخوفاً من حوادث فردية بسبب الزحمة او الاختلاط والافراط في تناول الكحول وأكثر من ذلك بكثير، مع التمسك بالعادة الأسوأ وهي إطلاق النار. 

 
على الأرض، تتجهز القوى الامنية كما كل عام على الطرقات منعاً لحدوث إشكالات او حوادث من أي نوع كان. وكان وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أكد في وقت سابق انّ "اللعب بالأمن ممنوع وهو بعيد عن السياسة ،وخطة قوى الامن الداخلي بالنسبة للأعياد أصبحت جاهزة وتم تعميمها”. كما كشف أنّ "الأجهزة الأمنية كافة أكدت لنا اتخاذ كافة الإجراءات الاستباقية واللازمة خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة بالإضافة إلى تطبيق قرار منع حمل السلاح". 
 
ولكن مهما كانت الإجراءات، فإنّ لم يكن هناك قرار ذاتي بالحفاظ على الهدوء الأمني، مهما كانت الروادع فإنّها قد لا تجدي نفعاً. من هنا، فانّه من المؤكد انّ تنفيذ الإجراءات الأمنية ونجاحها يرتبط ايضاً بإطار شخصي، يمنع على المواطن الافراط في تناول الكحول والقيادة وتعريض حياته وحياة الاخرين للخطر، ويمنع على مواطن اخر ان يملأ جعبة مسدسه بالرصاص ويطلق النار بشكل عشوائي، متسببا بأضرار بشرية ومادية. 

السلامة المرورية  
ليست هذه سوى نماذج بسيطة مما قد يحصل ليلة رأس السنة، وعليه فانّ التوعية من هذه المخاطر تصبح من أكثر الأولويات الحاحاً كي لا نخسر المزيد من الضحايا سواء على مستوى الحوادث المرورية او تسجيل ضحايا برصاص مجهول.  
وتطلق جمعية "جاد" للتوعية من مخاطر المخدرات حملة هذا العام بعنوان: "عيّد بأمان"، يتحدث عنها رئيسها جوزيف حواط لـ"لبنان 24" مشيراً الى انّ العمل على التوعية من مخاطر الإدمان والكحول مستمرة طوال العام، "ولكن حقيقة نحن ننتظر فترة الأعياد لزيادة التوعية وإبراز المخاطر بشكل كبير، وللأسف فاننا في كل عام تقريبا هناك 30 بالمئة من ضحايا الحوادث المرورية من فئة الشباب، ولا نريد نزيفاً مستمراً من الدماء على الطرقات". لذا تم إطلاق عنوان هذا العام "عيدّ بأمان"، وبحسب حواط: "نحتاج الى هذا الأمان في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، ونتوجه خصوصا للفئة الشابة والأطفال وحتى اننا أطلقنا ضمن الحملة فكرة تختص بنوعية الهدايا التي يجب ان تُعطى للأطفال في الأعياد ولا تقوم على أفكار القتل والسرعة الزائدة وغيرها". 
ويتابع حواط: "قوى الامن الداخلي لا يمكنها ان تتواجد على الطرقات كافة بسبب النقص في العديد، وكذلك لا يمكن لجمعية لوحدها ان تعمل، لذا فانّ العمل على زيادة الوعي بما يختص بالسلامة المرورية والسلامة الشخصية يجب ان يكون على مدار العام ولا يتوقف، ونأمل للجميع بان تمر ليلة رأس السنة عليهم بأمان". 
 

بالأرقام  
وبحسب ارقام قوى الامن الداخلي، تم تسجيل 371 ضحية نتيجة الحوادث المرورية في العام 2021، إضافة الى 3841 من الجرحى بإصابات مختلفة، نتيجة 2885 حادثا. وعن ارقام العام الحالي يفيد منسق الأنشطة في النادي اللبناني للدراجات النارية والعضو في جمعية "اليازا" فؤاد الصمدي عن 312 ضحية نتيجة حوادث مرورية لغاية تاريخ 27 كانون الأول 2022. ويتحدث الصمدي لـ"لبنان 24" عن حملة "ما تشرب وتسوق" خلال فترة الأعياد للحد من الحوادث المرورية، متأملا ان يكون هناك المزيد من التعاون مع المواطنين مع اهداف الحملة تجنباً لأي خسارات بشرية.
ويقول الصمدي: "نسبة إحصاءات الحوادث تكبر يوما بعد اخر، وللأسف في شهر اب فقط من العام الحالي تم تسجيل 40 ضحية نتيجة الحوادث وهذا امر مؤسف جدا، إضافة الى الجرحى والاصابات الدائمة والبالغة، وهذه خسارة مستمرة مدى الحياة للشخص الذي يتعرض لحادث مروع. ونؤكد ان قوى الامن الداخلي والصليب الأحمر والدفاع المدني دائما على جهوزية ليكونوا على الأرض في الأعياد، وهذا يؤثر إيجابا على الأرض، وندعو المواطنين للتقيد بالإجراءات طالما ان هناك طرقات كثيرة لا تستوفي شروط السلامة، في ظل غياب الإشارات المرورية". 

في القانون  
يُذكر انه وبحسب قانون السير "تُرفع العقوبة إلى الحبس أربع سنوات والغرامة حتى ستة ملايين ليرة لبنانية إذا:أ) كان السائق في حالة سكر ظاهر أو تحت تأثير الكحول بنسبة تتعدى 0,8 غ/ل بالدم، بعد خضوعه للفحص، أو إذا كان معدل الكحول في الهواء الذي يتم زفره توازي النسبة المذكورة أعلاه، أو إذا رفض السائق الخضوع للاختبارات المطلوبة والتي من شأنها تحديد ما إذا كان السائق تحت تأثير الكحول.ب) تبيّن في تحاليل الدم أن السائق قد تعاطى أي نوع من المواد المخدرة أو إذا رفض الخضوع للاختبارات المطلوبة والتي من شأنها تحديد ما إذا كان قد تعاطى المخدرات". 
 
لذلك مهما كان وضع البلد، المهم عيدوا بأمان وبألف خير".