خبر

ستريدا.. ماري أنطوانيت تسأل عن التغيير وتأكل البسكويت

تحمل النائب ستريدا جعجع الكثير من الألقاب القريبة إلى قلبها وقلب جمهورها في القوات اللبنانية، هي سيّدة بشرّي والجوار، ماما ستريدا، سيّدة القوات الأولى، جبرانة خليل نظراً لأسلوب كلامها وذكرها لعبارات ومواقف جبران خليل جبران في كل ما يلزم ولا يلزم. النائب ستريدا جعجع تبحث اليوم عن التغيير في لبنان، وهي لم تتغّير عن مقعدها النيابي منذ 2005. أنصار القوات اللبنانيين، يسارعون إلى التعبير عن كونهم حزباً ثابتاً على مواقفه ومبادئه ولا يعدّل فيها لمصلحة سياسية أو انتخابية. لكن مهلاً، أليست "القوات اللبنانية" المسؤول الأول عن وصول زعيم التيار الوطني الحرّ النائب السابق، الرئيس الحالي ميشال عون، إلى سدّة الرئاسة؟  ألا تتحمّل القوات اللبنانية، بالتالي، مسؤولية الخراب الذي عمّ على اللبنانيين وتحكّم حزب الله وحلفاؤه بهم؟ 
قد يكون هذا النقاش طويلاً، لكن لا بد من العودة إلى الموقف الذي أطلقته النائب ستريدا جعجع خلال لقاء جمعها مع الهيئات الإدارية لمراكز حزب القوات في بلدات قرى بشرّي. النائب جعجع تؤكد على ضرورة التغيير، وتشدّد على أنّ "اللبنانيين توّاقون للتغيير"، كأنها ثابتة كممثلة حصرية عن قضاء بشري. لهذا القضاء أهمية خاصة عند القوات اللبنانية وآل جعجع، وهما مستعدّان للقيام بأي شيء لمنع تسجيل أي خرق في القضاء على اعتبار أنّ نجاح أي نائب معارض للرغبة القواتية أو خارج عنها يعني أنّ بشرّي باتت مناصفة نائب للقوات نائب للخصوم بعض النظر عن هوية هذا الخصم.
القوات اللبنانية والنائب ستريدا جعجع يديران المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الثالثة من باب المحافظة على بشري حديقةً خلفيةً للحزب والعائلة، فيمكن الفهم تالياً استخفافها في الأقضية الثلاثة الأخرى في هذه الدائرة الانتخابية. العمل الانتخابي القواتي ينصبّ اليوم على بشري، وحدها في دائرة الشمال بينما يتم ترك المرشّحين القواتيين الآخرين لافتراسهم في الكورة والبترون وزغرتا. هذه حال غيّاث يزبك في البترون، وهذه حال المرشّح فادي سعد الذي صعد إلى منبر معراب وقد أضاع أوراق خطابه وكلمته الانتخابية. أما مخايل الدويهي المرشّح في زغرتا فمتروك حتى الساعة أيضاً بلا تحالفات.
النائب ستريدا جعجع تريد التغيير في الحياة السياسية اللبنانية إلا أنّ سيرتها السياسية لا تدلّ على أي اختلاف عن الطبقة السياسية الحاكمة. رعت النائب جعجع، طوال العامين الماضيين، حملات توزيع الإعاشات والمازوت ومواد التعقيم والبذور والشتل على أبناء بشري. بلغتها "أعطيناهم السنّارة وليس السمكة". لكن هذه السنّارة، إن صحّ توزيعها على أبناء القضاء، فهي سنّارة لصيد الطيور. وإن صحّ توزيع النائب جعجع للسنّارات في بشرّي، فهي تحافظ على منطق الزبائنية السياسية مع أهالي المنطقة. هذا منطق الإعاشات الذي يقابله أيضاً منطق الابتزاز الذي وصل إلى حدّ التشّفي بموت أحد المرضى ونشر مقطع فيديو له قبل أشهر من وفاته يشكر فيه النائب جعجع على تقديم العلاج له، مع العلم أنّ العلاج تمّ على حساب وزارة الصحة التي من وظائفها البديهية تأمين الدواء والاستشفاء للبنانيين مجاناً ومن دون شروط ولا منّة ولا حسابات سياسية. 
في بشري، لا اتصالات خلوية منذ ما يقارب الأسبوع بسبب انقطاع الكهرباء، وينام أهلها مع مغيب الشمس لأنّ الكهرباء مقطوعة أيضاً، ربما انقطاع الكهرباء كان سبب عقد الاجتماع مع الهيئات الحزبية في معراب وليس في القضاء. 
لكن النائب ستريدا جعجع أكدت خلال اللقاء الأخير أنّ "هناك من يعملون بجهد لتشييع أجواء في البلاد مفادها بأن التغيير مستحيل في الانتخابات المقبلة وأنها لن تبدّل في الواقع شيئاً". ماري أنطوانيت تسأل عن أحوال الثورة والتغيير وهي تأكل البسكويت.