خبر

رغم كل الأزمات في لبنان.. فرحة العيد حاضرة

كتبت "الأخبار": يستعيد عيد الميلاد هذا العام وهجاً، افتقده خلال العامين الفائتين اللذين ترافقا مع بدء الأزمة الاقتصادية وإجراءات الوقاية من «كوفيد ــ 19». الازدحام خانق في العديد من المناطق، والمطاعم تعجّ بالزبائن، ومعظمها أقفل حجوزاته إلى ما بعد عيد رأس السنة. مشاهد وملاحظات تؤكدها حركة اقتصادية جيّدة غابت عن الأسواق التجاريّة في الفترة نفسها من العامين الماضيين


يبدو مشهد الازدحام على الطرقات وفي الشوارع مألوفاً للوهلة الأولى لأنّه موسم أعياد، إلا أنّه يبقى مثيراً للاستغراب في ظلّ الظروف الاقتصادية الحالية، وبعدما افتقد ذلك اللبنانيون في السنتين الأخيرتين. وعلى الرغم من أن هذه الصورة الإيجابيّة لا يمكن أن تُعمَّم على مختلف المناطق، أو المحالّ التجارية، إلا أن عدداً من التجار الذين ينتظرون هذه المناسبة يؤكدون وجودَ حركة بيع جيدة لهدايا متداولة بالعادة في عيد الميلاد المجيد، معربين عن سعادتهم بتحسّن الوضع وتفاؤلهم بعودة الحياة إلى طبيعتها إلى حدّ ما.

البضائع المسعَّرة بالدولار، وغالبيتها مستوردة من الخارج، باتت أمراً اعتيادياً بالنسبة إلى البعض. وتُعدّ الألعاب مثالاً على ذلك، فهي تباع وفق سعرها بالعملة الصعبة أو حسب سعر السوق الموازية.
من الهدايا الشائعة والخاصّة بعيد الميلاد التي تتبادلها العائلات في هذه المناسبة، البوانسيتيا، أو ما يُعرف أيضاً بزهرة العيد التي يستورد المزارعون شتلتها من الخارج. لم يتراجع محبّو هذه الزهرة عن شرائها على الرغم من تسعير الحجم الصغير منها مع إنائها بـ 8 أو 10 دولارات كحدّ أدنى. يؤكد شربل، صاحب محلّ لبيع الأزهار أنّ «كمية مبيعات البوانسيتيا مضاعفة هذا العام مقارنة مع العام الماضي، ولكنّها لا تتعدّى نصف الكمية التي كنّا نبيعها قبل الأزمة الاقتصادية، ولا سيّما أن الزيارات بين العائلات والأصدقاء وإن عادت، إلّا أنها تراجعت عن طبيعتها إلى حدّ ما». ومن بين الشتول الأكثر مبيعاً أيضاً «شتلة الشربين، فقد عمد الكثيرون إلى استبدال شجرة العيد في منازلهم بتزيين هذه الشتلة كونها أقلّ كلفة، إذ يبدأ سعرها من 200 ألف ليرة».

ولا تمرّ ليلة العيد من دون الضيف الذي يفرض نفسه على المائدة وهو حلوى حطب الميلاد المعروفة بـ«بوش دو نويل»، حتّى إنّها من الهدايا المحبّبة لدى غالبيّة العائلات. من هنا، لا يخفي صاحب باتيسري فيليب زغيب تفاؤله بوضع العمل في محلّه، ولا سيّما أن حجم الطلب كبير على حلوى حطب الميلاد، عازياً ذلك إلى أنّ ثمنها مقبول مقارنة ببقية الهدايا. ويشرح أن الموادّ التي تدخل في صناعة الـ«بوش دو نويل» من سكّر وزبدة وبيض وغيرها قد ارتفعت أسعارها. ولكن رغم ذلك لا يزال سعر تلك الحلوى مقبولاً، إذ يبدأ من 700 ألف ليرة ويمكن أن يصل إلى مليون و800 ألف ليرة حسب حجمها والزينة الموضوعة عليها، لذلك يفضّلها البعض حتّى على علبة الشوكولا التي يمكن أن يبلغ مثلاً سعر الكيلو منها 900 ألف ليرة.