خبر

ميقاتي يفتح الأبواب مع السعودية على وقع الانفراجات إقليميا

بمعزل عن زواريب السياسة الضيقة، لا يمكن تجاوز الازمة في لبنان من دون الانفتاح على الخليج العربي ، لاسباب عديدة لا تتصل بالثقل السنّي او بالعمق بالعربي بقدر ما ترتبط بمصالح استراتيجية تبدأ في بكين  وقد لا تنتهي في واشنطن.

لا ينفصل لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عن مناخ إيجابي في المنطقة، قوامه الحوار المتدرج من الأمن صعودا حتى السياسة بين السعودية وسوريا، وعلى خطى محاولة عراقية تجديد الوساطة بين إيران والسعودية، وعلى وقع الاصرار الفرنسي على إحداث خرق في الشغور الرئاسي اللبناني بالتعاون مع الجانب القطري.

الاتصالات المكثفة، تشي بإعادة ترتيب أوضاع المنطقة جراء الحاجة الملحة لبعض الهدوء، خصوصا في ظل عبثية المعارك العسكرية حيث الحل المؤجل في اليمن أو المراوحة القاتلة في سوريا، وبات الاستقرار رغبة إيرانية توجسا من اضطرابات الداخل الملتهبة ويقابلها إرهاق معمم في ارجاء المعمورة العربية.
لبنان ليس بمعزل عن الايجابية المستجدة إقليميا ، بقدر ما هي فرصة يحاول الرئيس ميقاتي إغتنامها خصوصا وان البلد الصغير والمتواضع بموارده قادر على تخطي أزماته بأبسط مما يتصور كثيرون، لكن تقاطعات الخارج تحتاج إلى صفاء النوايا في الداخل.

وفق رأي مرجعية رئاسية، فان إنفتاح السعودية على الصين بمثابة الجائزة الأولى إلى لبنان القابع على فيلق خطير إذا عمت الانقاسامات، وعلى كنز حقيقي إذا ما إنفتح العالم على فضاءات جديدة. ووفق تعبير المرجعية المذكورة فان" طريق الحرير تمر بدرب السيم إن أحسن قادة لبنان التصرف"، فما أقدم عليه الامير محمد بن سلمان من شجاعة ومد  اليد الى المارد الصيني يمنح رئة اقتصاد لبنان بعض الأوكسجين.

لكن مواكبة تطورات المنطقة تحتاج جهودا محلية قوامها الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وفق متطلبات المرحلة وتحدياتها ،لناحية جمع اللبنانيين وتأمين الحد الأدنى من التوافق، فقد عانى اللبنانيون ويلات التعطيل التي كان سمة العهد السابق، و لا يمكن الإستمرار على هذا النهج مهما كانت المبررات.


أهمية الدور السعودي في لبنان، انه يعيد الاعتبار إلى إتفاق الطائف و الإقلاع عن بدع وهرطقات  دستورية لا طائل منها، وهذا لا يعني استساغة التدخل الخارجي بل تحقيق توازن سياسي في بلد قائم على التسويات، ويعلم الجميع بأن مطلق عهد رئاسي يسبقه تسوية وصفقة متعددة الأطراف إقليميا ودوليا.
النكد السياسي في الداخل، ومعارك باسيل في الوقت الضائع لا تعني للخارج سوى كونها تملا الفراغ حتى تدق ساعة الاتفاق من الخارج، فهناك من يجزم بعجز باسيل عن الوقوف في وجه تسوية ما طالما انه يراهن على دور خارجي لرفع العقوبات الاميركية، ومن السذاجة انتظار إزالتها حتى يصبح متاحا ترشحه لرئاسة الجمهورية.

وفق هذا المشهد، فان باسيل ينظم تراجعه عن التصعيد بوجه حزب الله وهو تعمد تحييد السيد نصرالله في اطلالته الاعلامية الأخيرة ، خصوصا بعدما تيقن بفشل مسعاه وإجباره على المفاضلة بين رئيس تيار المردة أو قائد الجيش، الأمر الذي يدفعه نحو تعطيل الاستحقاق والشغب بوجه حكومة تصريف الاعمال والرهان على عوامل قد لا تتبدل لصالحه مطلقا.