خبر

هل من عوائق تهدّد الإنفتاحة الخليجيّة على لبنان؟

جاء في “المركزية”:

تعتقد مصادر دبلوماسية لبنانية وعربية أن “منتدى الدوحة” في نسخته العشرين المنعقد منذ صباح اليوم في قطر تحت عنوان “التحول إلى عصر جديد” سيشكل اولى حقل التجارب للتثبت من امكانية تزخيم “المبادرة الكويتية” التي سجلت تطورا مهما مطلع الاسبوع الجاري بما تضمنه الموقف الذي عبرت عنه الخارجية السعودية من ترحيب بتعهدات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالعمل ما بوسع حكومته لترميم العلاقات بين لبنان والمملكة والدول الخليجية وتحديد الخطوة التالية لفك العقوبات الاقتصادية المفروضة على لبنان واعادة التمثيل الدبلوماسي الى ما كان عليه الوضع قبل الأسبوع الاخير من تشرين الاول الماضي تاريخ سحب بعض سفراء الخليج وطرد نظرائهم اللبنانيين منها.

وقالت هذه المصادر في توقعاتها لـ”المركزية” ان ميقاتي الذي شارك ومنذ ان فرضت العقوبات السعودية والخليجية في اكثر من منتدى ومؤتمر إقليمي ودولي التقى خلالها وزراء الخارجية الخليجيين ومن يمثل حكوماتهم من دون اي لقاء يجمعه بالمسؤولين السعوديين رغم وجودهم جنبا الى جنب في اروقة المؤتمر وقاعاته ولذلك فإن اي لقاء من هذا النوع في قطر سيشكل إشارة ايجابية توحي بما يمكن ان تنتهي اليه الخطوات الإيجابية الجديدة لتتحول أكبر حجما وأهمية وصولا الى استعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وحاضنته الخليجية.

ولا تغفل المراجع نفسها الى التجربة عينها التي عاشها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، فهو لم يلتق بأي مسؤول سعودي ايضا في عدة مؤتمرات من اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب في 30 كانون الثاني الماضي في العاصمة الكويتية  الى مؤتمر روما وصولا الى “المنتدى الدبلوماسي في انطاليا” وما بينهما من مؤتمرات شملت عددا من العواصم العربية والغربية ومنها مؤتمر وزراء الخارجية العرب في دورته العادية الذي عقد برئاسته  قبل عشرة ايام في القاهرة متسلما المهام التي كان يشغلها نظيره الكويتي.

وعلى هذه الخلفيات، تحاشت هذه المصادر الاشارة الى اي لقاء محتمل بين ميقاتي ومسؤولين سعوديين سيحضرون المؤتمر بانتظار الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية الكويتية الذي كان ينتظر وصول ميقاتي الى الدوحة ليعقد معه أولى اللقاءات التي تلت الانفراجة في العلاقات اللبنانية – الخليجية. ولم تتوفر أي معلومات بعد عن جدول اعمال ميقاتي ووزيري الصحة فراس ابيض والبيئة ناصر ياسين رغم ان نظرائهم من مختلف دول الخليج العربي سيكونوا الى جانبهم في مسلسل الندوات المقررة في اروقة المؤتمر وقاعاته المخصصة للبحث في قضايا صحية وبيئية واجتماعية تعنيهما مباشرة.

وقبل ان تأتي التطورات بالخبر اليقين عبرت المراجع الدبلوماسية عبر “المركزية” عن قلقها من بعض الخطوات التي تلت الموقف السعودي والتي يمكن ان تنعكس على شكل ومضمون الخطوة التي تترجم البيان الإيجابي. وان أسقطت هذه المراجع من حسابتها موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أشاد بدور المقاومة نازعا عنها صفة “الارهاب” في روما و إمكان انعكاسها على تطور العلاقات مع الخليج العربي باعتبارها كانت سابقة في توقيتها لبيان ميقاتي ولها خلفيات أخرى لا ترتبط بهذا الملف. ولذلك فقد ربطت مخاوفها بما يمكن ان تكون قد انتهت اليه زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الى بيروت وما ينعكس على هذه المهمة.

ولذلك استطردت المصادر لتقول ان عبد اللهيان لم يوجه اي رسالة سلبية الى المملكة العربية السعودية من بيروت باللهجة التصعيدية السابقة التي كان يعتمدها، لا بل فقد اشار الى ان ثمار الاتصالات الجارية بين طهران والرياض عبر بغداد لم يعد موعد قطافها بعيدا بعدما الغيت منذ ايام قليلة الجلسة الخامسة بينهما متأثرة بالجو الدولي المتوتر الذي تسبب به تجميد مفاوضات فيينا لفترة محدودة، ونتائج الغزو الروسي لاوكرانيا وانها على الطريق الايجابي وان موعدا للجولة الخامسة سيحدد في وقت قريب . وهو ما يفسر التصعيد الحوثي في حرب اليمن واستهداف المنشآت السعودية النفطية والمائية الحيوية ردا على تنفيذ قرارات الإعدام بحق عدد من الحوثيين المعتقلين لديها ومواطنين آخرين من الشيعة السعوديين والبحرينيين بتهمة ممارسة الإرهاب والتسبب بقتل مواطنين  سعوديين ومقيمين على أرض المملكة.

ولكن وبالرغم من هذه الخطوات المتعثرة، فقد أبلغ عبد اللهيان المسؤولين اللبنانيين باحتمال تزخيم الاتصالات التي تقودها بغداد رغم الشلل الحكومي فيها بين طهران والرياض من اجل تخفيف التوتر في الخليج ولا سيما في حرب اليمن، وما التصعيد الذي شهدته في الايام الاخيرة سوى من مظاهر شد الحبال بين طرفي الصراع في اللحظات الاخيرة التي تطرح فيها سلة من الأفكار التي يمكن ان يلتقيان عندها توصلا الى وقف نار جديد في اليوم تجهد بعض العواصم الكبرى على التشجيع لاتخاذه انطلاقا من مشاريع التسوية المطروحة ولا سيما المبادرة السعودية المعلن عنها منذ نهاية العام الماضي.

وبناء على ما تقدم، يجدر بالمراقبين التوقف وانتظار ما سيشهده “منتدى الدوحة” من خطوات تشجع على استكشاف المرحلة المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه. وسط اعتقاد كثر بانه لن تكون هناك اي تاثيرات للمواقف الإيرانية التي أطلقها عبد اللهيان من بيروت طالما انه لن يكون لها اي تأثير على المساعي الاميركية لتمويل استجرار الغاز المصري و الكهرباء الاردنية لن يكون لها اي تاثير على الملفات الأخرى. فالطروحات الإيرانية بشأن انتاج الطاقة قديمة العهد ويعرف الجانبين اللبناني والايراني باستحالة تنفيذها طالما ان العقوبات الاميركية والدولية تكبل الجانب الايراني وتقطع صلاته بالخارج.