خبر

جهود أميركية مكثفة لانقاذ عملية الترسيم البحري ودخول فرنسي على خط المساعدة

غموض كثيف جدّاً ساد أمس كلّ "محاور" الاستحقاقات اللبنانية بحيث بات من الصعوبة بمكان توقع أي حلحلة في أي منها في الأيام الفاصلة عن نهاية تشرين الأول التي تشكل نهاية عهد الرئيس ميشال عون .

وإذا كان الاستحقاقان الرئاسي والحكومي يبتعدان على نحو مقلق للغاية عن احتمالات انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية أو تذليل العراقيل التي يضعها العهد في طريق تشكيلة حكومية معدلة تعلن قبل نهاية العهد فإن مصير اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لا يبدو أفضل، إذ مضت ثلاثة أيام منذ رفض إسرائيل التعديلات اللبنانية على الاتفاق الذي وضعه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ولم يظهر واقعياً أي عامل إيجابي إلا إبراز الإرادة الأميركية في المضي في محاولة تعويم الاتفاق ومنع انهياره، بحسب ما كتبت صحيفة" النهار".

وتابعت" لكن الرهانات على إمكان إعادة تعويم الاتفاق وتمريره قبل بداية تشرين الثاني التي تشكل موعداً للانتخابات العامة في إسرائيل تضاءلت جداً وبات السؤال الملحّ الذي يطرح لدى الجميع هل سيعني تعليق الاتفاق أو سقوطه انفجار مواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" أم أن هذا الخطر ليس حتمياً؟ في أي حال يمكن أن تتبلور وقائع كثيرة تكشف بعض التطورات الخفية والعلنية المتصلة بهذا الملف.

وكتبت" الديار": كشفت مصادر من 14 اذار على لسان احد كبار المسؤولين المعنيين بمفاوضات الترسيم والذين يلتقون اموس هوكشتاين ان الاميركيين يرون ان الامور تسير نحو الحل رغم ان رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو سيحاول كل ما بوسعه المزايدة لكسب اصوات في الانتخابات النيابية عبر احباط اتفاق الترسيم البحري مع لبنان.

وفي النطاق ذاته، قالت اوساط سياسية مقربة من عين التينة للديار ان ما يثار في الاعلام مبالغ به بشكل مفرط، ذلك ان حتى استخدام عبارة ان «اسرائيل» رفضت الملاحظات اللبنانية امر بعيد كل البعد عن الحقيقة وكلام غير دقيق بتاتا. واضافت ان الامور في الترسيم البحري لا تزال مسهلة وايجابية وما يحصل خلف الكواليس لا ينذر بتوقف المفاوضات او عودتها الى نقطة الصفر كما يروج كثيرون حاليا فضلا ان لا حرب في الافق. واشارت هذه الاوساط الى ان كلام غانتس يندرج في خانة السياسة الاسرائيلية الداخلية وبالتالي لبنان غير معني بذلك.

وكان الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين استكمل امس اتصالاته مع الجانب اللبناني لمناقشة الرد الإسرائيلي على الملاحظات اللبنانية. وأفادت المعلومات بأن لبنان تسلّم الملاحظات الإسرائيلية على العرض الأميركي وعلى الملاحظات اللبنانية وتتم مناقشة كل ما يدور في فلك هذا الاتفاق. وأشارت إلى أن الاتصالات نشطت أمس بين الوسيط الأميركي هوكشتاين وكل من الجانبين اللبناني والإسرائيلي من أجل معالجة ملاحظات كلّ منهما.

وبدا لافتاً دخول فرنسا على خط تطورات ملف الترسيم وذلك عشية زيارة ستقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لبيروت وتبدأ الخميس المقبل. إذ أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأميركية الهادفة للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. ورأت أن الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، كما من شأنه أن يسهم في استقرار وازدهار المنطقة. ودعت وزارة الخارجية الفرنسية جميع الجهات الفاعلة إلى القيام بدورها.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله: "أحرزنا تقدماً في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان"، وتحدث عن "تبادل مسوّدات جديدة لسد الفجوات باتفاق الحدود البحرية".

وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قوله مساء أمس إن "اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان جيد وآمل أن يتم توقيعه قريباً". وأشار مجدداً إلى أن "اتفاق ترسيم الحدود البحرية يعزز الاستقرار الإقليمي ويقلص نفوذ إيران في لبنان"، موضحاً أنّ "الكرة في ملعب الجانب اللبناني"، وأضاف: "تقديري أنّ هناك احتمالاً للتّوقيع على الاتّفاق مع لبنان قريباً".