خبر

“قدامى المستقبل” صوّتوا لبرّي أم للحريري؟

كتب مازن عبيد في “نداء الوطن”:

إنتهت الإنتخابات النيابية على ما انتهت إليه من نتائج، وإذا كان تيار “المستقبل” ورئيسه سعد الحريري قد اتّخذ لنفسه صفة المحايد عنها بعد تعليق عمله السياسي، غير أن من نتائج هذه الإنتخابات وصول عدد من النواب المقرّبين من التيار الأزرق ولا يتركون مناسبة إلا ويؤكدون فيها أنهم على نهج رفيق الحريري ونجله سعد.

هؤلاء بطبيعة الحال هم نواب «المستقبل» أو الشخصيات القريبة من التيار الأزرق التي قررت الترشّح للإنتخابات رغم عزوف الحريري. نتيجة الإنتخابات أوصلت النواب: وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد رستم، سجيع عطية عن عكار، أحمد الخير عن المنية، عبد العزيز الصمد عن الضنية، كريم كبارة عن طرابلس، نبيل بدر عن بيروت وبلال الحشيمي عن البقاع الأوسط، وهم جميعاً مقرّبون من الجو السياسي الأزرق، وإن كانت طريقة فوز بعضهم تختلف في التحالفات واللوائح، ومع أن الرئيس الحريري لم يعلّق على ترشّحهم سلباً أو إيجاباً وحاول طيلة الفترة التي سبقت الإنتخابات إبعاد نفسه عنها، ولم يكن له موقف واحد مماثل من الجميع، إلا أنه، كما يقال، لن يكون منزعجاً في النهاية من وصول عدد من النواب من صبغته السياسية، وقد كلّف عمته النائبة السابقة بهية الحريري الإتصال بهم وتهنئتهم.

أوضاع هذه «الكتلة»، إذا صحت تسميتها كذلك، أو اللقاء النيابي، من دون الحريري ومرجعيته لن تكون كما هي في حال وجوده. من هنا وعقب الإنتخابات انطلق النائب البعريني بسلسلة مشاورات ولقاءات لتوحيد موقف هؤلاء النواب الذين ينتمون إلى التوجّه السياسي العام نفسه، ورسم صيغة تحالفات مع كتل أخرى في البرلمان لتكون لديها قدرة أكبر على التأثير وفرض الشروط وهي تطالب بحقوق أهالي مناطقها، إلى جانب الموقف السياسي الموحّد، سيما وأن أول وأقرب استحقاق داهم أمامهم كان انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه.

ما بات قيد التداول ووفق ما أعلنوا، أن نواب كتلة «إنماء عكار» الأربعة: وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد رستم وسجيع عطية، ونائب المنية أحمد الخير، صوّتوا للرئيس نبيه بري في رئاسة المجلس النيابي وللنائب غسان سكاف لمنصب نائب الرئيس، وعلى الأرجح هذا ما فعله باقي النواب ممن يصطلح على تسميتهم بـ «قدامى المستقبل» أو «أهل الوفاء». التصويت لبري في جلسة أمس الاول قابلته موجة اعتراض محلي على وسائل التواصل الإجتماعي، ورجّح البعض أن يكون هؤلاء قد صوّتوا للنائب الياس بو صعب لمنصب نائب الرئيس. لكنّ بياني كل من «إنماء عكار» والنائب الخير يشيران إلى أنهم صوّتوا للرئيس بري احتراماً للميثاقية إذ لم يترشح غيره لهذا المنصب من نواب الطائفة الشيعية، في حين أنهم صوّتوا لسكاف لمنصب نائب الرئيس خلافاً لما يروّج له البعض بأنهم صوّتوا لبو صعب.

وفي الحقيقة، لا يمكن فصل أداء هؤلاء النواب بشكل عام عن أداء الرئيس سعد الحريري السياسي. حيث تقول أوساطهم أنه لو كان الحريري اليوم نائباً لكان صوّت لبري بالطبع ومن دون أي تردد. فالجميع يدرك ما وصلت إليه العلاقة والتحالف السياسي بين الحريري وبري، إذ كان سعد، ولا يزال، المرشّح المفضّل لدى بري لرئاسة الحكومة وباسيل هو الخصم السياسي المشترك للرجلين. الحريري هو من قال ذات يومٍ «أنا مع نبيه بري ظالماً أو مظلوماً»، في معرض رده على كلام بري «أنا مع سعد ظالماً أو مظلوماً». فيكون نواب قدامى «المستقبل» قد صوّتوا لسعد الحريري بالتصويت لبري، وصوّتوا مع التغيير بالتصويت لسكاف.

الجدير بالذكر أن الإحتفالات بانتخاب بري قد عمّت العديد من المناطق في الشمال وبعضها جاء بدعوة من رؤساء بلديات واتحادات بلدية، في مشهد غير مألوف في السابق.