خبر

الحل في لبنان مؤجل والخارج مصدوم من الاستعصاء اللبناني

يمكن الجزم بفشل لبناني جديد، يكمن بعدم الاستفادة من مؤتمر "بغداد 2 "لمعالجة أزمات المنطقة معطوفا على تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي ابمانول ماكرون إلى بيروت، ما يعني إهدار فرصة جديدة ووسم لبنان كبلد عاجز عن إدارة شؤونه بنفسه.


في هذا المجال، لم تعبر قمة "بغداد ٢"على الازمة اللبنانية الا من باب التمنيات بخفض عوامل التوتر في المنطقة، خصوصا وان فرنسا والسعودية وإيران المشاركة في الاجتماع الإقليمي هي بمثابة الأطراف المؤثرة في لبنان، وتفاهمها هو الممر الألزامي لاتمام الاتفاق الشامل حول رئاسة الجمهورية والحكومة وادارة المرحلة المقبلة.
القرار الخارجي، مرده وفق المتابعين إلى عدم نضوج الاتصالات الداخلية و الخروج بإتفاق نهائي، فباسيل يعتبر رفع العقوبات الاميركية عنه أولوية كونه يجد بأنه دفع اثمانا باهظة لتحالفه مع حزب الله، وهو يتعمد التعطيل كي يحصل على مروحة واسعة من الضمانات، ابعد مما تم جرى تقديمه للسير بخصمه سليمان فرنجية.

هنا، تكمن أهمية الدور القطري نظرا لعاملين الأول يتصل بكونه الملم بأدق تفاصيل الملف اللبناني منذ زمن بعيد، اما الثاني وربما الأهم فمرده إلى قرب الدوحة من الإدارة الأميركية وهذا عامل في غاية الأهمية للتخلص من العقوبات التي تقض مضاجع باسيل.

في هذا الإطار، ينفي مصدر متابع ما تردد عن مبادرة قطرية قائمة على سلسلة نقاط أبرزها  انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون ، إنعاش الاقتصاد اللبناني عبر ودائع خليجية تترافق مع إصلاحات جدية في الإدارة والمؤسسات، واهمها  إقناع الأميركيين  برفع العقوبات عن باسيل.
يجزم المصدر بعدم وجود طرح قطري علني على الأطراف الأخرى وخصوصا الفرنسيين والسعوديين والايرانيين، بقدر أحاديث منقولة تصب عمليا بإستبعاد فرنجية كمرشح جدي ، وهذا يتناقض مع شروط حزب الله لكونه يسعى لوصول رئيس يحمي ظهر المقاومة، وهواجس حزب الله نابعة من تجربة الرئيس ميشال سليمان. كما ان شرطا اساسيا يعترض وصول قائد الجيش يتعلق بتعديل الدستور، وهذا ليس واردا حاليا.

هذا الاشتباك الداخلي يحيل الوضع اللبناني برمته نحو الخارج ، غير ان المفارقة تكمن في ان لبنان ليس أولوية طالما ان كل الاتصالات منصبة على اليمن والعراق وسوريا وحتى فلسطين.