خبر

هل يستفيد لبنان من التغييرات في المنطقة فيتمّ انتخاب الرئيس بعد أشهر؟!

كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": تقول أوساط ديبلوماسية عليمة، بأنّ المنطقة ككلّ مقبلة على تغييرات جذرية ستحكم المرحلة المقبلة. فالحرب الروسية- الأوكرانية قد أثّرت على العلاقات الدولية برمّتها، وخلقت نظاماً عالمياً جديداً هو في طور التبلور شيئاً فشيئاً. فالدول الأوروبية التي كانت تستورد الغاز والنفط من أوكرانيا وبعض الدول الأخرى، باتت وجهتها الجديدة نفط وغاز منطقة الشرق الأوسط. أمّا الدول العربية، لا سيما منها الخليجية فكانت علاقاتها الحصرية مع الولايات المتحدة الأميركية. غير أنّ تعزيز العلاقات السعودية- الصينية أخيراً من خلال زيارة الرئيس الصيني الى السعودية، قد أظهر قيام نظام عربي جديد تحت عنوان التعاون مع الغرب والشرق معاً وفق مصالح الدول العربية. فالإنفتاح العربي على الصين وروسيا، وعدم اختصاره بالولايات المتحدة، فضلاً عن القمم الأخيرة التي شهدتها المنطقة، من شأنها أن تنعكس إيجاباً على لبنان.

فتغيّر العلاقات الإقليمية والدولية، على ما أوضحت الاوساط، سيبدّل مواقف الدول المعنية بانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، سيما وأنّ هذا الإستحقاق نادراً ما كان لبنانياً بحتاً من دون أي تأثيرات خارجية عليه. أمّا استمرار الحوار السعودي- الإيراني من خلال ما أكّده وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان الذي شارك في «قمّة بغداد للتعاون والشراكة» الأخيرة في نسختها الثانية، التي عُقدت في الأردن الأسبوع الماضي عن أنّ بلاده مستعدّة لعودة العلاقات الى طبيعتها، وما شدّد عليه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن استعداد بلاده لاستكمال الحوار مع إيران، فسيكون له تأثيرات إيجابية على الداخل اللبناني. وإذا كانت السعودية تركّز على حرب اليمن كمدخل لعودة العلاقات الى ما كانت عليه، تُطالب إيران بفتح السفارات.
فهذا التقارب العربي في حال حصوله، على ما أردفت الاوساط، الى جانب الحوار مع إيران، فضلاً عن مواكبة كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا لما يجري، قد يُنتج رئيساً للبنان ما بعد فترة الأعياد، أي في شباط أو آذار المقبلين يكون قادراً على مواكبة المرحلة الجديدة من التغيّرات الإقليمية والدولية. كذلك فإنّ انفتاح العرب على الشرق مثل الصين وروسيا، سيُتيح للبنان أن يتجه شرقاً عندما تُسدّ الأبواب في وجهه لدى السعي الى حلّ بعض الأزمات التي يعيشها، لا سيما الأزمة الإقتصادية والمالية ونقص الأدوية وما الى ذلك.
وذكرت الأوساط عينها بأنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم يعد متحمّساً لزيارة لبنان خلال عطلة الأعياد، على ما كان مقرّراً عشية الميلاد لتمضية المناسبة مع كتيبة بلاده العاملة في قوّات الطوارىء «اليونيفيل»، كونه مستاء من عدم التوافق المسيحي- المسيحي على إسم الرئيس الجديد للجمهورية. أمّا في حال جرى انتخاب الرئيس، فإنّه قد يكون من أول الرؤساء المهنئين شخصياً للرئيس المقبل، فضلاً عن أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، سيما وأنّ هذين الرجلين أصبحا معنيين بأعمال الإستكشاف واستخراج الغاز والنفط في البلوك 9 من المنطقة البحرية اللبنانية، من خلال شركة «توتال» الفرنسية المشغّلة، وحلول دولة قطر كشريك ثالث في تحالف الكونسورتيوم بدلاً من شركة «نوفاتيك» الروسية، التي انسحبت منه قبل شهرين من توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي في 27 تشرين الأول الفائت.
أمّا عن فكرة التدويل التي طرحها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لحلّ الأزمة السياسية اللبنانية، فتقول الاوساط بأنّ دونها تنازلات عدّة، قد يفرضها تدخّل دول الخارج في لبنان. ولهذا فإنّ فرنسا والفاتيكان يرفضانه خشية أن يأتي على حساب اللبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً كونهم غير متفقين لا على مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية ولا على إسمه، بل يجري التنازع فيما بينهم، على من سيكون الممرّ، أو الجسر لوصوله الى قصر بعبدا. ولو عاد الأمر الى قادة الأحزاب المسيحية من «القوّات اللبنانية» الى «الكتائب اللبنانية» فـ «التيّار الوطني الحرّ»، و»تيّار المردة»، و»حركة الإستقلال»، وصولاً الى «حزب التضامن» وسواها، فإنّ كلّ منهم يجد نفسه جديراً بهذا المنصب بعيداً عن الحسابات السياسية، أو عن العقوبات المفروضة على أحدهم أي رئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، الذي يسعى جاهداً لشطبها من سجلاته لدى الولايات المتحدة الأميركية.