على رغم عدم تجاوب كل من حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" مع دعواته الحوارية المتكررة، يبدو أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيلجأ إلى أسلوب حواري جديد، وبنكهة مختلفة عن المرّات السابقة، التي لم تؤدِّ إلى نتائج مرضية، والتي كان من شأنها تقصير فترة الفراغ الرئاسي، والتوافق على مرشح وسطي يمكنه التواصل مع كل مكونات المجتمع اللبناني بمختلف أطيافه السياسية والطائفية والمناطقية.
وفي المعلومات أن الرئيس بري سيستفيد من مناسبة الأعياد، حيث سيبادر إلى الاتصال بالبطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي لتهنئته بعيد الميلاد المجيد، وستكون فرصة لطرح مسألة الحوار من زوايا متعددة ومتقاربة من خلال ما يمكن أن تساهم فيه المراجع الروحية مع بيئاتها، في شكل أفرادي أو جماعي، خصوصًا أن الأزمة الرئاسية مرشحة لمزيد من التفاقم والتعقيد مع مرور الوقت، وفي ظل عدم قدرة أي فريق على فرض مرشحه على الفريق الآخر، وذلك نظرًا إلى أن لا أحد يملك أكثرية تخّوله الوصول إلى مبتغاه بمعزل عن الآخرين.
وفي التفاصيل أن قنوات التواصل بين "عين التينة" وبكركي مفتوحة على مصراعيها، وذلك عبر رجل دين مسيحي يرأس مركزًا متقدّمًا في الكنيسة المارونية، وله علاقة ممتازة مع الرئيس بري، على أن تعاود بعد فترة الأعياد الدعوات المتكررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع إمكانية إدخال بعض التعديلات الشكلية على مضمون الجلسات، بحيث يمكن الإفساح في المجال أمام النواب لطرح أفكارهم وآرائهم قبل الشروع بعملية الاقتراع.