عشية الجلسة المقررة لمجلس النواب في 13 تشرين الأول لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تستمر الاتصالات والاجتماعات بين مختلف الافرقاء في محاولة لتوحيد المواقف.
وجاء تحرّك الجامعة العربية نحو بيروت ليبرز القلق من احتمالات الفراغ الرئاسي إذ أكدت الجامعة عبر مساعد أمينها العام حسام زكي "أن لبنان لا يتحمل حالة الاعتياد على الأزمة أو القبول بالفراغ الرئاسي في ضوء الأزمة الاقتصادية الشديدة التي يمر بها"، وناشد "القيادات السياسية تقديم المصلحة الوطنية والجلوس سوياً وفتح قنوات التشاور من أجل التوافق على هذا الاستحقاق الدستوري المهم". ولفت زكي الى "أن ترف الوقت غير متوفر، والتعويل على الحلول الخارجية وحدها لن يسهم في حل الأزمة في ضوء التوتر الشديد على الساحة الدولية وتفاقم حدة الازمات العالمية".
وكتبت" الديار": معظم الافرقاء السياسيين يعلمون ان الجلسة الرئاسية التي اذا عقدت في 13 تشرين الاول، اي هذا الشهر الحالي لن تحسم الفراغ الرئاسي بما ان لا فريق تمكن من حشد الاكثرية لمرشحه.
الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر ليس لديهما مرشح رئاسي حتى اللحظة نتيجة رفض النائب جبران باسيل تأييد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وعليه، لا يريد حزب الله احداث خلاف كبير مع الوطني الحر، فضلا عن انه حريص على الغطاء المسيحي، ما يدل على توجه مسار انتخابات رئاسة الجمهورية الى مرشح توافقي يقبله باسيل وبقية الكتل النيابية.
في المقابل، المعارضة المتنوعة لا تزال ماضية بترشيح ميشال معوض حيث تحاول القوات والكتائب الحصول على تأييد النواب السنة الاحد عشر، وبالتالي يزداد نسبة النواب المؤيدين لمعوض فضلا عن محاولتهما استمالة التغييريين الى صفهما. حتى اللحظة النائبان مارك ضو ووضاح صادق هما الوحيدان اللذان كشفا عن تأييدهما لمعوض في حين ان باقي التغييريين لم يعلنوا عن توجهاتهم السياسية بعد.
وكتبت" النهار": في إطار جهوده لرصّ الصف السنّي وتوحيد كلمته، جال السفير السعودي وليد بخاري أمس في طرابلس وزار نوابها وفاعلياتها، مشدّداً على "حرص المملكة على أمن واستقرار لبنان، خاصة المحبة العميقة التي يحملها الشعب السعودي إلى أهلنا في طرابلس والشمال. المملكة العربية السعودية تؤكد تغليب المصلحة العليا على المصالح المرحلية"، مضيفاً: "في هذه المرحلة لبنان مقبل على استحقاق رئاسي ونؤكّد أهمية احترام المهل الدستورية، وحرصنا على استقرار لبنان يحتم علينا أن نحمل هذه المسؤولية المشتركة باتجاه لبنان". وشملت جولة البخاري النواب اشرف ريفي، كريم كبارة وطه ناجي والنائب التغييري رامي فنح، إضافة إلى رئيس تيار الكرامة" فيصل كرامي.
وعشية الجلسة الانتخابية في 13 تشرين الأول التقى أمس رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب النائب غسان سكاف. وجدد جعجع في حديث صحافي تأكيد وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة 13 تشرين الأول، لكنه استبعد تحقيق ذلك "لأن فريق السلطة الحاكمة لا يريد الانتخابات حالياً في ظل عدم توافقه على اسم مرشح". واستغرب "تصرّف بعض قوى المعارضة الذين لم يتخذوا قرارهم بعد ولم يتوّحدوا على مرشح واحد لأسباب نجهلها رغم ان هناك شخصية تنطبق عليها كل المواصفات المطروحة في وقت يدعون دائماً إلى إجراء الانتخابات قبل انتهاء المهلة الدستورية".