خبر

احتفالات النصر الحزبية تحوّل العاصمة إلى خطوط تماس!

جاء في “المركزية”:

في مجمل دول العالم، حينما يفوز مسؤول سياسي او حزبي بمنصب معين، تعم الاحتفالات بين المناصرين والحزبيين احتفاء، قبل ان ينصرف كل الى عمله والمسؤول الى تنفيذ برنامجه ووعوده للشعب. اما في لبنان فللفوز نكهة اخرى مطبوعة احيانا بالدّم وللاحتفالات طابع امني مغاير، لا سيما لدى فريق الثنائي الشيعي الذي تُحوّل احتفالاته العاصمة الى ثكنات عسكرية وخطوط تماس بين المناطق نتيجة ممارسات المناصرين الخارجة عن العقل والمنطق والمألوف.

يوم امس، وعلى اثر اعلان فوز هزيل جدا، جاء بشق النفس، للرئيس نبيه بري لولاية سابعة اذ لم يتمكن من حصد اكثر من 65 صوتاً، وعلى رغم ايعازه الى المناصرين من خلال بيان اصدره بعدم اطلاق الرصاص ابتهاجاً، احتفل مناصرو رئيس البرلمان واخوانهم في منظومة ” شيعة شيعة”، فأطلقوا الرصاص والقذائف الصاروخية والمفرقعات على انواعها وسط الشوارع العامة مرهبّين اللبنانيين من الجنوب الى بيروت على مدى ساعات، ونظموا مسيرات سيارة رافعين صور رئيس حركة “امل” واعلامها التي غطت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، في حين اضطر الجيش الى تسييج منطقة عين الرمانة امنيا لمنع الاحتكاك مع ابناء الشياح الذين يحتفلون على طريقتهم، فقطع بالأسلاك الشائكة كل المفارق المؤدية الى الشياح فيما سجل استنفار للعناصر من عين الرمانة مرورا بالطيونة ووصولا الى الشياح.

اما المشهد الاسوأ، فكان لشرطة مجلس النواب المفترض انها تابعة لمؤسسة دستورية لا لشخص، حيث تجمهر عناصرها الى جانب مناصري الحركة هاتفين بشعارات الولاء بالروح والدم لنبيه ومنشدين اناشيد “امل” على وقع قرع الطبول ، قبل ان يجمعوا في حلقات دبكة بثيابهم العسكرية واسلحتهم، محمولين على الاكتاف، ليتحولوا من شرطة لحماية مجلس النواب الى فرقة “دركلّا” كما وصّفهم البعض على مواقع التواصل الاجتماعي وقد سخر مما يجري ومن تحوّلهم الى فرقة دبكة وزقيفة لرئيس حزب منتقدين افعالهم ومتوجهين الى مؤسسة قوى الامن الداخلي بالسؤال عن كيفية السماح لهم بذلك، الا ان جواب المؤسسة ذكّر بأن هؤلاء لا يتبعون لقوى الامن ولو ارتدوا البزة العسكرية ذاتها.

وبعد ان توجهوا بمسيرة على الدراجات النارية نحو الرملة البيضاء، توقفوا امام منزل النائب جميل السيد فدخل بعضهم الى المبنى وعمد الى التكسير، ما اضطر السيد الى التغريد عبر “توتير” متوجها الى الرئيس بري بالقول “ضب زعرانك يا نبيه بري”. في حين حوّل طلاب من “الحركة” مبنى الجامعة اللبنانية في الحدث الى ما يشبه المقر الحزبي حيث رفعت صور بري واعلام الحركة في مشهد لا يمت الى العلم ولا الى المعرفة بصلة.

ازاء هذا كله، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” عما تبقى من الدولة وهيبتها ومؤسساتها الدستورية التي “وسّختها” الممارسات الحزبية ومن يصفونهم بزعران الشوارع الذين يطلون برؤوسهم عند كل استحقاق “غب الطلب” تارة للتنكيل والتكسير والتخريب تحت شعارهم الشهير “شيعة شيعة” واخرى للاحتفال على طريقتهم “البربرية” بترويع اللبنانيين”. اما بيانات التبرؤ القيادية التي صدر العشرات منها ابان ثورة 17 تشرين، حينما كانوا ينطلقون من الخندق الغميق بمواكب على دراجات نارية في اتجاه وسط بيروت لضرب الثوار واحراق قبضة ثورتهم على عين الدولة واجهزتها العسكرية والامنية، فباتت ممجوجة من دون جدوى، ومحاولة التعمية على محركيها واهدافهم المعروفة المرامي فاشلة سلفاً.والسؤال: اي دولة واية مؤسسات واي وطن سيبنى مع عقول مغسولة وجيوب مملوءة بالمال غير النظيف، ومع عناصر امنية ولاؤها للأحزاب والمليشيات؟ انها “دولة كل مين ايدو إلو” والامل بإعادت تكوينها على اسس صحيحة ضئيل وضئيل جدا.