كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
من العلامات السياسية الفارقة التي حملتها جلسة انتخاب «الادارة المجلسية»، تصويت تيار المردة الى جانب عضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بوصعب في المعركة التي دارت على مركز نائب رئيس المجلس النيابي، ما دفعَ الى طرح تساؤلات حول أبعاد هذا القرار ومغزاه؟
لا يمكن بالطبع عزل دعم «المردة» لبوصعب عن الإيجابيات المتبادلة منذ فترة، وبـ»التقسيط المريح»، بين بنشعي وميرنا الشالوحي، وإن يكن رصيد بوصعب الشخصي لدى سليمان وطوني فرنجية يؤهّله لكسب صوت «المردة» بقواه الذاتية.
ويؤكد النائب طوني فرنجية لـ»الجمهورية» انّ «علاقتنا مع النائب الياس بوصعب ودية منذ فترة طويلة، وحتى في عز الخلاف والقطيعة بيننا وبين التيار الوطني الحر لم تنقطع هذه العلاقة، بل هو شخصياً بقي حريصاً على استمرار التواصل معنا وظلّ صلة وصل، وكان يسعى دائماً الى تقريب المسافات وتحقيق التفاهم».
ويضيف: «نحن ننظر اليه على نحو مختلف عن نظرتنا الى التيار الحر. لقد أوجَد لنفسه مساحة متمايزة. وبالتالي، فإن له مكانة مميزة عندنا».
ويشير الى انه من «النادر ان تجد في التيار شخصية منفتحة وقادرة على التواصل مع الجميع مثل بوصعب الذي يُجيد تدوير الزوايا، وأظنّ انه سيستطيع مد جسور مع النواب التغييريين».
ويلفت فرنجية الى انّ «قرارنا بانتخاب بوصعب لنيابة رئيس مجلس النواب لم يتوقف فقط على طبيعة علاقتنا به، فهو لديه أيضاً كل الكفاءة ليتبوأ هذا المنصب، وخبرته السياسية غنية بعدما شغل بنجاح وزارتي التربية والدفاع، في حين انّ منافسه النائب غسان سكاف، ومع احترامنا له، لا نعرف شيئاً عنه وخبرته في الشأن العام محدودة».
ولكن ألا ينطوي انتخاب «المردة» لالياس بوصعب على رسالة إيجابية حيال التيار ورئيسه جبران باسيل؟
يترك فرنجية الباب مُوارباً أمام هذا النوع من التفسيرات لموقف «المردة»، فلا ينفيه ولا يؤكده، قائلاً: لقد شرحتُ حيثيات موقفنا انطلاقاً من كَون بوصعب يمثّل حالة خاصة، اما اذا افترض البعض انّ هذا الموقف يندرج أيضاً في سياق إعطاء إشارة ايجابية للتيار الحر بعد إفطار كسر الجليد الذي جَمع سليمان فرنجية وجبران باسيل برعاية السيد حسن نصرالله، فلن نعترض على هذا التفسير ونحن لا نمانع في أن يفضي قرارنا بالنتيجة الى إذابة مزيد من قطع الجليد.
ويتابع فرنجية مُبتسماً: إضافة إلى كل الأسباب التي أوردناها، يكفي ان زوجة بوصعب هي الفنانة الملتزمة جوليا، وهذا الأمر كفيل لوحده بأن يشجعنا على انتخابه في موقع نائب رئيس المجلس النيابي.
وماذا عن دلالات مجريات جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه؟
يعتبر فرنجية ان هذه الجلسة كانت ديموقراطية «على رغم فائض الفوضى الذي تخللها»، لافتاً الى ان أطراف التسوية الرئاسية الشهيرة كانت لديهم مِن قَبل اكثرية مطلقة، «أما الآن فإنّ حَيّز اللعبة الديموقراطية أصبح أوسع».
وضمن اطار تعزيز الدور والحضور في المجلس الجديد، يكشف فرنجية عن اتصالات تتم مع عدد من النواب المستقلين للتوافق على صيغة للتنسيق، موضحاً انّ «هناك تكتلاً يضمّني حالياً الى النائبين فريد الخازن ووليم طوق، وتوجد مشاورات مع آخرين مثل النواب جهاد الصمد وميشال المر وكريم كبارة للاتفاق على صيغة تعاون».
ويدعو فرنجية الى «الخروج من الاصطفاف المنتهية صلاحيته بين 8 و 14 آذار، وتخفيف انعكاسات الاصطفاف الاقليمي على الداخل اللبناني المُنهَك، بحيث نفصل الملفات الاقتصادية والتشريعات الضرورية وغيرها من الأمور المُلحّة عن النزاعات الكبرى».