خبر

ما يريده الحزب وما يريده التيار: أي حوار قبل الحسم بتناقض الأولويات؟

كتب ابراهيم الامين في" الاخبار":التباين اليوم حول الملف الرئاسي يكمن في أن حزب الله يرشح سليمان فرنجية، ويرى فيه ابناً أصيلاً للمارونية السياسية في لبنان، وابن زعامة مسيحية موجودة بمعزل عن حجمها الشعبي الحالي، وعن شخص له حضوره وامتداده العربي المناسب لخط المقاومة، إلى جانب أنه شخصية لا تغدر بالمقاومة.

ما حصل بعد جلسة الحكومة الأخيرة فتح الباب أمام نوع آخر من النقاش بين الحزب والتيار. وحتى لو تأخرت عملية استئناف الحوار بين الطرفين، إلا أنهما يتصرفان، حتى اللحظة، على قاعدة أن الطلاق يشكل خسارة حقيقية لكل منهما. فالحزب يعرف أهمية التحالف مع تيار واجه وقاتل إلى جانبه، والتيار يعرف أنه أخذ الكثير من الحزب، وحصل على دعم كبير، وصل حد الصدام مع بري يوم قرر الحزب التصويت لميشال عون رئيساً للجمهورية ورفض الصفقة التي أبرمت بين بري والحريري والفرنسيين للإتيان بسليمان فرنجية رئيساً.
كذلك يعرف باسيل وأركان التيار أن كسر العلاقة مع الحزب لن تجعله يموت من الجوع. لكنها ستكسر ظهره جدياً. حتى المغريات والعروض الهائلة التي تقدم الآن للتيار، ولباسيل شخصياً، وهي عروض أميركية – سعودية حتى ولو حملها الفرنسيون والقطريون، يعرف باسيل أن السقف المرتفع لهذه المغريات ينطلق من كونه في موقع الحليف الرئيسي لحزب الله، وأن سقف الصفقة مرتبط بمكانته وتأثيره لدى حزب الله، أما في حال بادر إلى الطلاق، ولو وجد ما يبرر خطوته، فسيكون أمام عرض آخر، ينخفض فيه السقف إلى حدود دنيا، وسيدفعه إلى خطاب لا يناسب التيار لا مسيحياً ولا وطنياً.
عنه، إلا أن عبارة وحيدة كان يجب تفاديها، أو بات من الأجدر العمل على إزالتها، وهي العبارة التي جاءت في ختام الكلمة والتي أشار فيها إلى مشروع اللامركزية الإدارية الموسعة، وأنه يجب العمل على تحقيقها، سواء من خلال القانون أو من خلال وسائل أخرى.في هذه النقطة، يعطي باسيل إشارة غير مناسبة في سياق بحثه عن آليات تقود إلى وطن أفضل وإلى دولة أكثر عدالة، وفيها تمريرة لن يستفيد منها سوى الطرف الخصم له وسط المسيحيين، وهو الطرف الذي يحن إلى أيام المنطقة المعزولة عن بقية لبنان، والذي عاش وهم الدولة المستقلة عن لبنان والعرب.اليوم، تدخل البلاد مرحلة جديدة من الحياة السياسية، والمصارحة المطلوبة بين الأطراف المعنية لم تعد ترفاً، ولم يعد منطقياً إرجاؤها إلى وقت آخر. وبما خص الحزب والتيار، ثمة حاجة إلى ترتيب خلوة مفتوحة بين القيادتين، شرط أن يكون الكلام صريحاً إلى أبعد الحدود، وبلا قفازات. وأن يمنع من الحضور كل من يدوّر الزوايا، لأن المطلوب قول كل ما يجب أن يقال بصراحة شديدة، وأن يعمل الجانبان على إعادة إنتاج تفاهم بصيغة جديدة، حتى ولو قررا الذهاب إلى طلاق، أو قرر ذلك طرف من دون الآخر، فعليه أن يفعل ذلك بطريقة تقنع الأبناء!