جاء في “المركزية”:
يخوض العهد منذ اسابيع معركة التحذير من مال انتخابي يصرف بطرق غير قانونية قد يتهدد نزاهة الاستحقاق. امس، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن “ترحيب لبنان بمشاركة بعثة من المنظمة الدولية الفرانكوفونية في مراقبة الانتخابات النيابية يوم الاحد المقبل”، وذلك خلال استقباله في قصر بعبدا رئيسة البعثة ألدا غريولي، مع افراد البعثة، وابلغها ان “لبنان يقدر للامينة العامة للمنظمة الدولية الفرانكوفونية لويز موشيكيوابو مبادرتها بتكليف بعثة من المنظمة لمراقبة الانتخابات”. لكنه، وفي وقت لفت الى ان “كل الإجراءات اتخذت كي تجري العملية الانتخابية في أجواء من الشفافية والحرية والتنافس الديموقراطي”، اشار الى ان ثمة تقارير وردت اليه عن “لجوء بعض المرشحين الى استخدام المال الانتخابي، الامر الذي يستوجب تدخل هيئة الاشراف على الانتخابات والجهات القضائية المختصة لمنع استمرار هذه التصرفات التي يمكن ان تؤثر سلبا على خيارات الناخبين”.
التيار الوطني الحر بدوره، يتهم خصومه بتجاوز سقوف الانفاق الانتخابي. في السياق، اعتبرت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في “التيار” في بيان امس، أن “القوات اللبنانية تصر على الإنكار في معرض التغطية على إنفاقها الإنتخابي والإعلاني والإعلامي غير المسبوق، وتبرير اختراقها المجتمع عبر سوسة المال السياسي المقيم والمستورَد”. وأضافت: “تعتقد قيادة القوات أنها بالإنكار والكذب والشتم تستطيع ستر عوراتها، وهي وفيرة، ولن يكون آخرها تلطيخ المجتمع بالمال الوسخ وشراء الذمم والضمائر، تماما كما اشترت في عكار وغيرها مرشّحين في لوائحها. تابعت “ليس من داعٍ لانتظار انتهاء الإنتخابات، فالمصروف يُقرأ من عناوينه ولوحاته وبرامجه التلفزيونية المشتراة، ومن دراسات احصائية موثّقة أصبحت في حوذتنا تحدد بالأرقام مجمل قيمة الانفاق القواتي. ولتدرك قيادة القوات أننا وراءها، سياسياً وخطابياً وقضائياً، في كشف توظيفها المال الانتخابي لتلطيخ المجتمع وسرقة الأصوات، ولن تنفعها محاولات التستّر، وهي معروفة لنا تماماً، عبر استخدامها التزوير محليا وخارجيا لطمس حقيقة حجم انفاقها الإنتخابي”.
هذه المواقف تؤكد بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان العهد يتهيأ منذ الآن للسيناريو الأسوأ انتخابيا. ففي حال خسر الحزب البرتقالي الاستحقاق خاصة على الساحة المسيحية، فإن الحجة جاهزة: الخصوم اشتروا الذمم والضمائر، من هنا، فإن هذه النتيجة مزيفة ولا تعكس الحقيقة!
على الارجح، التيار لن يكتفي بهذا الاعتراض اللفظي، بل سيذهب أبعد، نحو الطعن بالنتائج، امام المجلس الدستوري.
اما اذا تمكن التيار من الفوز من جديد بالاكثرية المسيحية، ونجحت تحالفاته مع حزب الله وحركة امل وتيار المردة، والتي قامت لهدف واحد أوحد الا وهو تعزيز حظوظ “الوطني الحر”، بالانتصار من جديد، فإن رواية الانفاق الانتخابي والمال الانتخابي، ستنام في الادراج وترتاح، ومَن يعِش يرَ، تختم المصادر.