خبر

“حماس” لـ”الحزب”: وضعنا ممتاز وجهوزيتنا عالية

على وَقع وقفات التضامن اللبنانية والفلسطينية على طول الحدود في الجنوب من الناقورة إلى تخوم مزارع شبعا تضامناً مع الأراضي الفلسطينية المحتلة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، تكثر الأسئلة عن موقع حزب الله وموقفه من هذه المعارك والمواجهات المفتوحة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. ولا بد من الإشارة إلى أنّ التظاهرات التي تحصل على طول الحدود الجنوبية وسط استنفار المواقع العسكرية الإسرائيلية تحظى بالطّبع بدعم حزب الله وتأييده لها، والقول لكل من يهمه الأمر إنّ الفلسطينيين ليسوا لوحدهم في هذه المواجهة. وإذا خرج الأردنيون لدعم الفلسطينيين في مشهد كان محل مفاجأة عند الإسرائيلي، فكيف سيكون حال اللبنانيين واللاجئين في المخيمات من نهر البارد في الشمال إلى الرشيدية في صور؟

ومن هنا يضع الحزب ما يحصل على الحدود في الإطار الطبيعي للوقفات التضامنية مع الفلسطينيين التي تشارك فيها أكثر من جهة. وكانت آخرها اليوم تجمع لـ”تيار المستقبل” في بلدة مروحين الحدودية بحضور النائبة بهية الحريري وآخر لـ”الجماعة الاسلامية” في بلدة العباسية الحدودية. إلّا أنّ الانظار تبقى مشدودة نحو حزب الله، وهذا ما يشغل العقل الإسرائيلي السياسي والعسكري على الدوام، ولا سيما بعد تلقيه كل هذه الضربات من قطاع غزة وتعطيل الحياة اليومية في تل أبيب وأكثر من مدينة إسرائيلية وشلِّها، فضلاً عن انتفاضة أبناء حي الشيخ جراح في القدس والانتفاضة العربية المفتوحة في العمق الإسرائيلي.

بالتأكيد أنّ الحزب لا يُخفي كامل ارتياحه لهذا المشهد الفلسطيني في الداخل وتضامن كل هذه الفصائل في التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية، وهو أنّ الجانب الاسرائيلي فقد أعصابه في هذه المواجهة. وردّاً على القائلين “أين “المقاومة الإسلامية” من خطورة ما يحدث في الداخل الفلسطيني؟”، يأتي الرد بأنّ هذا الموضوع كان محل متابعة ودقيقة أثناء الزيارة التي قام بها وفد قيادة الحزب برئاسة نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم إلى قيادة “حماس” بعدما سمع منها أنّها ليست في حاجة إلى تدخّل لبنان وفتح جبهته. وأنّ أجنحة المقاومة قادرة على المواجهة و”وضعنا ممتاز ونحن في أعلى الجهوزية”.

ويوضح قيادي في حماس” لـ”النهار” أنّها “ليست في حاجة إلى فتح جبهة عسكرية على الحدود في الجنوب مع العدو الإسرائيلي، وأنّ الحزب لم يُقصّر معنا في الوقوف إلى جانبنا منذ سنوات ومن خلفه الجمهورية الإسلامية في إيران”. وفي المناسبة، لم تؤيّد الحركة إطلاق الصواريخ الثلاثة من سهل القليلة في صور في اتجاه اسرائيل.

ومن هنا لا يردّ الحزب على “أي مزايدة من هنا وهناك”، لكنّه يحرص في الوقت نفسه على تذكير الاسرائيلي بعدم تخطيه “قواعد الاشتباك” التي رفعها السيد حسن نصرالله بتذكير الإسرائيلي بخطورة تجاوز هذا الأمر أو تخطّيه، وعندها لن تقف المقاومة متفرجة. ولا يحتاج الحزب هنا إلى تذكير بالدور الذي للمقاومة الفلسطينية بمدها في قطاع غزة بكل هذه الترسانة من الأعتدة والصواريخ البعيدة المدى طوال السنوات الأخيرة والتي يقطف ثمارها اليوم في استهدافها العمق الإسرئيلي. والتي جاءت نتيجة تضافر جهود محور المقاومة.

ولا يُخفي الفلسطينيون والمسؤولون عن فصائل مقاومتهم كيف عملت إيران على تزويدهم بهذه الصواريخ وتهريبها الى غزة مع التذكير بأنّ صاروخ “كورنيت” الروسي وصل الى غزة عن طريق سوريا. ويبقى أنّ “حزب الله” في حالة استنفار شديدة ولا سيما قطاعاته العسكرية تحسّباً من حصول أي تطور في الميدان وهو ليس في حاجة إلى الإعلان عن بيانات يومية في هذه الخصوص تقول انهم في موقع المساند للشعب الفلسطيني في غزة أو في داخل إسرائيل.