الدولار وحدَه خرق سكونَ عطلةِ عيد الميلاد. فهو واصل ارتفاعَه غير المسبوق متخطّياً سقف الـ 47 الف ليرة . أسباب الإرتفاع كثيرة، لكن أبرزَها على الاطلاق أن لبنان يستورد لإقتصادين: اللبناني والسوري. فالتهريب على عينك يا دولة. وقد بدأ بتهريب بضائعَ مختلفة ومشتقاتٍ نفطية إلى سوريا، لينتهي بتهريب الدولارات. ولأنَّ كبح التهريب مستحيل في ظل هكذا دولة ، وهكذا سلطة ، كان اللجوءُ إلى الخيار المر: طبعُ كمياتٍ إضافية من العملة اللبنانيّة وضخُها في السوق ما أدى ويؤدي إلى ارتفاع سعر العملةِ الخضراء بنسب كبيرة غيرِ معهودة. الغريب أن ارتفاع الدولار حصل، فيما كان مقدّراً له ان يتأثر بضخ كمياتٍ كبيرةٍ منه بعد وصولِ أعدادٍ كبيرة من اللبنانيّين إلى لبنان في الأسبوعَين الفائتين، وذلك لتمضية الأعياد في وطنهم الأم. فهل يعني هذا أن الدولار سيواصل ارتفاعَه؟ أم أنَّ لدى السلطاتِ الماليةَ تدابيرَ وإجراءاتٍ ستتخذها بعد الأعياد لمنع الدولار من مواصلة ارتفاعِه الجنوني؟
سياسيا، حركة جبران باسيل تملأ الوقت الضائع وفراغ عطلة الاعياد. وقد برزت اليوم معلومات عن اجتماعه بكل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. يذكر ان باسيل اجتمع في نهاية الاسبوع الفائت مع وليد جنبلاط . الحركة اللافتة لرئيس التيار الوطني الحر تهدف الى تحقيق ثلاثة امور: الاول ، الايحاء لحزب الله انه قادر على التحرر من التحالف منه، وانه يملك حركته الذاتية وديناميته السياسية المستقلة. الهدف الثاني القول لجميع الافرقاء السياسيين ان نهاية ولاية الرئيس ميشال عون لن تؤثر بتاتا في دوره وتأثيره كصاحب كتلة كبيرة. اما الهدف الثالث والاخير، فمحاولة تسويق مرشح لا يشكل خطرا عليه بدلا من الاسماء الثلاثة المطروحة والمتداولة حاليا ، والتي تشكل مصدر قلق حقيقي له. الهدفان الاولان سهلان ويمكن تحقيقهما، اما الهدف الثالث فصعب ، لذلك قد ينطبق على ما يقوم به باسيل قول المثل: حركة بلا بركة!
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
ساد الهدوء الحذر محاور ما بين العيدين واقتصرت أضراره على بضع مواقف سياسية استنسخت حواراً لإنتاج رئيس لا يستقيم إلا برضى الوالدين المسيحيين اللدودين . أما حزب الله الذي فعل ماكيناته النيابية في المناطق فأراد أن يقارب ويعالج الملفات بالتكافل والتضامن والتعاون مع كل المكونات الأخرى في البلد على قاعدة أن خريطة القوى السياسية والتوازنات النيابية والواقع القائم يحول دون أن يتمكن طرف مهما أوتي من قوة أن يكون قادراً على معالجة الازمة بمفرده وإذا كان هناك من يدعي أنه قادر فهو واهم تبعاً لتوصيف النائب علي فياض لكن حزب َالله متى أراد فعل وهو قادر على إيصال رئيس بلا صك براءة من رئيس التيار جبران باسيل وبخمسةٍ وستين صوتاً معجلاً مكرراً عن سابقِ انتخابِ رئيسِ مجلس النواب ونائِبه. الا ان الحزب اليوم وقف على خاطر جبران وأوكل لمسؤول الارتباط والتنسيق وفيق صفا مهمة َالتواصل ِمع رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيسِ التيار بداعي التهنئة بالأعياد آملاً أن تحمل الأيام المقبلة مزيداً من الحوار والتواصل لما فيه خيرُ للطرفين. فيما اعلن نائبُ الامين ِالعام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان الامور َستعود الى مجاريها مع التيار بطريقة من الطرق ولدينا حرص ٌعلى هذه العلاقة .
باسيل يستعين بالأصدقاء لاستجداء لقاءاتِ فك ِ العزلة لكن من سيربح المليون هو من يستطيع فكَ شيفرة ِالحزب في تعاطيه مع الملف الرئاسي وفي قدرته على استيعاب ِإنانياتِ الحليف وطعناته. وهو ما لم ينسحب على تعاطيه مع الإعلام حيث كال بمكيال التخوين وجيّش عبَر نائبِه حسن عز الدين كلَ المعنيين من القوى الروحيةِ والسياسية والأجهزة الأمنية والقضائية لإجراء المقتضى بحق الجديد لتكون عبرةً لغيرها من القنوات والأبعد خطراً من العبرة ما تضمنه بيان ُالمجلسِ الإسلامي الشيعي الأعلى من ربط ِبرنامج تلفزيوني ساخر بخدمة ِالمشروع الصهيوني ودعا لطرد من وصفهم بلصوص الاعلام من الهيكل الإعلامي .
سعّر المجلس ُ وخطبَ ودَ رئاسةِ المجلس الشيعي الاعلى الشاغرة بتغيّيب أمامِه الأول والأخير رمزِ الحكمة السيد موسى الصدر . ومن روح حكمته كلام ٌ رفيع ُ الخطاب للعلامة السيد علي فضل الله لا نظيرَ له بين العمامات إذ قال إنّنا في عصر الفتن، بحاجة إلى من يئُدها، لا من يسعّرها، وإلى من يبرّد القلوب، لا من يثير مكامنَ الحقدِ فيها، وهذا لا يتمّ إلا بالكلمة الطيّبة التي تقرّب القلوب، وتعزِّزُ أواصرَ الوحدة، وتُزيلُ التوتراتِ والأحقادَ من النفوس.
ومن بين التوترات الواردة خرجت محامية ُصدام حسين وهنيبعل القذافي الى جبهة الدفاع وانضمت بشرى الخليل الى الحملة المنظمة ضد الجديد فأهدرت بدورها أصلَ أصحابِ المحطة والعاملين فيها ونالت من لايكات الإعجاب أصواتاً لو أخذتها في صندوقة الانتخاب ومن البيئة نفسِها لكانت اليوم في عدادِ مجلس النواب ". وتخوض الخليل حملتَها الشعبوية على ظهر الجديد وهذا ما لن تسمح به المحطة ... كما انها ترفض ايضا ان يمر من ابوابها الاعلامية مشروع ُ فتنة للبلد لأنّنا لا نمتهن الا سلاح القلم والكلام الحر ولن نكون حمّالي الحطب , واذا كان هناك من يبحث عن ممر عبور لهذه الفتنة فهو حكما مقطوع الطريق من هذه القناة التي تجيّر صوتَها لقضايا الحق نساء ورجالا .. لبنانيات من كل البلد وجنوبيات من نبض البلد .
وهي تجيير الحرب َالكونية َضدَها اليوم إلى المهاجمين أنفسِهم وتطلب مهنم خوضَ الحرب ولو افتراضياً ضد من أوصل الدولار إلى حافة الخمسين ألفاً "والدولار على الجرار" في ظل غياب المعنيين عن لجم الاارتفاع ما يؤشر إلى أن سوق الصرف السوداء ماضية ٌفي تسجيل الأرقام القياسية في القفز فوق الأصفار فهل يحرك هذا الإشعار الجيوشَ الإلكترونية لتترك منصاتهِا وتحتلَ الشوارع بداعي الدفاع عن كرامتها .
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
تترافقُ عطلةُ الاعيادِ معَ موجةٍ من البردِ والصقيعِ تُسيطرُ على لبنان، ما رسَّخَ حالةَ التجمدِ السياسيّ على مختلفِ الملفات، ورمَى ايَّ آمالٍ او محاولاتٍ باجتراحِ الحلولِ الى مطلعِ العامِ الجديد. وحدَه الدولارُ لا يعرفُ عطلةً ولا انتظاراً، ورغمَ زحمةِ الاعيادِ وما تشهدُه البلادُ من حضورٍ لافتٍ للسياحِ والمغتربين، وما يَعنيهِ من ضخٍّ للعملةِ الخضراءِ في الاسواق، الا انَ الدولارَ ما زالَ يُحلِّقُ بارقامٍ قياسيةٍ متخطياً السبعةَ والاربعينَ الفَ ليرةٍ لبنانية، مُسَعِّراً في اسواقِ اللبنانيينَ نارَ الغلاءِ التي تأكلُ العيدَ وافراحَه وما تبقَّى من قدرةٍ شرائيةٍ لدى بعضِ متوسطي الحال..
ولهذا فانَ الحالَ تَفرضُ رئيساً عاجلاً للجمهوريةِ حاملاً لاولوياتِ الانقاذِ الاقتصادي – كما قالَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديثٍ لاذاعةِ النور، مُجدِداً ما هو ضروريٌ من ميزاتٍ كأنْ يكونَ مُجرَّباً بالسياسةِ وقادراً على التواصلِ معَ الداخلِ والخارج، ولا يَنحازُ ولا يَستفِزُّ ولا يَخضعُ لاملاءاتِ الخارجِ كما قال..
امّا ما تقولُه الكواليسُ عن الاجتماعاتِ واللقاءاتِ التي تَجري بطابعٍ اجتماعي، فانَ صداها بلا شكٍّ لن يبقى اجتماعياً، ومنها لقاءٌ عائليٌ جمعَ رئيسَ تيارِ المردة سليمان فرنجية ورئيسَ التيارِ الوطني الحر جبران باسيل على مائدةِ رجلِ الاعمالِ علاء الخواجة..
في تداعياتِ الاعمالِ العسكريةِ على الاراضي الاوكرانيةِ انخفاضٌ قريبٌ وخطيرٌ بقدرةِ الغربِ على “توجيهِ الاقتصادِ العالمي”،كما قال وزيرُ الخارجيةِ الروسيُ سيرغي لافروف، الذي رأى أنَ الغربَ سيكونُ مجبراً على التفاوضِ معَ روسيا، فلا نهايةَ للتاريخِ السياسيّ كما يقولُ مُفكِّرو الغرب، وانما توجهٌ اِلزاميٌ نحوَ عالمٍ متعددِ الأقطاب..
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
حتى في زمن الاعياد، الحركة السياسية كثيفة، ولو انها حتى الآن بلا بركة رئاسية.
فالتوافق على رئيس جديد ليس في متناول اليد، تماما كآلية تصريف الاعمال، في ظل شغور رئاسي متماد، وازمة حكومية عالقة عند تداعيات الجلسة الاخيرة.
لكن، بغض النظر عن النتائج العملية التي تبقى رهن المواقف والتطورات، من الواضح ان التيار الوطني الحر الذي عمل كثيرون لعزله، خصوصا بعد نهاية ولاية الرئيس العماد ميشال عون، نجح بكسر الطوق، وتحول محورا للمشاورات الداخلية والخارجية في ملف انتخاب الرئيس والرزمة السياسية التي يدور الحديث حولها في بعض الكواليس.
كل ذلك، فيما اللاعبون الآخرون على الساحة المسيحية خصوصا، كالقوات والكتائب وغيرهما من الاطراف والشخصيات، يبدون هم في حالة العزلة التي تمنَوها للتيار، مكتفين بتغريدة من هنا وتصريح من هناك، وببعض الحراك السياسي الخجول من هنالك، على هامش الاحداث.
فإذا كانت حركة رئيس التيار جبران باسيل بين الدوحة وباريس، وما بين العاصمتين من زيارات واتصالات معلنة او بعيدة عن الاعلام، تشكل يوميا مدار رصد وتحليل من اكثر من طرف، فلقاءاته المحلية في المدة الاخيرة استقطبت كل الاضواء، حيث حققت خروقات نوعية، اقله من حيث الشكل، مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وآخرين.
واليوم، أكد مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا للاو تي في ردّاً على سؤال حول ما اذا كان هناك قطيعة بين الحزب والتيار الوطني الحر أنه ما من قطيعة أبداً، لا بل على عكس، فقد شكّلت الأعياد مناسبة للتواصل والتلاقي، مضيفاً: “لقد اتصلت وقدمّت التهنئة بعيد الميلاد المجيد باسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، وكذلك لرئيس التيار النائب جبران باسيل، على أمل في أن تحمل الأيام المقبلة مزيداً من الحوار والتواصل لما فيه خير للطرفين”. وختم صفا بالقول:”رسالة السيد المسيح هي رسالة خير ومحبة وفي هذا الزمن المبارك نتمنى أن تعمّ الأجواء الهادئة البعيدة عن التشنّجات بين مختلف الأطراف، لما فيه خير للبنان واللبنانيين”. وفي الموازاة، لفت اليوم موقف لنائب الامين العام لحزب الله، تحدث فيه عن رئيس “مجرب في السياسية”، في سياق تغريدة قال فيها:
“نحن نريد رئيساً مجرَّباً في السياسة، قادراً على التواصل مع الجميع داخلياً وخارجياً، أولويته الإنقاذ الاقتصادي لا ينحازُ ولا يُستفزُّ ولا يخضع للإملاءات الخارجية”.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"
الأسماء الظاهرة على شاشة التحرك: الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه.
الاسماء غير الظاهرة على شاشة التحرك: حزب الله، الرئيس نبيه بري، الدكتور سمير جعجع.
هل الذين يتحركون وصلوا إلى شيء؟ هل الذين لم يتحرَّكوا "ينتظرون على الكوع" ؟ الصورة غير واضحة، كلامٌ كثير، تحليلات أكثر، واجتهادات أكثر وأكثر: الرئيس نجيب ميقاتي أولويته، في استبعاد انتخاب رئيس قريبًا، إمكان عقد جلسات لمجلس الوزراء، عند الضرورة.
رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط يستشعر عبء الفراغ وخطر عدم انتخاب رئيس، وموقفه هو موقف رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط.
رئيس التيار جبران باسيل يوسِّع مروحة اتصالاته وكأنه يريد ان يعطي صورة عن نفسه انه "بيضة القبان" .
سليمان فرنجيه يعرف أنه مرشح حزب الله، وحتى إشعار آخر، لا plan B لدى الحزب.
حزب الله، وإلى حدّ ما الرئيس بري، ينتظران، وكأنهما يقولان: الكرة ليست عندنا.
الدكتور سمير جعجع مازالت ساعته الإنتخابية متوقِّفة عند النائب ميشال معوض، وكأنه يترك للآخرين كشف أوراقهم ليكشف عن ورقته التي قد تبقى ميشال معوض أو يوسِّع مروحة خياراته؟
في ظل هذه المراوحة التي تشبه المناورة بالذخيرة الحيَّة، لا شيء نوعيًا حتى الساعة خصوصًا أن محرِّكات عواصم القرار مٌطفأة إلى ما بعد رأس السنة، فالجميع في تحضير لرأس السنة، ولبنان واحد من الجميع، ومنه نبدأ.