من اهم الاسئلة التي تطرح منذ اتساع رقعة الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر في الايام الماضية، هي: هل لباسيل بدائل عن الحزب؟ او بمعنى اخر هل يمكن للتيار ايجاد حلفاء يعوضون له خسارته لحليفه الوحيد؟ ولعل الاشارة الى القوات اللبنانية في هذا الامر كانت واضحة من دون معرفة موقفها.
يلوّح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بخجل بإمكانية عودة التحالف السياسي مع القوات اللبنانية في حال انتهى تحالفه مع حزب الله، لكن باسيل ومن يتحدث بإسمه لا يدركون حقيقة موقف معراب من هذا الامر، خصوصا وأن العلاقة الحالية بين الطرفين متوترة للغاية على عكس ما كانت عليه في السنوات الاخيرة.
بالنظر الى السلوك السياسي للقوات اللبنانية، لا يبدو ان معراب في وارد تقديم اي هدية للتيار او لرئيسه، ففي الاسابيع الماضية رفضت القوات استقبال وفد التيار الوطني الحر بشكل كامل، كما رفضت ان يطرح عليها نظريته لحل الازمة السياسية، كما ان القوات ترددت في التجاوب مع دعوات الحوار في بكركي بسبب وجود باسيل والتيار.
لكن إنقلاب باسيل على حزب الله، في حال حصوله، ستكون له اثمان سياسية سيقبضها رئيس التيار ومنها قد يكون انهاء العزلة السياسية التي يتعرض لها، وبالتالي فإن خصوم حزب الله الذين يخاصمون باسيل قد يعودوا الى التعامل الايجابي معه، في محاولة للقول ان عودة التيار الى الفريق السيادي مطلوبة.
هذا قد لا ينطبق على القوات، اذ ان المؤشرات السياسية الحالية توحي بأن القوات لن تقدم هدية لباسيل بسبب انسحابه من تحالفه مع حارة حريك، ولن تكون قادرة على دفع اثمان مشتركة مع التيار فقط لانه رفع بعض الشعارات المرتبطة بالواقع السياسي والدستوري المسيحي، بل على العكس قد تستفيد القوات من الانفصال السياسي بين التيار والحزب وتتجه لكي تكون شريكا مسيحياً اساسيا في التسوية التي قد تعقد بالتوازي مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لا تطمح القوات لان تستمر في لعب دور المعارضة في لبنان الى الابد بل ترغب بأن تشارك في الحكم بشكل او بآخر.
وعليه فإن مد حبل النجاة لباسيل بسبب بعض الخيارات والشعارات والعناوين الخطابية ليس امرا واقعياً، الا في حال قدم باسيل الكثير من التنازلات العلنية للقوات، وبات يعمل سياسياً تحت جناحها، وهذا امر قد يكون مستحيلاً في ظل الواقع السياسي الحالي...