صحيفة الأخبار
تباينت المعطيات في مخيم المية ومية بشأن حقيقة ملابسات وفاة أحد عناصر تنظيم «أنصار الله» بلال زيدان، بعدما عثر على جثته في أحد أزقة المخيم وعليها آثار خنق وتعذيب، وفق مصادر أمنية لبنانية. نهاية الشاب المعروف بسمعته الحسنة حيث يقيم في المية ومية، لا تقلّ غموضاً عن إعلان جماعته اعتقاله لاتهامه بالتخطيط لاغتيال أمينه العام الشيخ جمال سليمان قبل نحو أسبوع.
على نحو متسارع، أعلنت «انصار الله» توقيف شبكة خططت بإيعاز من جهة خارجية، لجمع معلومات عن سليمان ورصده، وصولاً إلى اغتياله بعبوة ناسفة داخل المخيم الذي يبسط نفوذه عليه. وبحسب المصادر، رفض سليمان تلبية طلب الجيش اللبناني تسليم زيدان من أجل التحقيق معه. إلا أن «جماعة أنصار الله» وزعت صوراً للموقوف، وأكدت اعترافه بالاتهامات المنسوبة إليه، وفي اليوم التالي (أمس)، عُثرَ على المتهم مقتولاً.
وتقول مصادر جماعة «أنصار الله» إن بلال زيدان شنق نفسه في مكان احتجازه. أما أقرباء القتيل ومصادر أمنية، فقد أكدوا بعد معاينة الجثة التي نقلت إلى مستشفى الهمشري، أنه تعرّض للقتل. زيدان كان واحداً من نحو 15 عنصراً من «أنصار الله» حاولوا في الآونة الأخيرة الانفصال عن هذه المجموعة، بسبب توقف قيادتها عن دفع الرواتب والمساعدات المالية التي تمنحها لعناصرها، ما يطرح تساؤلات عن حقيقة ما جرى، وهل عوقب زيدان لمحاولته الانفصال أم أنه كان ضحية كمين أم رسالة ما؟
اللافت للانتباه ما أشاعه محسوبون على جماعة «أنصار الله» باتهامهم مسؤولاً مالياً في حركة «فتح» بالوقوف وراء اغتيال بلال زيدان. فإذا صحّ ذلك، فهل ثمة تصفية حسابات بين الطرفين، أم توجيه رسائل فقط؟