خبر

حركة ديبلوماسية ناشطة لكن من دون جدوى: للأوروبيين أزمات أكثر أهمية من لبنان!

إيمانويل ماكرون في المنطقة. في قطر تابع نهائيات كأس العالم، وفي الوقت عينه يبحث في كيفية تيسير "تسويته اللبنانية" غير السالكة، ثم ينتقل الى الأردن للمشاركة في مؤتمر دول الجوار للعراق بغداد – 2 حيث يتوسع البحث والنقاش الى أوضاع الإقليم وليس فقط لبنان، حيث لا انتخابات رئاسية ولا تسويات بعد ولا حوار...

في انتظار التسوية أو "الخلطة" الاقليمية التي من المتوقع أن تبدأ معالمها بالظهور انطلاقاً من مؤتمر بغداد – 2 الذي ستشارك فيه دول الجوار العراقي، ستكون للبنان حصة منه لن تكون بمنتهى السرعة، إلا أنها تشمل انتخابات رئاسية وتفاهمات حكومية واقتصادية تعيد شيئاً من الاستقرار في المرحلة المقبلة.
في الموازاة، ثمة حركة ديبلوماسية أوروبية ناشطة تجاه لبنان، لكن مصدراً معنياً يؤكد أنها غير ذي جدوى على صعيد الأزمة اللبنانية، فيما لا جديد على مستوى الاتحاد الأوروبي، "إذ إن زيارات بعض المسؤولين الأوروبيين من الآن وحتى نهاية السنة من الممكن أن تكون على صعيد ثنائي، أي بين بلد أوروبي ما ولبنان لاستطلاع الأوضاع السياسية والاقتصادية والبحث في موضوع النازحين السوريين، في ظل التخوّف من وصولهم الى أوروبا مع ازدياد حالات التهريب غير الشرعي الحاصل من بعض المناطق اللبنانية تجاه بلدان القارة العجوز، أو حتى تفقد القوات العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية".
رغم حثّهم على انتخاب رئيس للجمهورية وتشديدهم على إجراء الاصلاحات، إلا أن عبارة وحيدة تتكرر على لسان مسؤولي الاتحاد الأوروبي: "على اللبنانيين حلّ مشاكلهم بأنفسهم، وعلى الزعماء اللبنانيين التحلي بالمسؤولية تجاه شعبهم والتخلّي عن أنانيتهم ومصالحهم الشخصية". فللأوروبيين مشاكل وأزمات واهتمامات أكثر أهمية من لبنان، وفق المصدر الديبلوماسي، إذ تشكّل أزمة أوكرانيا الخاصرة الرخوة لما لها من تأثير سلبي على القارة بأكملها، خصوصاً الركود الاقتصادي الذي تعاني منه الدول الأوروبية، ناهيك عن أزمة شحّ الطاقة وتململ حكومات أوروبا من عدم قدرتها على تأمين هذه المادة الحيوية لشعوبها مع بداية فصل الشتاء القارس وتأثيرها على كل القطاعات، وصولاً الى الموقف الإيراني المساند عسكرياً لروسيا في حربها على أوكرانيا وتعثّر المفاوضات النووية. علّ مشاركة الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى، الى جانب تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية ومصر والعراق وسواها من البلدان، في مؤتمر بغداد بنسخته الثانية الذي سينعقد غداً في المملكة الأردنية وبحثه ملفات المنطقة كلها، تكون لها انعكاسات إيجابية على أزماتها الطاقوية والأمنية.