زيارة النائب نديم بشير الجميل الى إهدن هذا الأسبوع ليست زيارة عادية وهدفها محصور في تقديم واجب العزاء بوفاة روبير فرنجية عم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
هذه أول مرة يزور فيها الجميل إهدن ويضع إكليلا من الزهر على ضريح الراحل طوني فرنجية والد سليمان، وهذه بادرة “شجاعة” لها دلالات رمزية وخطوة عملية على طريق الإقفال النهائي لصفحة مجزرة إهدن التي حدثت في العام 1978 واتهم بها حزب الكتائب الذي كان في تلك الفترة واقعا تحت تأثير ونفوذ الرئيس بشير الجميل.
وبالتالي، فإن زيارة نديم الجميل الى إهدن تصب في إطار ملف المصالحة المسيحية وتصفية ما تبقى من رواسب الماضي.
ثمة بعد سياسي آخر لزيارة النائب نديم الجميل، والتي تلت مباشرة زيارة النائب سامي الجميل الى بنشعي للتعزية وللتداول في آخر التطورات الحكومية والسياسية.
مع ما يعنيه ذلك من مؤشر إيجابي بشأن مستقبل العلاقة بين “المردة” والكتائب والسير بها نحو مزيد من التنسيق السياسي في مواجهة ثنائية مسيحية متنافسة فيما بينها ولكنها طغت على المشهد السياسي المسيحي واستولت عليه.
ومع تسجيل “المردة” والكتائب نتائج متواضعة في الانتخابات النيابية الأخيرة مقارنة بما حصل عليه التيار والقوات، فإن معادلة “الأحزاب المسيحية الأربعة” التي كرستها اجتماعات بكركي قبل سنوات (عون – الجميل – جعجع – فرنجية) يكون قد طرأ عليها تعديل واختل فيها عنصر التكافؤ، ولم تعد تصلح كصيغة سياسية متناسبة مع الأحجام الجديدة.
“المردة” والكتائب حصل كل منهما على ثلاثة مقاعد نيابية، ولكن تيار “المردة” أفلت من “الحرمان الحكومي” عندما نجح في توسيع كتلته لتصبح ٧ نواب بعقد تحالفات مع نائب كسروان فريد هيكل الخازن ونائب جبيل مصطفى الحسيني ونائب طرابلس فيصل كرامي ونائب الضنية جهاد الصمد، في حين أن الكتائب لم توفق في عقد تحالفات نيابية وتوسيع كتلتها لتظل هي والحزب القومي دون سقف الـ ٤ نواب وخارج الحكومة.