خبر

بين جبر الخواطر وضيق الحال.. البترون تتحدّى في الميلاد!

 
مهمّا اشتدّت الصعاب والأزمات، لا يفوّت اللبنانيون فترة الأعياد للتّمويه عن أنفسهم ونيل إجازة من المشقّات والإحباط؛ وغالباً ما تسعى البلديات في المناطق لشحن الطاقة الايجابية وجذب الروّاد خاصّة في عيد الميلاد؛ إلّا أن "ضيق الحال" هذا العام قيّد النشاطات وجعلها "جبراً للخواطر".

 
"ميكونوس لبنان" لم ترضخ للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في تاريخ البلاد، وأبت أن تتنازل عن روحية الميلاد مطلقة للعام الثاني على التوالي "قريتها الميلادية"، في رسالة أمل وحب وسلام.
 
وبعد أن لمعت في مختلف المواسم وتألّقت بأبهى حللها صيفاً وشتاء ، فارضة نفسها عاصمة لبنان السياحية الأولى.. ها هي البترون اليوم حاضرة لإبهار زوّارها في عيد الميلاد بنشاطات ترفيهيّة تخطف أنفاس الكبار والصغار على حدّ سواء، لتتوّج "مدينة الفرح" بلا منازع!
 
أجواء الميلاد تتحدّى الأزمات!
لم يوفّر الحدث أي "شبرٍ" من البترون، فالتحضيرات التي أنجزت واستكملت شملت كل ساحات البلدة، اذ أن السوق التجاري يمتدّ من ساحة مار اسطفان مروراً بساحة مار جرجس وصولاً إلى ساحة السيدة من دون ان نسيان السوق العتيق، حيث تصطفّ الأكشاك بمنتجاتها المحليةّ المتنوعّة، مرحبّة بالزوّار في بحر الأسبوع من الرابعة عصراً ولغاية الـ11 ليلاً ومن الظهر لمنتصف الليل في نهاية الأسبوع، وذلك لغاية الثامن من كانون الثاني المقبل.
 
وتشير نائب رئيس "جمعية تجّار البترون" لويزا باسيل في حديث الى "لبنان 24"، الى أن عدد المشاركين من حرفيين وفنانين وعارضين بلغ 180 لهذا العام، متخطّياً بذلك عدد المشاركين في النسخة الأولى من "قرية الميلاد".
 
وتؤكّد باسيل أن هذا النشاط الذي تقيمه "لجنة الميلاد" المؤلّفة من ممثلين عن بلدية البترون وجمعية تجار البترون وقضائها ولجنة مهرجانات البترون الدولية، مجانيّ ويستهدف كلّ روّاد المنطقة، فالدخول الى القرية الميلادية والمشاركة في النشاطات الترفيهية والفنية كافّة من مشاهدة الأطفال لمسرحيات "غنوة" وتلقي الهدايا من "بابا نويل" لا يتطلّب أي كلفة مادية؛ حتّى أن بعض المواقف في السوق خصص للزوار مجاناً.
 
"تسوّق، تذوّق واربح"!

إضافة الى "Capital de Noel"، تطلق جمعية تجار البترون مشروع "تسوّق، تذوّق واربح" لهذا العام. وفي تفاصيله، تقول باسيل لـ"لبنان 24" إن "هذا النشاط يعتمد على نظام الـ"tombola"، بحيث يحصل رواد المنطقة على أوراق تجيز لهم المشاركة في السحوبات الأسبوعية (مساء كل الأحد بدءاً من 11 كانون الأول الجاري ولغاية رأس السنة) وحصد الجوائز"، وتوضح أن أوراق السحوبات، متواجدة في المحال التجارية والمطاعم ومحطات المحروقات المشاركة في الحدث، ويُحصل عليها لدى الشراء أو تناول الطعام أو حتى تعبئة الوقود للسيارات.
 
أمّا عن الجوائز، فتلفت باسيل الى أن جزءاً منها "cash money" وآخر "voucher" أي أن الفائزين يحصلون على جوائز 50% منها نقدي و50% قسائم شرائية".
 
في الحركة بركة... ما هي التوقعات لهذا الموسم؟
بالرغم من أن تكلفة النشاطات في الظروف الحالية باهظة من حيث تأمين المحروقات والإضاءة والزينة، إلّا أن أي مشروع يحرّك العجلة الاقتصادية؛ والحال في البترون على ما يبدو "جيّدة" حتّى قبل البدء بالموسم! فالحركة تستتبع نشاطها الصيفي والحجوزات في الفنادق والـ"guest houses" بلغت نسبتها 90% منذ الآن، وفقاً لباسيل.
 
الخير مستبشرٌ به في هذا الموسم المجيد، فجذب المواطنين اللبنانيين من مختلف المناطق بدأ؛ لكنّ الأساس يبقى بحسب باسيل، بإضفاء السعادة والفرح الى قلوب الأطفال وإعطاء أمل ورجاء للكبار.
 
الظروف المتشنّجة إذاً لن تمنع هذا العام روّاد البترون من الاستمتاع بعيد الميلاد، فالمدينة الشمالية رفعت شعار "أهلاً وسهلاً" وشرّعت أزقتها للموسيقى والإبداع، خارقة جمود معظم المناطق والتي على ما يبدو أسدلت سواتر الأعذار واختارت الاحتفال "ع قد بساطها" ليبقى التهليل الدائم "عيد بأي حال جئت يا عيد".