خبر

جنبلاط يكرّس تموضعه.. "مع "حزب الله" وضده"


لا تخلو إطلالة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من المواقف الإشكالية، اذ يعبر دائما عن تموضعه في لحظات بالغة الحساسية السياسية وقد زادت اهمية هذه المواقف منذ استعادته، بشكل او بآخر، ميزة "بيضة القبان" في المجلس النيابي الجديد. أمس، تحدث جنبلاط مطولاً وللمرة الأولى، بعد تصويته للنائب ميشال معوض في الانتخابات الرئاسية،واضعاً حدّ للتأويلات السياسية.


بعد اصطفاف جنبلاط مع حزب "القوات اللبنانية" في الانتخابات الرئاسية، طُرح سؤال بالغ الاهمية عن حقيقة انقلابه على تفاهمه السابق مع "حزب الله" والذي إلتزم فيه عدم التصويت لمرشح رئاسي استفزازي، لكن تصويته لمعوض اوحى بأن بيك المختارة عاد ليتقارب مع المملكة العربية السعودية على حساب الحزب.

حسم جنبلاط الجدال امس بالتأكيد انه لا يرى معوض مرشحا استفزازيا، وهو يرفض حتى اللحظة اي مرشح يمتلك هذه الصفة، والاهم ان جنبلاط حذر، بطريقة لبقة، "القوات اللبنانية" من تحويل معوض الى مرشح مستفز في المعركة الرئاسية، وهذا التحذير يعني ان جنبلاط يريد ايصال رسائل لمن يعنيهم الامر انه اكثر جدية من "القوات" بترشيح نائب زغرتا ولا يرغب بحرقه.


كما ان جنبلاط ترك بهذا الحديث الباب مفتوحاً امام الانسحاب من دعم معوض عندما "يشعر انه بات مستفزا" ويشكل عائق امام اي توافق او تسوية رئاسية، وهذه رسائل تهدئة وحسن نية مع حارة الحريك وتأكيد انه مستمر في مساره التفاهمي معها.

ارسل جنبلاط اكثر من رسالة ايجابية للحزب لاعادة التأكيد على انه لم يعد الى الخندق المواجه له .وذكر بأكثر من موقف بالتواصل الحاصل معه، من دون ان يقطع خيط الود مع خصوم الحزب وتحديدا "القوات اللبنانية" التي هادنها بدرجة معينة مقارنة مع المواقف السياسية السابقة التي وترت العلاقة بين الطرفين. 

لكن جنبلاط حافظ على نسبة التصعيد المرتفعة التي تحكم علاقته بالعهد خصوصاً ان أيام الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا باتت قليلة ما يعني ان رئيس الإشتراكي يعد العدة للتصدي لاي تصعيد عوني من الرابية وهذا ما لمح اليه "التيار الوطني الحر" مراراً وتكراراً.... 


تصريحات جنبلاط ومواقفه الهادئة وعدم استعجاله لأخذ موقف حاسم ونهائي في اي من القضايا يوحي بأن الرجل يرى ان التسوية ليست قريبة وعليه فهو يملك هامشاً واسعا من القدرة على المناورة وكسب الوقت من دون ان يضطر للاختلاف مع أي من القوى السياسية الأساسية، الاقليمية والدولية وحتى الداخلية.