خبر

شجرة بنشعي الميلادية رسالة من لبنان إلى العالم: أنقِذوا كوكب الأرض

من ضمن المظاهر اللافتة لاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة في لبنان، وفي خطوة تؤكدّ على إصرار اللبنانيين للاحتفاء بالأعياد المجيدة بطرقٍ راقية رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، زُينت ضفاف بحيرة بنشعي في زغرتا بطريقة صديقة للبيئة، وذلك من خلال استخدام آلاف الزجاجات البلاستيكية والمواد المعاد تدويرها، لتشكّل شجرة ميلاد فريدة من نوعها من حيث الشكل والمضمون، فالرسالة التي تحملها هذه الفكرة المبتكرة هي إعادة تسليط الضوء على أهمية استذكار البيئة الأم خلال الاحتفالات، ومحاولة المحافظة على الطبيعة قدر المستطاع، ورفع الوعي بضرورة التقليل من استخدام المواد الضارة للتربة وإعادة الفرز من المصدر.

 

 


الجدير بالذكر أن شجرة بنشعي عادت هذا العام بعد غياب عامين بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا التي منعت التجمعات الميلادية، وقام بالإشراف على تنفيذ هذا المشروع مبادرة "Christmas by the lake" بالتّعاون مع الناشطة البيئية الشابة كارولين شبطيني التي دخلت أعمالها كتاب غينيس للأرقام القياسية، من ضمن الأعمال الإبداعية التي تحمي البيئة من الملوثات البلاستيكية وتحولها إلى لوحات فنيّة.

 

 

 

وفي حديثٍ خاص لـ"لبنان 24" قالت المسؤولة الإعلامية لمبادرة "Christmas by the lake" السيدة إيفيلينا مهوّس إن "الشجرة مكوّنة من 110 آلاف زجاجة بلاستيكية بطول 20 متراً و22 ألف طبقة حمراء للمغارة، و85 ألف طبقة لمجسّم الكرة الأرضية الذي وضع مقابل الشجرة، وهي فكرة تراعي الوضع العام في لبنان وغير مستفزّة للناس، وتعزز السياحة التي تعتبر العمود الفقري للبلد".

 

وأضافت: "كنّا نرى الإنجازات الشبابية اللبنانية الصديقة للبيئة، في كل أنحاء العالم ، فأردنا إنهاء هذا العام من على ضفاف بحيرة بنشعي بهذه الطريقة، التي تتضمّن بعداً إنسانياً أيضاً، فبعد انتهاء فترة الميلاد سيتّم بيع الزجاجات ويذهب ريعها إلى جمعية kids first التي تعنى بالأطفال المصابين بالسرطان بإدارة الدكتور بيتر نون".

 

 

مهرجان الميلاد في بنشعي يأتي هذا العام بنسخته الخامسة عشر، وكغيرها من المناطق اللبنانية، ترتدي بنشعي ثوبها الأحمر والأخضر، لتستقبل أهالي المنطقة والزوار والسياح واللبنانيين المغترين، الذين يتوافدون لزيارة المنطقة، وتحت شعار "we do not have a planet B" يضيء مجسّم الكرة الأرضية، كرسالة تحذير وتحفيز في الوقت نفسه، حول المخاطر التي تهدّد الأرض في حال الاستمرار في الأعمال المضرّة بالبيئة، ولتقول أن لكل شيء خطّة بديلة، ما عدا نعمة الأرض التي يتوجّب علينا حمايتها.

 

 


وسيتضمّن المهرجان نشاطين للأطفال تتخللهما تراتيل وموسيقى ميلادية ومفاجئات في 26 و27 من كانون الأول الجاري، لإدخال البهجة والفرح إلى قلوب الأطفال وزرع البسمة على وجوه ذويهم.