خبر

القوات للتيار.. "اللي بيجرّب المجرّب"!

تعمل "القوات اللبنانية" بإصرار واضح على استعادة زمام المبادرة السياسية في ظلّ تسليط الأضواء على الخلافات السياسية التي يؤجّجها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل والتي نُضعفه على الساحة السياسية المحلية. من هُنا، انطلقت "القوات" بخطّة اللعب على خطّ الوسط ما بين مواصلة شدّ العصب المسيحي من جهة والحفاظ على الحدّ الادنى من العلاقات مع بعض القوى السياسية من جهة اخرى.

 

يؤكد مصدر سياسي مطّلع أن "القوات" ليست في وارد استيعاب "الوطني الحر"، بل ستكتفي بترميم علاقتها مع كل من "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حركة امل" وذلك بالتوازي مع الاستحقاق الرئاسي وما يعنيه من إمكان عقد تسويات والحصول على مكاسب سياسية وغير سياسية.

 

من الواضح أن "القوات اللبنانية" أرسلت رسالة سياسية الى "الوطني الحر" مفادها أنه غير مرغوبٍ به ضمن فريقها السياسي، مستغلّة لحظة خلاف باسيل مع "حزب الله" لإخراج تصريحات تؤكد انعدام فرصة التقارب مع ميرنا الشالوحي مهما بلغ حجم الخلاف بين باسيل و"الحزب" على اعتبار ان التفاهم مجرّب في مرحلة ماضية حيث بدا فيها الفشل سيّد الموقف.

 

ترجّح مصادر سياسية متابعة أن يكون لدى "القوات اللبنانية" رغبة بأن تحلّ مكان "التيار الوطني الحر" في التسوية الرئاسية المُقبلة، وإن لم تتجه صراحةً نحو اعلان الامر، لأنها ستشكّل الغطاء المسيحي لأي تسوية حتى تلك التي قد تُسهم بوصول رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الى سدّة الرئاسة وذلك من خلال تأمين النصاب الدستوري عبر نواب "كتلة الجمهورية القوية".

 

تحاول "القوات" اليوم تجاوز المرحلة الصعبة التي مرّت بها خلال الاشهر الماضية، إذ باتت حزباً شبه معزول سياسياً بسبب تصدّع علاقتها مع النواب التغييريين والتي خيّم عليها التوتّر مؤخراً، اضافة الى خلافها مع "تيار المستقبل" و"النواب السُّنّة" وخصومتها التاريخية مع "الثنائي الشيعي"، الامر الذي تسعى "القوات" الى وضع حدّ نهائي له لإعادة ترتيب اوراقها واستعادة حضورها على الساحة اللبنانية.

 

لكنّ تخطّي الخلاف مع "الثنائي الشيعي" يبدو غير ممكن عبر قناة "حزب الله"، إذ إن الخلاف عميق جداً ولا يلوح  في افقه أي خطّ عودة، لذلك فإن التقارب مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي وما يمثّله بات أكثر علانية بالرغم من التمايز في بعض المواقف والملفات. من جانب آخر تسعى "القوات" أيضاً الى تعزيز علاقتها مع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وتظهير هذا الامر بشكل أو بآخر.

تبقى القوى المسيحية التي تعجز "القوات" عن إيجاد مدخل نحوها كشكل من اشكال الودّ السياسي، ما يشكّل احد أخطر العوامل السياسية لمستقبل "القوات" القريب