خبر

“التيار” لم يصحُ من الصدمة بعد و”القوات” تسدل الستارة

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

وضعت الانتخابات النيابية أوزارها، ولكن نتائجها في دائرة صيدا – جزين ما زالت تشكل صدمة لـ»التيار الوطني الحر» الذي لم يصحُ بعد من خسارته الجسيمة وفقدان مقعديه، واللون الذي خيم على عروس الشلال لم يعد برتقالياً، وقد جاء خطاب رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع منذ ايام وهو يحتفل بالانتصار الكبير الإنتخابي على «التيار» وفي عقر داره ليسدل الستارة عليه.

وتؤكد مصادر جزينية لـ»نداء الوطن» ان خسارة «التيار» مضاعفة ولا تقتصر على مقعدين نيابيين شغلهما النائبان زياد اسود وسليم الخوري فقط، وانما على بنية «التيار» وحضوره في ظل الخلافات الداخلية بين اسود والنائب السابق أمل ابو زيد من جهة وقد استخدمت فيها كل الاساليب التحريضية، وعلى علاقاته مع القوى السياسية الجزينية والصيداوية التي رفضت التحالف معه، ناهيك عن حلفائه في ظل تراجع التأييد الشعبي الذي أوصله الى العجز عن بلوغ الحاصل الانتخابي مسيحياً، بعدما تعرّض لمحاسبة قاسية من أهالي منطقة جزين.

بالمقابل، حققت «القوات» فوزاً لافتاً بمقعدين الاول كاثوليكي للدكتورة غادة ايوب بو فاضل التي جمعت أعلى الاصوات مسيحياً، في اشارة مهمة لحسن خوض المعركة وتنظيم الماكينة الانتخابية والثاني ماروني للمهندس سعيد الاسمر، واثبتت ان جزين ليست محمية برتقالية وان مزاجها الشعبي لم يعد كما السابق خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي والمعيشي الذي يتحمل «العهد القوي» مسؤولية مباشرة فيه، فيما شغل المقعد الثالث الماروني النائب الدكتور شربل مسعد على لائحة «ننتخب للتغيير» متحالفاً مع النائبين اسامة سعد وعبد الرحمن البزري.

وتوضح المصادر الجزينية ان نتائج الانتخابات وما أفرزته من واقع جديد ومختلف عن السابق، تدعو القوى السياسية الى مراجعة حساباتها بدقة وتقييم عملها بجدية، وصولاً الى أخذ العبر من النتائج على قاعدة «طي صفحتها… واعلان سياسة اليد الممدودة»، لا الاصرار على استمرار خطاب الشحن وفتح سجال اعلامي كما يفعل «التيار» ونوابه السابقون اليوم».

ويقول النائب المهندس سعيد الاسمر لـ»نداء الوطن»: «خطابنا سيبقى واحداً قبل الانتخابات وبعدها باعتماد سياسة اليد الممدودة من اجل جزين ومصلحتها وانمائها بعد حرمان على مدى عقود طويلة، وندعو الى التعالي عن الضغائن وعدم نكء جراح الماضي لانها سياسية وموسمية انتخابية، نريد ان نبني الوطن وقد تعاونا مع المهندس يوسف النقيب والسيد مرعي ابو مرعي ويدنا ممدودة للتعاون مع كل القوى لمصلحة صيدا وجزين، وعلى امتداد الوطن ومع السياديين وكل النواب المستقلين والمجتمع المدني، للوقوف معاً سدّاً منيعاً بوجه المزيد من انهيار البلد ومن اجل تحصين الوحدة الوطنية وبناء خط سيادي واضح، يعطي المجتمع الدولي الثقة بلبنان ويفتح الابواب امام التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لمساعدتنا».

وأكد ان الاولوية في مجلس النواب ستكون لمعالجة الازمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة، التي ضاق اللبنانيون منها ذرعاً بعدما أوصلهم الانهيار الكبير الى حد اليأس والهجرة، لذلك يجب إيجاد الحلول الناجعة سريعاً. سنقدم اقتراح قوانين لاستعادة اموال المودعين المنهوبة واستقلالية القضاء وعدم رفع الضرائب على الناس، لانه من المعيب ان تدفع مناطق دون اخرى رسوماً وضرائب وان تغيب الدولة ومؤسساتها عن مناطق وتحضر في أخرى، نطالب بالعدالة الاجتماعية والمساواة والمساءلة على اساس الاداء ومحاسبة الفاسدين والتزام الحكومة بمبدأ الحياد الايجابي. نريد إعادة القرار الى يد الدولة ومؤسساتها الشرعية ونريد لبنان وطناً مزدهراً».

وأضاف: «رسالتنا مع «القوات» الحفاظ على العيش المشترك مع كل المكونات، وبشكل خاص في منطقة جزين التي تعتبر مثالاً له، العيش المشترك من الريحان مروراً بجزين وصولاً الى صيدا»، مستغرباً «كل اجواء التخويف التي يحاول البعض إشاعتها والتي هي أسلوب الخاسر والضعيف وأصوات النشاز التي تروج لحرب أهلية وتهجير، وأخبار أخرى يفبركها بعض من طالتهم الخسارة وتعرضوا لمحاسبة قاسية من الناخبين على خياراتهم وسياساتهم السيئة التي خربت الوطن وأسهمت في انهيار الدولة». وحيا «أهالي جزين على وقفتهم وكسر حاجز الخوف وجرأتهم في المحاسبة والتغيير».