خبر

اختلاف بين عون ونصرالله بشأن واشنطن

أشاد رئيس الجمهورية ميشال عون بالتعاون الجاري بين الولايات المتحدة ولبنان، خلال اجتماعه الجمعة في قصر بعبدا برئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “FBI” كريستوفر راي في حضور وزير العدل سليم جريصاتي، والسفيرة الأميركية اليزابيت ريشارد والوفد المرافق.

وهذه أول زيارة لكريستوفر راي إلى لبنان، منذ تعيينه في منصب رئيس “FBI” في 2 شباط الماضي خلفا لجيمس كومي.

وتأتي هذه الزيارة بعد أنباء عن نية الولايات المتحدة في تخفيض مساعداتها العسكرية للبنان، نتيجة الدور الذي يلعبه حزب الله، والاتهامات التي تلاحق الجيش بالتعاون مع الحزب.

وأكد عون خلال اللقاء أن لبنان نجح في مواجهة التحديات الأمنية والإرهاب بفضل كفاءة الجيش اللبناني، والدعم الذي قدمته له الدول الصديقة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أهمية استمرار التعاون في هذا المجال، لا سيما وأن للجيش الدور المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار.

وشدد عون على أن لبنان الذي قضى على المجموعات الإرهابية في الجرود البقاعية وحيثما وجدت في الداخل اللبناني، يواصل ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة تمهيدا للقضاء عليها ومنعها من تنفيذ أي اعتداءات. وأكد على العلاقات التي تربط بين لبنان والولايات المتحدة، وضرورة تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة.

وتتناقض تصريحات عون المشيدة بالتعاون مع واشنطن ورأي حليفه حزب الله، الذي أطل زعيمه حسن نصرالله قبل يوم بمناسبة الاحتفال بعاشوراء مهاجما الدور الأميركي في المنطقة، ناصحا اللبنانيين بتصنيفها في خانة “الأعداء”.

وقال نصرالله “نحن ننظر إلى الولايات المتحدة على أنها عدو، وهناك من ينظر إليها على أنها صديق وحليف في المنطقة”، سائلا “اللبنانيين الذين نختلف معهم حول هذه المسألة، كيف يمكنهم أن يدلونا على إمكانية الصداقة مع أميركا؟”.

ويرى محللون أن عون يتصرف من منطلق رجل دولة، وهو يدرك مدى أهمية التعاون مع الولايات المتحدة التي تشكل أحد الداعمين الأساسيين للبنان وخاصة للمؤسسة العسكرية، حيث بلغ إجمالي المساعدات الأميركية للجيش اللبناني هذا العام فقط أكثر من 160 مليون دولار.

ويشير هؤلاء إلى أن عون ورغم التحالف الاستراتيجي الذي يربطه بحزب الله بيد أن ذلك لا يعني التماهي بالمطلق مع مواقف “الحزب” وسياساته الرامية إلى تحويل لبنان إلى رهينة بأيدي إيران.

ويدرك عون أن وقف المساعدات الأميركية عن المؤسسة العسكرية اللبنانية، وهو أحد أبنائها، سيضر كثيرا بها.

وأكد كريستوفر راي “تقديم المزيد من الدعم والتدريب للجيش اللبناني الذي أثبت قدرة وكفاءة عاليتين في حفظ الأمن في لبنان ومكافحة الإرهاب التي تبقى من أولويات الإدارة الأميركية”.

ويقول متابعون إن تصريحات راي من شأنها طمأنة لبنان باستمرار الغطاء الأميركي، رغم الضغوط الإسرائيلية التي تطالب خاصة بوقف المساعدات عن الجيش اللبناني.

ويشير المتابعون إلى أن الولايات المتحدة لا تزال على موقفها لجهة استمرار الدعم، لأنها تدرك أنه ليس من الصواب القيام بهكذا خطوة تصب في صالح حزب الله.

وتأمل الولايات المتحدة في أن يلعب الجيش اللبناني دورا متقدما في حماية لبنان وحدوده، وقد طالبت خلال جلسة للتمديد لقوات الطوارئ الدولية في لبنان “اليونفيل” في مجلس الأمن الشهر الماضي بتضمين بند ينص على تحمل الجيش جزءا من المسؤوليات التي تقع على عاتق تلك القوة، وقد تمت فعلا الاستجابة لهذا الطلب من قبل أعضاء المجلس.