كثيرون قرأوا بيان "حزب الله" تعليقاً على المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس "التيار الوطني الحر" السيد جبران باسيل وعلى التصريحات الصادرة عن أوساط التيار. وكلٌ قرأه من الزاوية التي تناسبه، ووفق ما يراه مناسبًا لوضعيته السياسية، التي تتأثر حكمًا بكل ما يجري على أرض الواقع.
أمّا المعني الأول بهذا الردّ فبدا مرتاحًا على وضعه، لأنه يعتقد أنه حشر الجميع في زاوية الإرباك بعدما وضع النقاط على حروف "تفاهم مار مخايل"، الذي يجب إعادة النظر في مجمل بنوده، التي لم يطبّق منه الشيء الكثير، وذلك بسبب فقدان الثقة التامة بين الطرفين.
أمّا المقرّبون المشتركون من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، والذين دخلوا على خطّ التهدئة، فيرون أن "حارة حريك"، ومن خلال بيانها المدروس بدقة، أرادت أن تضع هي بدورها النقاط على الحروف، التي "التُبست" على السيد باسيل، وأن "الحزب" ليس هو من ينكث بوعوده الصادقة، وهذا ما يعرفه جبران وغيره ممن تعاطوا بالمباشر معه.
وفي رأي هؤلاء المقربين أن "حزب الله"، وعلى رغم امتعاضه من كلام باسيل، "الذي يحتاج إلى نقاش"، يقارب الأمور من زوايا مختلفة، وهو الحريص أشدّ الحرص على أصدقائه، بل ويسعى إلى التقارب مع غير الأصدقاء، وذلك نظرًا إلى أن المرحلة الدقيقة والصعبة، التي يمرّ فيها لبنان، وتمرّ فيها المنطقة، تتطلب أعلى درجات الوعي من خلال حوار بناء وموضوعي وجدّي. وهذا ما شدّد عليه بالأمس الرئيس نبيه بري، الذي أعطى النواب فرصة أخيرة للسير بحوار مجدٍ من شأنه إنتاج رئيس جديد للجمهورية.
فـ"الحزب" عاتب أشدّ العتب على باسيل، ولكنه لا يريد أن يصدّق ما تناهى إليه من معلومات قد تكون مغلوطة عن إمكانية سير رئيس "التيار البرتقالي" بعكس التيار، وأن يتخلى عن أصدقائه في عزّ "الحشرة". ولذلك فهو لا يريد أن يكسر الجرّة معه، وسيسعى جاهدًا إلى ترميم علاقته بـ"التيار"، من خلال ما يراه مناسبًا في الخيارات الرئاسية، على رغم تمسّكه بخيار سليمان فرنجية، الذي لا يزال يرى فيه الرجل المناسب لهذه المرحلة الخطرة من عمر الوطن، وهو القادر، في رأيه، على أن يحمي ظهر "المقاومة" وفي الوقت نفسه يستطيع أن ينسج علاقات جيدّة مع الآخرين على أسس دستورية واضحة وغير قابلة للاجتهادات والتفسيرات المتناقضة.ويتضح من سياق بيان "الحزب" المصاغ بدقة وعناية متناهيتين أن من أشرف على هذه الصياغة، ويرجّح أن يكون السيد حسن نصرالله شخصيًا، حرص على انتقاء الكلمات بما تفرضه الحكمة السياسية في هذا الوقت بالذات، وهذا ما بدا واضحًا في قوله "إنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه. وفي هذا الكلام الكثير من الدقة والموضوعية، حين أستُعمل تعتبرا "التبس" و"أخطأ". وفي هذين التعبيرين أكثر من رسالة. الأولى فيها نوع من الأحكام التخفيفية من خلال كلمة "التبس"، والثانية واضحة وصريحة من خلال كلمة "أخطأ".
وينتهي البيان إلى نقطتين: الأولى ما أعطي من تفسيرات سياسية خاطئة لمشاركة "حزب الله" في جلسة مجلس الوزراء، وهي "أوهام في أوهام".
أمّا النقطة الثانية، وعلى رغم ما فيها من عتب عندما تحدّثت عن "مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء هو تصرّف غير حكيم وغير لائق"، ففيها "أن الحرص على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها."
الأمور بين "الحزب" و"التيار" لم تنتهِ عند هذا الحدّ، لأن ما جرى يحتاج إلى نقاش على أعلى المستويات بين الطرفين، وهذا ما طلبه باسيل من النائبين علي عمّار وحسن فضل الله، اللذين التقاهما "على الواقف" بعد الجلسة التاسعة في مجلس النواب، قاصدًا بذلك تحديد موعد سريع مع السيد نصرالله، الذي سبق أن طلبه منذ أكثر من أسبوع، ولكنه لم يلق جوابًا حتى الآن.
أمّا المقرّبون المشتركون من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، والذين دخلوا على خطّ التهدئة، فيرون أن "حارة حريك"، ومن خلال بيانها المدروس بدقة، أرادت أن تضع هي بدورها النقاط على الحروف، التي "التُبست" على السيد باسيل، وأن "الحزب" ليس هو من ينكث بوعوده الصادقة، وهذا ما يعرفه جبران وغيره ممن تعاطوا بالمباشر معه.
وفي رأي هؤلاء المقربين أن "حزب الله"، وعلى رغم امتعاضه من كلام باسيل، "الذي يحتاج إلى نقاش"، يقارب الأمور من زوايا مختلفة، وهو الحريص أشدّ الحرص على أصدقائه، بل ويسعى إلى التقارب مع غير الأصدقاء، وذلك نظرًا إلى أن المرحلة الدقيقة والصعبة، التي يمرّ فيها لبنان، وتمرّ فيها المنطقة، تتطلب أعلى درجات الوعي من خلال حوار بناء وموضوعي وجدّي. وهذا ما شدّد عليه بالأمس الرئيس نبيه بري، الذي أعطى النواب فرصة أخيرة للسير بحوار مجدٍ من شأنه إنتاج رئيس جديد للجمهورية.
فـ"الحزب" عاتب أشدّ العتب على باسيل، ولكنه لا يريد أن يصدّق ما تناهى إليه من معلومات قد تكون مغلوطة عن إمكانية سير رئيس "التيار البرتقالي" بعكس التيار، وأن يتخلى عن أصدقائه في عزّ "الحشرة". ولذلك فهو لا يريد أن يكسر الجرّة معه، وسيسعى جاهدًا إلى ترميم علاقته بـ"التيار"، من خلال ما يراه مناسبًا في الخيارات الرئاسية، على رغم تمسّكه بخيار سليمان فرنجية، الذي لا يزال يرى فيه الرجل المناسب لهذه المرحلة الخطرة من عمر الوطن، وهو القادر، في رأيه، على أن يحمي ظهر "المقاومة" وفي الوقت نفسه يستطيع أن ينسج علاقات جيدّة مع الآخرين على أسس دستورية واضحة وغير قابلة للاجتهادات والتفسيرات المتناقضة.ويتضح من سياق بيان "الحزب" المصاغ بدقة وعناية متناهيتين أن من أشرف على هذه الصياغة، ويرجّح أن يكون السيد حسن نصرالله شخصيًا، حرص على انتقاء الكلمات بما تفرضه الحكمة السياسية في هذا الوقت بالذات، وهذا ما بدا واضحًا في قوله "إنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه. وفي هذا الكلام الكثير من الدقة والموضوعية، حين أستُعمل تعتبرا "التبس" و"أخطأ". وفي هذين التعبيرين أكثر من رسالة. الأولى فيها نوع من الأحكام التخفيفية من خلال كلمة "التبس"، والثانية واضحة وصريحة من خلال كلمة "أخطأ".
وينتهي البيان إلى نقطتين: الأولى ما أعطي من تفسيرات سياسية خاطئة لمشاركة "حزب الله" في جلسة مجلس الوزراء، وهي "أوهام في أوهام".
أمّا النقطة الثانية، وعلى رغم ما فيها من عتب عندما تحدّثت عن "مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء هو تصرّف غير حكيم وغير لائق"، ففيها "أن الحرص على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي للخروج من الازمات الصعبة التي يعانيها."
الأمور بين "الحزب" و"التيار" لم تنتهِ عند هذا الحدّ، لأن ما جرى يحتاج إلى نقاش على أعلى المستويات بين الطرفين، وهذا ما طلبه باسيل من النائبين علي عمّار وحسن فضل الله، اللذين التقاهما "على الواقف" بعد الجلسة التاسعة في مجلس النواب، قاصدًا بذلك تحديد موعد سريع مع السيد نصرالله، الذي سبق أن طلبه منذ أكثر من أسبوع، ولكنه لم يلق جوابًا حتى الآن.