وفق المعلومات المستقاة من متابعين لهذا الملف، هناك لقاءات وخلوات مفتوحة لإنهاء ذيول ما حصل اخيرا، والذي يعتبر الحدث الأبرز على صعيد الإختلاف داخل المرجعية الروحية، وحيث لذلك تداعيات سياسية واضحة المعالم، بمعنى أن كل مرجعية تنتمي إلى زعيم وجهة سياسية داخل طائفة الموحدين، وبالتالي فإن جنبلاط، الذي لديه حساسية داخل طائفته من خلال ما ينتابه من قلق وهواجس في حال حصلت أية تصدّعات، أو كانت هناك حملات تستهدفه من قبل المشايخ الذين لهم كلمتهم ودورهم في كل قرى وبلدات الجبل، إمتداداً إلى راشيا وحاصبيا والمتن الأعلى. ولهذه الغاية، لوحظ عدم دخوله في أي بازار إعلامي، أو أن فريقه ردّ على هذه الإستهدافات أو علّق على ما يحصل داخل الطائفة، فهذا التنحّي، وفق المتابعين لمسار الوضع، يهدف إلى عدم إعطاء خصوم جنبلاط أي فرصة يمكن الإستفادة منها بفعل هذا الخلاف الروحي الحاصل.
وعلى خط آخر، فإن جنبلاط، وفي المسائل السياسية ، لا سيما الرئاسية، فهو مستنكف عن الإطلالات الإعلامية التلفزيونية وإطلاق المواقف، إن على صعيد الإستحقاق الرئاسي أو الشأن العام إلى الوضعين الإقليمي والدولي، بانتظار ترقّبه لما سيحصل في المرحلة المقبلة من تسوية أو حلّ للملف اللبناني، ويدرك جنبلاط بفعل علاقاته وصداقاته، لا سيما بعد العشاء الذي أقامه على شرف صديقه السفير دايفيد هيل، أن الأمور معقّدة وصعبة أوروبياً ودولياً وإقليمياً، إلى هرج ومرج جارٍ على قدم وساق في الداخل، والذي يعتبره رئيس «الإشتراكي» خارج سياق التحوّلات والمتغيّرات، لا سيما رفض بعض القوى تلبية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحوار، إذ لا يترك جنبلاط فرصة أو مناسبة إلا وينتقد فيها الرافضين لهذا الحوار، في ظل الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي، الذي بدوره يبقى بمثابة الهاجس الأكبر لدى جنبلاط.