لا يبدو أنّ "التيار الوطني الحر" برئاسة النائب جبران باسيل، استوعب حتى الآن "الصفعة" التي تلقاها بالتئام الحكومة من دون رضاه، وبعدما أشهر سلاح "الثلث المعطل" في وجهها، حيث لا تزال سبحة تصريحات قياديّيه ومسؤوليه تكرّ، وتتقاطع عند عنوان واحد، وهو أنّ ما حصل لن يمرّ، وكأنّ المطلوب ترك شؤون الناس وقضاياها "رهينة" المزاج "الباسيليّ"، الذي لا يبدو مرتاحًا هذه الأيام.
في مؤتمره الصحافي الأخير، هاجم باسيل الجميع، وعلى رأسهم "حزب الله"، ولو لم يسمّه جهارًا، مكتفيًا بـ"التلميحات والإشارات" المبطنة، من قبيل حديثه عن "صادقين نكثوا بالوعد"، على حدّ وصفه، لكنه لم يتجاوز "الحدود المرسومة"، لإدراكه أنّه "بحاجة" إلى دعم الحزب ومساندته، خصوصًا في الاستحقاق الرئاسي، الذي مرّر في سياق مؤتمره، "رسالة واضحة" بشأنه، عنوانها "المزيد من التصلّب"، لا "الخضوع".
وبموازاة المؤتمر الصحافي لباسيل، كانت "كلمة السرّ" تظهر بوضوح في تصريحات معظم قياديّي "التيار" ومسؤوليه، الذين اختاروا "الانقضاض" على من بات يوصَف بـ"المرشح المفضّل" لـ"حزب الله" في الرئاسة، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ليجزم بعضهم أنّ الأخير بـ"تغطيته" جلسة الحكومة مسيحيًا، "قضى" على كلّ فرصه الرئاسية، وبدّد كلّ إمكانية لدعمه، وهي إمكانية سبق لـ"التيار" أن صنّفها "سابع المستحيلات"!
هجوم على فرنجية
بالنسبة إلى المحسوبين على "التيار الوطني الحر" والمقرّبين منه، فإنّ رئيس تيار "المردة" ارتكب "خطيئة" بالوقوف إلى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وثنائي "حزب الله" و"حركة أمل"، من خلال "تغطية" جلسة مجلس الوزراء، بدل الوقوف إلى جانب "التيار" وسواه من القوى المسيحية التي كانت قد أعلنت رفضها انعقاد الحكومة، لكونها "مستقيلة"، وينحصر عملها في إطار "تصريف الأعمال" بحدوده الضيّقة ليس إلا.
ومع أنّ فرنجية يحقّ له أن يمتلك رأيه الحرّ، بمعزل عن مواقف غيره من القوى، ويمكنه أن يضع "أولوية الناس" في صدارة "الحسابات" بعيدًا عن الاعتبارات السياسية التي يتلطى خلفها فريق باسيل، فإنّ المحسوبين على "التيار"، الذين يتمسّكون بمطلب الرئيس "القوي" وغير "الرمادي"، لا يجدون حَرَجًا في اعتبار موقف فرنجية "إدانة له"، ويذهبون لحدّ الحديث عن "سقوطه في الامتحان"، بصورة أو بأخرى.
أما المفارقة الأبرز في كلام الأوساط "العونية"، والذي كرّره أكثر من نائب من تكتل "لبنان القوي" خلال اليومين الماضيين، فتكمن في القول إنّ فرنجية "قضى" على فرصه الرئاسية بمشاركته في جلسة الحكومة، وكأنّ "التيار" مثلاً كان ماضيًا في دعمه وتبنّي ترشيحه، لكنّه عدل عن ذلك في اللحظة الأخيرة، وهو ما يناقض الواقع، خصوصًا أنّ تصريحات باسيل الرافضة بالمُطلَق لتأييده لا تزال ماثلة في الأذهان.
"ضحك على الذقون"
في المقابل، يرفض المحسوبون على تيار "المردة" التعليق على الانتقادات والاتهامات "العونية"، انسجامًا مع قرار متّخذ منذ فترة طويلة بعدم الردّ على هجوم رئيس "التيار الوطني الحر" المتكرّر على الوزير فرنجية، وإن كان يحلو لبعض المقرّبين من جمهور "المردة" استهجان ما يعتبرونه "ضحكًا على الذقون" في "المنطق العوني"، خصوصًا أنّ القاصي والداني يدرك أنّ باسيل ما كان ليدعم فرنجية، بمعزل عن موقفه الحكومي.
وفيما يرى المراقبون أنّ فرنجية مارس "حقه الطبيعي" في حضور جلسة رفعت شعار "قضايا الناس"، وهو الذي يقول إنّه في حال أصبح رئيسًا للجمهورية، فهو يريد تمثيل الناس بالدرجة الأولى، يعتبرون أنّ الهجوم "العوني" عليه غير مبرَّر، باعتبار أنّ "التيار" حسم موقفه من الرئاسة سابقًا، وقد تأكّد في تسريبات باسيل الأخيرة من باريس، وأن شيئًا ما كان ليتغيّر حتى لو "تضامن" فرنجية مع "التيار"، وعطّل الجلسة الحكومية من دون سبب موجب.
إلا أنّ المتابعين يعتقدون أنّ الهجوم "العوني" على فرنجية لا يهدف سوى لتوجيه "رسائل" إلى "حزب الله"، الذي يبدو أنّ المعسكر "الباسيلي" لا يجرؤ على الهجوم عليه بالمباشر، فيكتفي ببعض الانتقادات "بالواسطة"، إن جاز التعبير، خصوصًا أنّ "التيار" لا يبدو مرتاحًا لخيارات "الحزب" الذي بات واضحًا أنّه لن يخوض "معركة" باسيل الرئاسية، بل سيسعى بكلّ ما أوتي من قوة لإيصال فرنجية إلى بعبدا، مراهنًا على موافقة "التيار" عليه.
يهاجم "التيار" فرنجية، ويعتبر أنّ موقفه الحكوميّ إلى جانب الناس شكّل "إدانة" له، وجعله "أكبر الخاسرين"، ولو أنّ هذا اللقب اكتسبه باسيل نفسه عن جدارة، بشهادة جميع المتابعين بعد التئام الحكومة رغم كلّ حملاته. لكن الأكيد أنّ الخلاف الحقيقيّ ليس عمليًا بين "التيار" وفرنجية، بل هو في العمق بين "التيار" و"حزب الله"، ولو أنّ "المصالح المتبادلة" تجعل تفاهم مار مخايل صامدًا، بحكم "الأمر الواقع"!
في مؤتمره الصحافي الأخير، هاجم باسيل الجميع، وعلى رأسهم "حزب الله"، ولو لم يسمّه جهارًا، مكتفيًا بـ"التلميحات والإشارات" المبطنة، من قبيل حديثه عن "صادقين نكثوا بالوعد"، على حدّ وصفه، لكنه لم يتجاوز "الحدود المرسومة"، لإدراكه أنّه "بحاجة" إلى دعم الحزب ومساندته، خصوصًا في الاستحقاق الرئاسي، الذي مرّر في سياق مؤتمره، "رسالة واضحة" بشأنه، عنوانها "المزيد من التصلّب"، لا "الخضوع".
وبموازاة المؤتمر الصحافي لباسيل، كانت "كلمة السرّ" تظهر بوضوح في تصريحات معظم قياديّي "التيار" ومسؤوليه، الذين اختاروا "الانقضاض" على من بات يوصَف بـ"المرشح المفضّل" لـ"حزب الله" في الرئاسة، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ليجزم بعضهم أنّ الأخير بـ"تغطيته" جلسة الحكومة مسيحيًا، "قضى" على كلّ فرصه الرئاسية، وبدّد كلّ إمكانية لدعمه، وهي إمكانية سبق لـ"التيار" أن صنّفها "سابع المستحيلات"!
هجوم على فرنجية
بالنسبة إلى المحسوبين على "التيار الوطني الحر" والمقرّبين منه، فإنّ رئيس تيار "المردة" ارتكب "خطيئة" بالوقوف إلى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وثنائي "حزب الله" و"حركة أمل"، من خلال "تغطية" جلسة مجلس الوزراء، بدل الوقوف إلى جانب "التيار" وسواه من القوى المسيحية التي كانت قد أعلنت رفضها انعقاد الحكومة، لكونها "مستقيلة"، وينحصر عملها في إطار "تصريف الأعمال" بحدوده الضيّقة ليس إلا.
ومع أنّ فرنجية يحقّ له أن يمتلك رأيه الحرّ، بمعزل عن مواقف غيره من القوى، ويمكنه أن يضع "أولوية الناس" في صدارة "الحسابات" بعيدًا عن الاعتبارات السياسية التي يتلطى خلفها فريق باسيل، فإنّ المحسوبين على "التيار"، الذين يتمسّكون بمطلب الرئيس "القوي" وغير "الرمادي"، لا يجدون حَرَجًا في اعتبار موقف فرنجية "إدانة له"، ويذهبون لحدّ الحديث عن "سقوطه في الامتحان"، بصورة أو بأخرى.
أما المفارقة الأبرز في كلام الأوساط "العونية"، والذي كرّره أكثر من نائب من تكتل "لبنان القوي" خلال اليومين الماضيين، فتكمن في القول إنّ فرنجية "قضى" على فرصه الرئاسية بمشاركته في جلسة الحكومة، وكأنّ "التيار" مثلاً كان ماضيًا في دعمه وتبنّي ترشيحه، لكنّه عدل عن ذلك في اللحظة الأخيرة، وهو ما يناقض الواقع، خصوصًا أنّ تصريحات باسيل الرافضة بالمُطلَق لتأييده لا تزال ماثلة في الأذهان.
"ضحك على الذقون"
في المقابل، يرفض المحسوبون على تيار "المردة" التعليق على الانتقادات والاتهامات "العونية"، انسجامًا مع قرار متّخذ منذ فترة طويلة بعدم الردّ على هجوم رئيس "التيار الوطني الحر" المتكرّر على الوزير فرنجية، وإن كان يحلو لبعض المقرّبين من جمهور "المردة" استهجان ما يعتبرونه "ضحكًا على الذقون" في "المنطق العوني"، خصوصًا أنّ القاصي والداني يدرك أنّ باسيل ما كان ليدعم فرنجية، بمعزل عن موقفه الحكومي.
وفيما يرى المراقبون أنّ فرنجية مارس "حقه الطبيعي" في حضور جلسة رفعت شعار "قضايا الناس"، وهو الذي يقول إنّه في حال أصبح رئيسًا للجمهورية، فهو يريد تمثيل الناس بالدرجة الأولى، يعتبرون أنّ الهجوم "العوني" عليه غير مبرَّر، باعتبار أنّ "التيار" حسم موقفه من الرئاسة سابقًا، وقد تأكّد في تسريبات باسيل الأخيرة من باريس، وأن شيئًا ما كان ليتغيّر حتى لو "تضامن" فرنجية مع "التيار"، وعطّل الجلسة الحكومية من دون سبب موجب.
إلا أنّ المتابعين يعتقدون أنّ الهجوم "العوني" على فرنجية لا يهدف سوى لتوجيه "رسائل" إلى "حزب الله"، الذي يبدو أنّ المعسكر "الباسيلي" لا يجرؤ على الهجوم عليه بالمباشر، فيكتفي ببعض الانتقادات "بالواسطة"، إن جاز التعبير، خصوصًا أنّ "التيار" لا يبدو مرتاحًا لخيارات "الحزب" الذي بات واضحًا أنّه لن يخوض "معركة" باسيل الرئاسية، بل سيسعى بكلّ ما أوتي من قوة لإيصال فرنجية إلى بعبدا، مراهنًا على موافقة "التيار" عليه.
يهاجم "التيار" فرنجية، ويعتبر أنّ موقفه الحكوميّ إلى جانب الناس شكّل "إدانة" له، وجعله "أكبر الخاسرين"، ولو أنّ هذا اللقب اكتسبه باسيل نفسه عن جدارة، بشهادة جميع المتابعين بعد التئام الحكومة رغم كلّ حملاته. لكن الأكيد أنّ الخلاف الحقيقيّ ليس عمليًا بين "التيار" وفرنجية، بل هو في العمق بين "التيار" و"حزب الله"، ولو أنّ "المصالح المتبادلة" تجعل تفاهم مار مخايل صامدًا، بحكم "الأمر الواقع"!