خبر

بعد"زوبعة التعطيل": مجلس الوزراء سينعقد عند الحاجة

عندما قرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد ، جلّ ما خطر على باله هو عدم رؤية مرضى السرطان والذين يغسلون الكلى متروكين من دون حماية صحية من قِبَل دولتهم. وهو أقل ما يمكن أن تقوم به في هذه الظروف الصعبة والعصيبة. ومتى تأمّن الدواء الضروري لهؤلاء المرضى، الذين لا حول لهم ولا قوة، لا يعود لما يقوم به السيد جبران باسيل من عرقلة تحت شعار "الميثاقية" أي قيمة بالمعنى السياسي للكلمة.   

لم "يبلع" السيد باسيل انعقاد الجلسة الوزارية في السراي الحكومي، وكان يعتقد أنه قادر على إفقادها نصاب الثلث، ولكن حسابات حقله لم تنطبق على حسابات بيدر الآخرين، ومن بينهم "حزب الله"، الذي اتهمه بأنه نكث بالوعود".  

لم يكتفِ بهذا القدر من التعبئة السياسية، بل قصد بكركي في محاولة منه لتحريضها على "جلسة لمجلس الوزراء غير ميثاقية، وتحاول أن تستغيب رئيس الجمهورية وأن تحّل محله". إلاّ أن الحقيقة بدت واضحة لسيد بكركي، الذي استمع في اليوم التالي لوجهة نظر رئيس الحكومة، الذي كان معه صريحًا للغاية عندما ابلغه أن لا أحد يسمح لنفسه أن يحلّ محلّ رئيس الجمهورية، الذي لا بدّ من أن يُنتخب في أسرع وقت. وهذا ما لا يقدم عليه الذين لا يزالون يعرقلون هذا الانتخاب بشتى الطرق والوسائل. فالذين لا يساهمون في انتخاب رئيس جديد للجمهورية هم الذين يريدون أن يحّلوا محّله، وهم الذين يمعنون في تعطيل البلد وشؤون الناس أكثر مما هي معطّلة.  

ما حصل في اللقاء الوزاري التشاوري، الذي دعا إليه الرئيس ميقاتي في السراي الحكومي، وما تم التفاهم عليه، وهو أن شؤون الناس أولوية لا تعلوها أي أولوية أخرى، تمّ الانقلاب على منطقه بمجرد أن صدرت "التعليمات" من "ميرنا الشالوحي".

ولكن وعلى رغم كل هذه "الزوابع"، التي لا تتعدى حدودها حدود الفنجان، سيدعو الرئيس ميقاتي إلى جلسة لمجلس الوزراء كلما دعت الحاجة إلى ذلك. ليس تحدّيًا لأحد ولا حلولًا مكان أحد، بل خدمة للناس المتروكين لأقدارهم وغدرات الزمن و"المراهقات" السياسية واللعب على أوتار طائفية بغيضة، لا الزمان زمانها ولا المكان مكانها.  

هذا الكلام قاله ميقاتي أمام مجلس نقابة المحررين، وهو سيقوله في كل المناسبات. ونقطة على السطر.