خبر

مفاجأة مدوية من العيار الثقيل في صيدا – جزين

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

شكّلت نتائج الانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين، مفاجأة مدوية ومن العيار الثقيل، خسر «التيار الوطني الحر» مقعديه اللذين شغلهما زياد اسود وسليم الخوري، ومثلهما النائب ابراهيم عازار المدعوم من الرئيس نبيه بري وحركة «أمل»، مقابل فوز لافت لـ «القوات اللبنانية» بمقعدين في جزين لكل من غادة ايوب بو فاضل وسعيد الاسمر وتحالف النائب الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري في صيدا والدكتور شربل مسعد في جزين.

في قراءة اولية للنتائج، فان تحالف سعد – البزري ربح التحدي بعدما خاض المعركة بعيدا من دعم الثنائي الشيعي معتمداً على المزاج الصيداوي وعنوانه الحفاظ على قرار المدينة المستقل وعدم السماح باختيار اي من نوابها او التدخل في شؤونها، نجح سعد في الحفاظ على مقعده رغم محاولة اسقاطه من «الثنائي السلطوي» وفق ما قال، فيما شكل البزري الذي يدخل الندوة البرلمانية للمرة الاولى مفاجأة اضافية في حصوله على المرتبة الأولى في عدد الاصوات التفضيلية اذ جمع نحو 8600 فيما سعد حصد 7300 صوت، وفاز الدكتور شربل مسعد بالمقعد الماروني الثاني متحالفاً معهما.

توازياً، فازت المرشحة المستقلة الدكتور غادة ايوب بو فاضل وسعيد الاسمر المدعومان من «القوات» حيث شكلت بو فاضل مفاجاة اضافية بحصولها على اكثر عدد اصوات في الدائرة نحو 9 آلاف صوت، ما يعني بوضوح تراجع شعبية التيار البرتقالي والثنائي الشيعي مقابل «القوات»، بدعم بارز من رئيس «تجمع 11 اذار» رجل الاعمال مرعي ابو مرعي، الذي قام بابرام تحالف انتخابي معها تكراراً لما فعله في دورة 2018، وسعى الى تأمين الحاصل، ومع انضمام المهندس يوسف النقيب الى التحالف الثنائي قام بسحب مرشحه نهاد الخولي للفوز كفريق عمل بغض النظر عن المرشحين، حتى انه لا يخفى على أحد انه لم يكتفِ بهندسة تشكيل اللائحة، بل في تجيير كتلته الناخبة والمقربة منه للتصويت لها (في العام 2018 رشح ابن شقيقته سمير البزري الذي حصد نحو 1400 صوت) وعمد الى فتح الديوانية في الهلالية لحشد التصويت، معتبراً ان المعركة الانتخابية خطوة اولى للتغيير وتأمين مستقبل جيل الشباب بعيدا من الهجرة واليأس.

بالمقابل، فان «التيار الوطني الحر» مني بهزيمة قاسية ومريرة، اذ لم يستطع تأمين حاصل انتخابي واحد وتمزقت صفوفه بفعل خلافاته الداخلية بين اسود (3650 صوتاً) والنائب السابق امل ابو زيد (5200 صوت) وجمع نقيضين على لائحة واحدة وتراجع شعبيته مع نهاية «العهد القوي» الذي اوصل البلد الى الازمات المعيشية والاقتصادية والخانقة، فجاءت الانتخابات فرصة للتعبير عن الغضب والمحاسبة في آن.

ولم ينجح الثنائي الشيعي بايصال مرشحيه وقراره رسمياً دعم المهندس نبيل الزعتري في صيدا والنائب ابرهيم عازار في جزين، رغم حرصه على عدم تشتيت الاصوات بدعم «التيار» في جزين، غير ان المفاجأة تمثلت بالعجز عن بلوغ الحاصل على عكس التوقعات حيث كانت الاجواء توحي بالارتياح لفوز عازار بأحد المقعدين المارونيين في جزين ومنافسة الزعتري على المقعد الثاني في صيدا حيث جمع فقط نحو 3300 صوت. تبقى المفاجاة الاخيرة بما جمعه المهندس يوسف النقيب (4400 صوت) بخلاف المتوقع رغم قرار «الجماعة الاسلامية» دعمه وفق اتفاق مبرم معه، فيما الحراك الاحتجاجي توزع على 3 لوائح ولم يحدث اي فرق، باستثناء ما يمكن قراءته لما جمعته المرشحة المستقلة على لائحة «نحن التغيير» المدعومة من ائتلاف ثورة 17 تشرين هانية الزعتري (3100 صوتا) القريب مما جمعه النقيب (4400 صوت) والزعتري (3300 صوت) في اشارة الى تبدل المزاج الشعبي والاحتجاجي.