يشارك مجلس كنائس الشرق الاوسط بشخص أمينته العامّة ثريا بشعلاني، في مؤتمر تنظمّه الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة بين ١٣ و١٤ أيلول الجاري في جامعة أوربانيانا الحبرية في الڤاتيكان وبمشاركة أكثر من 50 هيئة دولية وممثلي مجالس الأساقفة والمؤسسات الكنسيّة والجمعيات الرهبانيّة العاملة في سوريا والعراق ولبنان والدول المجاورة وعدد من فروع كاريتاس وهيئات أعمال المحبة، الى جانب سفراء الفاتيكان في كل من سوريا والعراق ولبنان وتركيا.
هذه المبادرة التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس قبل ست سنوات لمواجهة أزمة اللاجئين الانسانيّة عبر مشاركة المؤسسات الكنسية كافة في أعمال المحبة والمساعدة، تخصصّ في جلساتها حيزًا كبيرًا لمناقشة سبل عودة المهاجرين واللاجئين، وتطرح التحدّيات والتوقعات في كلّ من سوريا والعراق، وهذا ما تشدّد عليه الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في مداخلتها التي تتمحور حول نقاط أساسية واستراتيجية تتلخص أولًا في الحاجة الملحّة لاستمرار الدعم الإنساني للاجئين والنازحين والمحتاجين لناحية العمل الإغاثي، وتلفت الى أن الإنتقال الى مرحلة دعم صمود الناس ومبادرات التنمية بات أمرًا أكثر إلحاحًا وإلا فنحن أمام إستنزاف للموارد من الجهّات والدول المانحة.
ثانيًا الإقرار بأن الحاجة ملّحة لإعادة تقييم آليات تدخّل الكنائس في العمليات الإغاثيّة لكن ضرورة موازاة ذلك مع الانخراط في التأثير الإيجابي لإنجاز تسوية سياسية للأزمات التي نواجهها كحل مستدام، وهذا ما يستدعي تغييرًا في الذهنيات وبناء قواعد مصالحة بين المتنازعين.
كما ستطالب بشعلاني ببناء منصّات تواصل وإعلام تعنى بعملية بلورة قيَم السلام والعدالة والمصالحة، بالإضافة الى الإستثمار في التربية بما يكفل تفادي الأزمات بدلًا من معالجة تداعياتها. وكل ذلك لا يتحقّق إلا على قاعدةٍ أن الإستثمار في بناء الديمقراطية والحرّية والعدالة الإجتماعيّة كما حماية التعدّدية هو الكفيل بإنهاء صراع الهويّات الذي يمزّق سوريا والعراق على نحو خاص.