أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “مسيرة القوات اللبنانية النضالية لم تبدأ مع اطارها التنظيمي الحالي، فنضال العام 1975 بدأ مع كل صبية وشاب شعروا ان وطنهم مهدد فنزلوا بكل اندفاع وعفوية للدفاع عن بيوتهم وقراهم وهويتهم وكرامتهم”، مضيفاً: “هذه هي روح المقاومة اللبنانية. بعضهم اتّهم هؤلاء الشباب والشابات بانهم ميليشيات والبعض الاخر اعتبرهم “زعران”، اما بالنسبة لنا فهم الابطال. لكن حتى هؤلاء لم يؤسسوا المقاومة اللبنانية بل هي في جيناتهم، في حمضهم النووي DNA، ورثوها من ابائهم واجدادهم. هؤلاء بمسيرتهم وتضحياتهم وشهادتهم هم سبب نخوتنا واندفاعنا وعطائنا”.
وفي لقاء في كفرشيما رحّب خلاله برئيس حزب “الوطنيين الاحرار” النائب كميل دوري شمعون ممثَّلاً بالمختار سهيل طعمة، واصفاً إياه بـ”الانسان المجبول بالشهامة وبروح الجَماعة”، أكد انه “يتحدث بفخر كإنسان وكمواطن وكقواتي وكمقاوم لبناني وكنائب عن الامة اللبنانية ولولا هذه الصفات فلا معنى لوجوده”، مشدداً على انه بهذه الصفات دخل الى ساحة النجمة وهدفه حماية الوجود والدور المسيحي والذي يعني تلقائياً حماية التعددية ووجود باقي المكونات ودورها تحت سقف الدولة والهويّة اللبنانية الجامعة”.
تابع بو عاصي: “عبَرنا كـ”قوات” صحراء السجن والقمع والغربة والاضطهاد ومحاولات التحجيم والالغاء ووصلنا الى ان نكون اليوم اكبر كتلة برلمانية بثقة المواطنين في صناديق الاقتراع. أما في قضاء بعبدا، فربحنا الانتخابات وحررنا مقعداً مارونياً ثانياً من قبضة “حزب الله” وأعدنا هذا المقعد الى الخط السيادي. لو اردنا التربع مرتاحين على الكرسي والاكتفاء بمقعد واحد وعدم خوض التحدي لما كنا قوات”.
“هدفنا تحرّر شعبنا من الخوف اولاً بعدما فرضوا عليه حالة من الترهيب. لقد شرّع لنا الرب يسوع الخوف حين بكى في بستان الزيتون خوفاً من العذاب والالم والموت وقال للاب السماوي “ابعد عني هذه الكأس”، قال بو عاصي، مضيفاً: “لذا واجبنا ان نحقق رسالتنا ونتخطى حاجز الخوف ونقول مع يسوع “لتكن مشيئتك يا رب”. نحن مدعوون ان نتخطى حاجز الخوف كأبطال عين الرمانة مؤخراً حيث تصدى نحو 20 شاباً للمهاجمين على احيائهم الآمنة فسقط فوراً 4 جرحى منهم. لكن عوض ان يُربكوا وينشغلوا بالاهتمام بهم أو ان يخافوا، هجموا على عشرات المعتدين واستطاعوا ان يقلبوا المعادلة لأنهم اناس متجذرون في ارضهم ويبحثون عن عدالة الدور والمساواة”.
كما توجّه بو عاصي الى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بالقول: “لقد حصدت في بداية العهد القوي 29 نائباً وسخرّتهم لتحقيق منافع شخصية وهدر المال العام وتقديم الغطاء لسلاح حزب الله، فجاءك الرد باصوات الناس في صناديق الاقتراع فتقلصت الثقة وتقلصت الكتلة ولم ولن تتقلّص وعودك وادعاءاتك الكاذبة والاحقاد. لذا أصبحت بالنسبة لنا جزءاً من ماضٍ لا مُشرقٍ ولا مُشرّف. لا نريد ان نهدر وقتنا على امثالك، لدينا واجب تقديم نموذج عن الديمقراطية والتعددية في هذا الشرق، كي نمحو نموذج الفشل والذمية والمحاصصة والتبعية الذي قدمتَه. ما منستحي منك، منستحي فيك”.
تابع: “امثالك يا باسيل سيظلون اهل ذمة، أقليّات، حتى لو امتلكوا 95% من عدد النواب. لن نتلهى بك فلدينا خطر مدمّر اسمه “حزب الله” يتحايل بقوله “اتركوا البحث عن السلاح لسنتين”. يتذكر اللبنانيون كيف أن بضعة أشهر كسبها الحزب بين 2005 و2006 تحت شعار الحوار كانت كافية كي يلتقط انفاسه وينقضّ على البلاد والعباد من جديد ويحوّل لبنان الى أنقاض وخراب”.
أشار بو عاصي الى ان “في الانظمة الشموليّة 10% ينصّبون أنفسهم بفجورهم وسلاحهم اكثرية على الناس” وتوجّه الى امين عام “حزب الله” حسن نصرالله بالقول: “نريد خلق مناخ ايجابي وديمقراطي واستثماري من اجل الانسان وكرامته ومستقبله. نحن حريصون على ان يعيش اولادنا واولادك افضل حياة وان يصنعوا لانفسهم افضل مستقبل. يا ليت باستطاعتنا ان نخلص اولادك من براثنك وذهنيّتك الخاضعة لايديولوجيا لا تشبه لبنان بشيء. لا، لن نمنحك اي فرصة لا بالسنين ولا بالدقائق، فإما ان تحكم بثقافة القمع والموت او نحكم نحن بمنطق الديمقراطية ونبض الحياة. اما ان يكون لون الوطن اصفر كالمرض او احمر كلون الدمّ الحيّ الجاري في عروقنا”.
ختم بو عاصي: “السيادة، التعددية، الديمقراطية، نهائية الكيان والولاء والشراكة والحياد ونظامنا الاقتصادي الحر وتضامننا الاجتماعي هم ركائز لبنان ومساحة بناء غد مشرق. أنا حريص كلّ الحرص على المصلحة الوطنية العليا وعلى والوجود والدور المسيحيين ولكن ليس على حساب باقي المكونات في لبنان. نريد استقراراً سياسياً وامنياً واجتماعياً ونحرص على مصلحة الاخر كحرصنا على مصلحتنا. يدنا ممدودة لكل من يفكر مثلنا. لا يمكنهم تفصيل الميثاقية على مقاس مصالحهم، فعصب الثنائي الشيعي لا يعني الميثاقية التي نحن من ابتكرها متى كان اي مكون مهدداً بوجوده ودوره. الميثاقية أبعد من توظيف مياوم من هنا أو أجير من هناك ولا يمكن تعديلها من قبل طرف واحد. لذا علينا العودة للعقد الاجتماعي المؤسس والميثاق الذي ارتضيناه خلال تأسيس الجمهورية اللبنانية”.