خبر

ستريدا جعجع: الوراثة والعائلية والأحادية

ستريدا جعجع، النائب في البرلمان منذ 2005، زوجة "المناضل السياسي الموقوف والمسجون"، "زعيمة" في بشرّي والجوار، منظّمة مهرجانات الأرز، راعية الخدمات والتقديمات والمنح والمساعدات في زمن الانتخابات النيابية.

حول النائب ستريدا جعجع، التفّ العديد من المرشّحين والقياديين في القوات اللبنانية، وبقيت هي الثابت الوحيد. ولو أنّ رصيد الصيت الكامل لزعماء الحرب الأهلية يذهب إلى رئيس القوات، إلا أنّ جعجع جزء من هذه الطبقة التي خلعت البدلة الزيتية عنها ووضّبت البندقية وتهندمت من أجل الدخول إلى الحياة السياسية كأن لا مجازر وقعت ولا قتلى سقطوا ولا مناطق تمّ تهجيرها.

النائب ستريدا وريث سياسي غير معلن، لسمير جعجع، في زمن السجن وما بعده. الزعيم، "القاعد على التلّة" بحسب تعبير شريكه في السلطة والحكم والانتخابات النائب السابق وليد جنبلاط، بحاجة إلى هذا الدور الذي تلعبه جعجع بفعل الفراغ الذي يخلّفه نتيجة صعوبة تنقلّه وهاجسه الأمني الدائم والمفهوم. ليس مستحباً أن يزور قرية من قرى بشرّ لتوزيع كراتين إعاشة، ولا لائقاً بحق مرشّح لرئاسة الجمهورية أن ينثر بزور زراعية على مرزاعي بشري، أو حتى ابتزاز آخرين وتمنينهم بخدمات طبية قُدّمت لهم أبان سيطرة القوات على وزارة الصحة.

في القوات اللبنانية، وعكس سائر القوى والتيارات والتكتلات الأخرى، ثمة رأسين على مستوى النواب. النائب جورج عدوان الذي يدير كل العملية السياسية والبرلمانية والوزارية، وستريدا المسؤولة الأولى عن ملف الإعاشات والمساعدات والجولات والزيارات. حتى في هذا، الأمور الشكلية والدعائية متروكة لها، لتعويمها وإبقائها على مسافة قريبة من الإعلام والإعلان. حتى حين تتحدّث في السياسة، تقول شعراً بصيغة شعرية وإلقاءٍ شعري.

النائب ستريدا جعجع، سيدة بشري الأولى لا منافس لها في الدائرة لكون لا مباراة تُلعب أساساً. لأنّ كل أمور بشري موضوعة في يدها، والمساس بها سياسياً يعني اقتحام معقل القوات، لذا يكون الدفاع مستميتاً عنها سياسياً وانتخابياً وإعلامياً. سقوط ستريدا جعجع في الانتخابات النيابية، يعني جملة من الأمور منها كسر القالب القواتية والسيطرة المحكمة على القضاء الذي تحوّل إلى مربّع لا يختلف كثيراً عن المربّعات السياسية التي يسعى حزب الله وحركة أمل على المحافظة عليها في الجنوب والبقاع. ويعني أيضاً ضربة للإقطاع السياسي الجديد الذي كرّسه آل جعجع في بشرّي، ولا يختلف كثيراً عن الإقطاع المستجدّ الذي يحاول تولديه جبران باسيل في البترون. كما يعني كسر أحادية التنظيم الحزبي حتى داخل القوات اللبنانية التي مهما دارت الأمور فيها تعود لتخلص إلى ثنائي آل جعجع.

النائب ستريدا جعجع، إن كان لا البد من تذكّر أحد مواقفها فهو ترحيبها بالوزير جبران باسيل في مهرجانات الأرز وتأكيدها على الحرص على العلاقة معه ومع التيار الوطني والتحالف الاستراتيجي بين الطرفين.