رأى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني أمس الخميس، أن “غياب الحكومة وعدم الوصول إلى معالجات جدية، هما السبب في الوضع الراهن”. وقال، “لا أحد يفكر فينا، والفرنسي قال لا يمكننا الإستمرار إلا إذا شكلنا حكومة، وتشكيل حكومة وضع برنامج واضح بدءا من الكهرباء قد يجعلنا على الخط الصحيح”. واقترح “رفع الدعم عن البنزين بعد إحصاء سيارات الأجرة والباصات، وتخصيصها بالدعم فقط، وإعادة النظر بالسلة الغذائية التي تشمل الكاكاو والفستق، وإعتماد البطاقة التموينية لأننا ندعم اليوم كبار التجار والمهربين على حساب المواطن”.
وشدد على “القيام بتشريع جدي في مجلس النواب لإلغاء الوكالات الحصرية في شأن الدواء”، وتابع، “لا بد من إلغاء بند الإقتصاد الحر من الدستور، وعلينا أن نتيقن أن لبنان القديم لم يعد موجودا وثمة لبنان جديد. قبل أن تندلع الثورة كان المطلب الأساسي الكهرباء وقظ تلقينا عروضا من الخارج لإصلاح الكهرباء لكن تم رفضها لأن الذين يتمكسون بالقطاع رفضوها”. وطالب “نواب كتلة اللقاء الديمقراطي بالخروج من أي سجال داخلي في شأن رسالة رئيس الجمهورية، فبالبلاد على مشارف أزمة إجتماعية ستتفاقم، وهذا هروب إلى الأمام ونحن لسنا مع الإثنين”. واستدرك، “لن أتعاطى بموضوع رسالة عون وحيثياتها، فلنتعاط بموضوع الكهرباء والبطاقة التموينية والبنزين والوكالات الحصرية والهم المعيشي”.
وعن الأزمة الحكومية قال، “عون باق لآخر عهده، والرئيس المكلف موجود. إذا ألا يمكنك يا سعد الحريري القيام بتضحية؟”. وشدد على “تشكيل حكومة لمحاورة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. فعلى ماذا نحن مختلفون؟ على حقيبتي العدل والداخلية؟ الجميع يتمترس خلف طائفته ويزايد علينا. على الحريري أن يقوم بتضحية، فهل التسوية عيب؟ ولتسوية ليست غلط لأجل الشعب اللبناني. فليكن الحريري عمليا، ونحن نساعده إذا أراد لإنجاز مهمة تشكيل الحكومة. فهذا مطلب كل الدول التي عجزت عن تسهيل التأليف. ومن ثم هم ما عندهم هم إلا لبنان؟”.
واعتبر جنبلاط أن “السعوديين غير راغبين للإلتفات إلى حكومة برئاسة الحريري. ومن الممكن أن يرضوا في ما بعد. لكن المهم تشكيل الحكومة”. وقال، “أخذت في زيارتي لعون كلامه ألا ثلث معطلا. أليس هذا كافيا؟ أنا لا أهادن ولا أهاجم أحدا. همي وقف الإنهيار والإهتمام بشؤون الناس وإقرار البطاقة التموينية ورفع الدعم عن البنزين وإلغاء الوكالات الحصرية ومعالجة الكهرباء.
وأضاف، “الانتخابات ستحصل في موعدها وفق النظام نفسه لإنتاج الشخصيات نفسها وأنا مجبر على السير بالقانون لأن لا قوة لدي لتغييره. وبري يريد لبنان دائرة واحدة لكن المسيحيين لا يريدونه بل يريدون القانون الحالي”.واعتبر أن “القضية الفلسطينية دخلت في مرحلة جديدة، وإسرائيل فشلت في فصل الضفة والقدس عن القطاع، وشعب فلسطين واحد. وهذه جولة من الجولات الدامية وستليها جولات أخرى”.
ورأى أن “الكاردينال الراعي، ومن خلال طرحه الحياد والمؤتمر الدولي يقول للمجتمع الدولي إلتفتوا إلى لبنان. لكن هل يلتفت هذا المجتمع من دون حكومة ومؤسسات؟ نريد حكومة لإستقطاب الدعم الدولي”. وحذر جنبلاط، “ثمة قلق من العتمة، وعندها سيستلم أصحاب المولدات البلد، وأخشى أن إنعكاس أزمة الكهرباء على المستشفيات والقطاعات سيكون مخيفا”. وعن موضوع ترسيم الحدود قال، “إلتزمنا بالمساحة التي عمل من أجلها نبيه بري 10 سنوات، فأتت جهة سياسية مع خبراء جدد وبدأت بالمزايدة، وقد تكون المزايدات خارجية من إيران التي تقول للأميركي موضوع الثورات النفطية في لبنان أنا أقرره”.
وكشف جنبلاط عن أن “الفريق السيادي هزم في لبنان. وبمرحلة معينة بعد 14 آذار كان في أوجه وكان كل همه المحكمة الدولية. ورأينا ما صدر عن المحكمة”. وعن الملف السوري قال، “المخابرات السورية إستلمت السوريين المهجرين وتهددهم بإلغاء تأشيراتهم، وعندها سيصبحون بلا هوية. والشعب الذي تم تهجيره لن يعود إلا بشروط النظام وبعد أن يعاد إعمار سوريا وحيث يريد بشار إذا أراد إعادتهم”. ورأى قضائيا أن “قانون إستقلالية القضاء قد يخرج، وعندها نكون إنتهينا من وصاية السياسيين في القضاء”، وشدد على “إلغاء الطائفية وتأسيس نظام مدني. وحاول كمال جنبلاط القيام بذلك فلم يستطع. ولا مجال الآن للطعن بالطائف وإدخالنا في المجهول”.
وقال جنبلاط، “سمير جعجع لديه حساب واحد وهو زيادة عدد نواب كتلته لكي يكون المسيحي القوي لإنتخابه رئيسا جمهورية”. وتابع، “حزب الله يمثل منظومة سياسية عسكرية تابعة لإيران، وهو موجود ويمثل أيضا شريحة من اللبنانيين. ونبيه بري صديق ورفيق سلاح قديم واعتبره من المدرسة الشيعية التابعة للنجف وهو عربي”.