خبر

تسليم وتسلم في رئاسة بعثة اليونيفيل

أقيم في المقر العام الـ “يونيفيل” اليوم الثلثاء، احتفال بانتقال السلطة في قيادة “اليونيفيل” بين اللواء مايكل بيري (ايرلندي) وخلفه اللواء ستيفانو ديل كول (ايطالي). وتم التسليم والتسلم في ساحة النصب التذكاري لضحايا “اليونيفيل”، في حضور وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني ممثلًا رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، النائب علي بزي ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزيرة الدفاع الايطالية اليزابيتا تيرنتا، ممثل وزير الداخلية محافظ الجنوب منصور ضو، والسفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد، السفير الايطالي ماسيمو ماروتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، ورئيس أركان الدفاع في الجيش الايطالي كلوديو غرازيانو، ونائب رئيس اركان العمليات في الجيش الايرلندي كيرين برينن، وممثلي رؤساء الاجهزة الامنية وفاعليات.

بدأ الاحتفال بعرض عسكري رمزي عرض خلاله بيري وديل كول ثلة من عناصر “اليونيفيل”، حيث قدمت التحية العسكرية لهما، ثم عزف لحن الموتى والنشيدان اللبناني والامم المتحدة على وقع عزف الموسيقى ورفع العلمين اللبناني والامم المتحدة واعلام الدول المشاركة في “اليونيفيل”.

ثم وضع بيري إكليلا على النصب التذكاري لضحايا “اليونيفيل”، تلاه قائد الجيش العماد عون بوضع اكليل على النصب، ثم قدم عون لبيري درع الجيش تقديرا لدوره في عملية السلام في جنوب لبنان.

بعدها وقع بيري وديل كول مراسم التسليم والتسلم، ليتسلم ديل كول علم الامم المتحدة من سلفه بيري إيذانا ببدء مهماته قائدا ورئيسا لبعثة “اليونيفيل” في لبنان.

ثم ألقى بيري كلمة قال فيها: “إنه لمن دواعي سروري، وشرف لي، أن أرحب بكم جميعا اليوم وأنتم تشهدون حفل انتقال القيادة التابع لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. وأود بداية أن أهنئ اللواء ستيفانو ديل كول من القوات المسلحة الإيطالية على تعيينه، وعلى الثقة التي منحت له من الأمين العام للأمم المتحدة وحكومة إيطاليا لتولي هذا الدور. قبل عامين كنت في موقف مماثل، وقد مضى الوقت سريعا. أذكر بوضوح ذاك الشعور بالاعتزاز، والحماسة وبعض الرهبة في ذلك اليوم من تموز 2016، وأنا أتطلع الى التحديات التي تنتظرني هنا مع اليونيفيل في جنوب لبنان. ولهذا السبب، ينتابني شعور يفوق الإحساس بالحزن، فوقتي هنا شارف نهايته، وها أنذا أسلم عباءة القيادة الى رئيس البعثة وقائد القوة القادم للسير باليونيفيل مستقبلا. إنها بالطبع مناسبة لي لكي أشكر الناس، وأود أولا وقبل كل شيء أن أشكر حكومة لبنان، والمرجعيات الدينية والسلطات المدنية والمحلية في الجنوب، والشعب اللبناني الذي نشاركه منطقة عملياتنا. وأشكر الحكومة على دعمها الثابت لليونيفيل والتزامها تطبيق ال1701، والمرجعيات الدينية والسلطات المدنية والمحلية، على قيادتها وتوجيههم ودعمهم للبعثة، والشعب اللبناني على دعمه المستمر وقبول وجودنا، وفي بعض الأحيان تدخلنا اليومي بينهم. أريد أن أشكر القوات المسلحة اللبنانية، الشريك الاستراتيجي لليونيفيل. لقد عاينت بإعجاب تطور قدرات القوات المسلحة اللبنانية التي أظهرت قدرتها على الدفاع عن الحدود السيادية للبنان وعلى القيام بعمليات مع اليونيفيل هنا في الجنوب. أشكر الزملاء جميعا في القوات المسلحة اللبنانية على جهودهم معنا يوما” بعد يوم، وأتطلع الى اليوم الذي تستطيع فيه اليونيفيل في نهاية المطاف تسليم منطقة العمليات هذه، الى القوات المسلحة اللبنانية الجيش السيادي للبنان”.
وتابع: “أريد ان أشكر العديد من الأصدقاء والداعمين لليونيفيل، ورجال ونساء اليونيفيل من العسكريين والمدنيين على دعمكم لي طوال مدة ولايتي. فمن دون مهنيتكم واجتهادكم وجهودكم، ما كان لهذه البعثة أن تصل الى ما هي عليه اليوم. أود أن ألفت انتباه كل واحد منكم اليوم، الى أننا استمتعنا باثنتي عشرة سنة من الهدوء، وعلى عاتقكم مواصلة عملكم الجيد من أجل السلام والأمن الدوليين”.

وأضاف: “أود أن احتفظ بكلمة شكر خاصة للقيادة العليا في البعثة. شكرا لدعمكم ونصيحتكم وتوجيهاتكم وصداقتكم لي طوال هذه الفترة. أتمنى لكم التوفيق جميعا في المستقبل، وأنا على يقين أنكم ستدعمون خليفتي كما كنتم معي تماما. لقد كانت هذه المدة خاصة جدا بالنسبة الي، وإني اغادر مع ذكريات عزيزة لبلد وشعب سأحملهما في قلبي. واليوم، لن أقول وداعا، بل الى اللقاء من جديد. آمل أن أعود في وقت ما في المستقبل لأرى ثمرة مساعينا هنا، الرخاء والسلام للشعب اللبناني. سأترككم مع قول بلغتي الأم: أتمنى لكم النجاح والتوفيق في مسيرتكم”.

ثم ألقى ديل كول كلمة قال فيها: “يسرني رؤية العديد من الأصدقاء والداعمين لليونيفيل الحاضرين معنا اليوم، وأود أن أعرب عن خالص تقديري لكم جميعا على حضوركم حفل انتقال القيادة، كما والترحيب بي كرئيس للبعثة وقائد عام لليونيفيل”.

وأضاف: “أعرف من تجربتي السابقة هنا أن اليونيفيل تضطلع بدور رئيسي في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لضمان الاستقرار في هذه المنطقة. فبالعمل مع الأفرقاء، حافظنا منذ اثنتي عشرة سنة الى الآن على الهدوء والاستقرار على طول الخط الأزرق وفي ظروف صعبة للغاية. وتحت قيادتي، ستستمر اليونيفيل في البناء على هذا وعمل كل ما بوسعها لتحصين لبنان والشعب اللبناني من الأحداث التي قد تقع في المنطقة.
في الواقع، أنا فخور جدا بأن يكون بيننا اليوم رئيسي الأول، رئيس البعثة وقائد القوة الأسبق في اليونيفيل، اللواء الركن كلاوديو غراتسيانو”.

وتابع: “إن وجود هذا الحشد الكريم هنا اليوم يبعث على الاطمئنان الى أنه يمكنني الاعتماد على دعم وتعاون مجموعة واسعة من الشركاء المحليين والدوليين، فضلا عن أصحاب الخبرة والجدارة من العسكريين والمدنيين في اليونيفيل. بتولي هذا الدور، لا بد من الاعتراف بجهود وإرث كل من سبقني. واسمحوا لي بأن أخص بالذكر العمل الشاق والمثابرة لسلفي اللواء بيري. أود أن أشكره على استقباله الحار وعلى المعرفة والبصيرة التي شاركني بها أثناء فترة التسليم والتسلم. فأتعهد أمامكم في هذا اليوم بأني سأواصل قيادة اليونيفيل على الدرب نفسه المؤدي الى تطبيق قرار مجلس الامن 1701. هذا القرار وغيره من قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، تشكل المظلة التي توجه مهمة اليونيفيل وتؤمن حمايتنا كحفظة للسلام، والأهم من ذلك أنها تحمي جنوب لبنان من ويلات الحرب التي لحقت بهذه الأرض على مدى عقود”.
وأضاف: “أثناء قيادتي تنفيذ مهمة اليونيفيل، سأتطلع إليكم، الى القيادات في لبنان وبالأخص هنا في الجنوب، بصفتكم شركاء رئيسيين وملتزمين في هذا المسعى. وانطلاقا من روح الشراكة الحقيقية، من المهم بالنسبة الي الإصغاء الى هواجسكم واقتراحاتكم باعتباره أفضل السبل للمضي قدما في طريق السلام. وبروح الشراكة نفسها، أتطلع الى العمل بشكل وثيق مع جميع القوى الأمنية اللبنانية- مع شركائنا الاستراتيجيين في القوات المسلحة اللبنانية، فضلا عن الأمن العام وقوى الأمن الداخلي. وبالإضافة الى العمل مع السلطات المدنية، يمكننا أن نضمن مستقبل لبنان والشعب البناني. إنني ممتن حقا للثقة التي أولتني إياها الأمم المتحدة وحكومة إيطاليا، والأهم أيضا ثقة الشعب في جنوب لبنان. أغتنم هذه الفرصة لأؤكد لكم جميعا أنني سألتزم التزاما تاما الجهود المشتركة التي نبذلها لإحلال السلام والاستقرار في جنوب لبنان”.

وختم: “يمكن لأحلامنا أن تتحقق كلها إذا ما كان لدينا الشجاعة”.

واختتم الاحتفال بكوكتيل على شرف الحضور.