خبر

خاص ـ تسابق دولي على لبنان… مصالح نفطية استراتيجية

بعد انشغال الساحة اللبنانية بتصاريح وزير الخارجية الإيراني “الواعدة” بإنشاء مَعمَلين لإنتاج الكهرباء في منطقتَي الزهراني والبداوي، تترقب الأوساط الرسمية زيارة متوقعة لوفد أميركي إلى بيروت هذا الأسبوع، في ظل ما تردّد أنه سيضمّ بين أعضائه رئيس الوفد الأميركي إلى المفاوضات الحدودية غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، ما يحث على التكهّن بإحياء المفاوضات غير المباشرة لترسيم الخط البحري بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية. أما الزيارة، فيؤكدها بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية ليُعلن عن زيارة مقرّرة إلى بيروت في الأيام المقبلة لوفد أميركي برئاسة نائبة الوزير أنتوني بلينكن، فيكتوريا نولاند في إطار جولة دولية تشمل لبنان، وروسيا، وبريطانيا.

لكن معلومات صحفية أفادت أن هوكشتاين “لن يكون في عداد الوفد”، بل سيزور لبنان في 20 الحالي “لإعطاء ملف الترسيم صفة مستقلة عن أي ملفات أخرى”.

على وقع الخبر، يتردّد أن شركة “توتال” أرجأت الاستكشاف والتنقيب في البلوك “9”، الأمر الذي ينفيه مصدر في قطاع النفط عبر “موقع القوات اللبنانية الإلكتروني”، ويشدّد على أن شركة “توتال” لم تُصدر بياناً رسمياً بهذا الموضوع، إذ سبق ونُشر أن “توتال” انسحبت من التنقيب في لبنان، فيما استكملت عملها في البلوك رقم 4 ولم تنسحب بعدها واستمرت في عملها. واليوم لا تزال “توتال” ملتزمة الاستكشاف في الرقعة 9 من المياه اللبنانية.

في المقلب الآخر من الشق النفطي، تُشير مصادر متابعة إلى تقرير جديد لـ”هيئة المسح الجيولوجي الأميركية” نُشر في تموز الماضي بهدف تقييم الثروة الغازية والنفطية المحتملة في منطقة شرقي المتوسط إلى احتمال وجود ما يزيد عن 286 تريليون قدم مكعّب من الغاز الطبيعي غير المكتشف بعد والقابل للاستخراج في مختلف أحواض المنطقة”.

وتعتبر في السياق، أن هذه الأرقام تدفع إلى “تزايد اهتمام القوى الإقليمية وبعض الدول الكبرى بالمنطقة، إذ ساهمت هذه الثروة في تضاعف عمليات الاستكشاف والتنقيب في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في ظل غياب اتفاقات ثنائية لترسيم الحدود البحرية بسبب الاختلافات الحادة حول كيفية الترسيم”.

وترجمةً لهذا الاهتمام، تُلفت المصادر إلى أن نفط لبنان وغازه محط اهتمام دولي وتسابق أميركي ـ فرنسي ـ إيراني لتحصيل مصالحها الاستراتيجية ولا سيما النفطية في المنطقة، فكيف إذا كان للبنان تلك الموقع المميّز فيها!

الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة كانت له رؤية معاكسة في هذا الموضوع، إذ يعتبر أن “لبنان لم يجهِّز الأرضية اللازمة كي يحدث هذا التهافت على ثروته النفطية، نافياً نظريّة العرقلة في عملية التنقيب من قِبَل الدول الخارجية، “فالنفط والغاز موجودان في دول عدة في العالم حيث كلفة استخراجه متدنية جداً، وبالتالي لبنان ليس تلك النقطة الاستراتيجية الفريدة من نوعها”.

ويقول في السياق، إن الولايات المتحدة وفرنسا وإيران تحاول إنقاذ لبنان كونه جريحاً في غرفة العمليات لا أكثر، مشيراً إلى أن النفط والغاز الموجودان في مياهنا هما ملكٌ لنا، وعندما يصبح لبنان على جهوزيّته القانونية والتشريعية عندها يبدأ التهافت أو التسابق. أما القول بأن العالم “مشدوق” لنا بسبب ثروتنا النفطية، فهذه المقولة تؤخّرنا في التقدّم في مسار الاستكشاف والتنقيب… فنكتفي بـ”الدلع” ونبتعد عن القيام بأي جهد، خصوصاً أن لبنان يواجه كل أنواع المشاكل التي توجِب علينا تنظيم أنفسنا كي نجذب العالم إلينا.

ويشدّد على ضرورة التحلي بالشفافية في موضوع النفط لا أن نعطي انطباعاً أننا نسعى إلى “شفط” ثروتنا النفطية لتحصيل مكاسب خاصة.​