خلال زيارته بيروت سئل الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: إلى متى لبنان ليس على الأولوية العربية؟ وهل هناك من مبادرة عربية في موضوع الرئاسة ؟ فأجاب: "هناك الكثير من الاحتمالات ولكن لا استطيع أن أتحدث في شيء محدد حاليا".
في هذا الوقت، أصبح مؤكدا أن المساعي الفرنسية التي بذلت من أجل لبنان على هامش قمة "بغداد 2 "في عمان، قد فشلت. فلبنان غاب عن البيان الختامي للقمة، رغم الجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لحل الازمة اللبنانية.
ما تقدم، مرده، بحسب اوساط سياسية مطلعة على الحراك الخارجي تجاه لبنان لـ"لبنان24" عدم نضوج التسويات الاقليمية – الدولية، وهذا يعني أن لبنان ليس في أولويات دول المعنية، رغم أن الاتصالات مستمرة على خط باريس- الدوحة – الرياض،لكن الأكيد ايضاً أن لا مبادرات مطروحة للوصول إلى تسوية سياسية، ولا أحد من الدول المؤثرة في لبنان سيطرح مبادرة غير مدروسة ومحسوبة ومن شأنها ان تترك نتائج عكسية، لذلك فإن أي مبادرة يجب ان تكون مستندة الى اعتبارات خارج منطق الاصطفافات في الداخل والخارج، علما أن الأوساط نفسها شككت في المعلومات عن عقد اجتماع أميركي - فرنسي - سعودي - قطري في العاصمة الفرنسية قبل نهاية العام، مرجحة أن لا يكون هناك اي لقاء من هذا القبيل.
فواشنطن لا يمكن أن تلزم نفسها بمرشح دون آخر طالما أنها تعي أن باب التسويات سيفتح في المقبل من الايام مع طهران،مع الاشارة إلى أن وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان أبلغ مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي باتريك بوريل الاستعداد لاتمام الاتفاق النووي مع مراعاة للخطوط الحمراء.
إن محاولة الدوحة تعبيد الطريق أمام جنرال اليرزة للوصول إلى بعبدا دونها عقبات تبلغها المسؤولون القطريون من قيادات سياسية لبنانية، من بينها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي جاهر أمام المعنيين في الدوحة برفضه المطلق لترشيح قائد الجيش، علما أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كان قد أبلغ العماد عون ان اسهمه مرتفعة عند الفرنسيين والسعوديين، إلا أن الأخير اكتفى بالقول أنه يعمل على رأس المؤسسة العسكرية وبما تقتضيه المصلحة الوطنية التي تعلو عنده عن أي اعتبارات أخرى.
لا يمكن لمبادرة مشروطة بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية أن تبصر النور ، تقول الأوساط السياسية. وباريس لا تربط مساعيها تجاه لبنان بمرشح محدد. والرياض وفق المعلومات المتوافرة من المملكة ليست جاهزة بعد للانخراط في الملف اللبناني والاستثمار به سياسيا. فتعاملها مع لبنان محصور حتى الساعة بالصندوق السعودي – الفرنسي المشترك. هذا فضلا عن أن محور إيران – حزب الله – سوريا لم يقل كلمته بعد ومن غير الجائز التسليم الحتمي بدعمه لقائد الجيش. وحتى اشعار آخر يبقى رئيس تيار المرده سليمان فرنجية الخيار الجدي الوحيد عند حزب الله. وثمة قناعة عند حارة حريك بأن فرنجية لديه فرصة كبيرة ليصل إلى بعبدا، معولة على عامل الزمن الذي سوف يبدل في المعادلات الراهنة، تؤكد الأوساط نفسها.