خبر

كان اسمها صلحا…

محمد نزال – الأخبار

ليس حبّاً بذكر المجازر، لذاتها، وليس بدافع مِن مازوشيّة جماعيّة، كما ليس أنساً بانكسار لتأبيده… بل، وببساطة، لأنّ تلك الأشياء حصلت، ثم طُمِست أو تكاد. لأنّ ذاك الكيان، الإسرائيلي، الداخل اليوم في «صفقة عصر» لكسب شرعيّة، أخلاقيّة وأشياء أخرى، هو مَن فعل تلك المجازر، ولم يتنصّل مِنها… هذا إن كان للسيف أن يتنصّل مِن غمده. لأنّ هناك مِن ولد وشبّ على حياة، هنا، ولم يُحط بتلك الفظاعات علماً. لأنّ القاتل، الذي خرج عنده مَن أرّخ لأفعاله، نسبيّاً، فيما كان القتيل يُلملم ما بقي مِن حياة، ثم يُهمَل مِمّن أؤتمن على تلك الحياة. لأنّ هناك مَن قصّر، وهناك مَن استسهل، وهناك مَن ضحك أو بكى ورحل. لكلّ ذلك، وأكثر، نورد اليوم حكايات بعض تلك المجازر، على ضحالة ما في الأرشيف، فضلاً عن شحيح الذاكرة الشفويّة، بعد طول المدّة، ليعرف مَن لا يَعرف، اليوم، وليَعرف مَن سيأتي بعدنا، غداً، أنّ ذلك حصل، بعض مِمّا حصل، في تموز وأقرانه من أشهر وأيام وسنين وعقود.

تلك صلحا؟ جميلة، وادعة، أين المسجد الذي اغتسلت باحته بدماء أهلها؟ لم يعد موجوداً. ضاع الأثر. أتراه كان هناك، مكان “الهنغار” الأزرق، أم ذاك “الكنيس” حلّ مكانه شمالاً، أم لعلّه “مصنع النبيذ” ذاك غرباً؟ ليس في وسعنا، اليوم، سوى التخمين. مثلنا فعل ابنها يوسف سليم حسن، الذي وقف عند تخومها، قبل 18 عاماً، إثر تحرير الجنوب وقد أصبح شيخاً هرِماً. جال عند حدودها. لا يُمكنه دخولها، ما زالت مُحتلّة، فهي إحدى “القرى اللبنانيّة السبع”. وقف عالياً في مارون الراس، جارتها الشماليّة، وراح يُنقّل بصره في ربوعها. عاد إلى طفولته، إلى حيث حبا، وراقب مِن بعيد مكان “مغر عوبة” الأثري الذي، يوم كان فتى، جازف ودخله. صار يتحزّر، وزوجته معه، أين مواقع الأشياء في قريتهم القديمة. أين المنزل الحجري؟ أين بركة الضيعة؟ أين بيت المختار؟ أين الساحة؟ أين المسجد الذي شهد المجزرة المهولة عام 1948؟ حسبهما التخمين. عجزا عن فهم استحالة اسم القرية “يرؤون” (جزؤها الجنوبي) أو “أفيفيم” (جزؤها الشمالي). لكن هذه أشياء تحدث، وقد حدثت فعلاً، وها هما يُعاينان ويُعانيان. سمعتهما ابنتهما يُردّدان أبيات عتابا حفظاها، هنا، مذ تفتّح وعيهما. هنا الموطن الأصلي للعتابا.

في روايات القتلة
نجا يوسف حسن مِن المجزرة. كان عمره نحو 18 عاماً. صادف، ذاك اليوم، أنّه كان في قرية يارون، جارة صلحا غرباً. كان بإمكانه سماع صوت الكارثة، كغيره في القرى المجاورة، الذين رأوا، بعدما أطبق الصمت، أعمدة الدخان تتصاعد مِن المنازل. عمر يوسف اليوم 90 عاماً تقريباً، ويتذكّر، أو بالأحرى يُحاول. تتمحور ذاكرته، عن المجزرة، حول طلب العصابات الصهيونيّة المُسلّحة تسليم كلّ قطعة سلاح في القرية. يقول: “أخذوا كذا قطعة سلاح، جمعوهم، ما اكتفوا، طلبوا ينادوا يا أهل البلد تعوا تجمعوا… رشّوهم”. قتلوا مِن أهل القرية 105 أشخاص. كان ذلك قبل مجزرة حولا بيوم واحد (أي في تاريخ 30 تشرين الأول). تلك أيّام المجازر المتنقّلة على طول الجليل وجبل عامل. كان لا بدّ، عند بن غوريون وجماعته، أن “تُطهّر” القرى مِن العرب تماماً ليحل “اليشوف” (الاستيطان اليهودي) مكانها.

يكتب المؤرّخ الإسرائيلي بيني موريس عن أحداث تلك الأيّام: “تظلّ التفاصيل عن الفظائع التي ارتُكِبت هزيلة، حيث أنّ أغلب الوثائق المتّصلة بذلك، سواء لدى قوات الدفاع الإسرائيليّة أو وزارة العدل ــ بما في ذلك تقارير لجان التقصّي المختلفة ــ لا يزال سرّيّاً، بيد أنّ بعضها متاح مثل توثيق المدنيين، والقليل مِن الوثائق العسكريّة التي نجت مِن مصفاة الرقابة. وتُظهر تلك الوثائق أنّ الفظائع الرئيسيّة ارتكبت في صلحا وصفصاف والجش وحولا”. الجهة التي ارتكبت مجزرة صلحا، على وجه التحديد، هي قوّات اللواء السابع (شيفع). ينقل موريس، حول ما يتعلّق بصلحا: “يبدو أنّ القوّات فجّرت منزلاً، يُمكن أن يكون مسجد القرية، ما أسفر عن مقتل 60 – 94 شخصاً كانوا بداخله”. أما يوسف نحماني، سمسار الأراضي الصهيوني، الذي عايش تلك الأحداث عن كثب، فيتحدّث عن 60 – 70 رجلاً وامرأة قُتِلوا في المجزرة “رغم رفع العلم الأبيض”. الأخير يكتب عن قلقه مِن “إساءة معاملة العرب” في الجليل، وأنّه نقل ذلك إلى الزعيم الصهيوني آنذاك حاييم وايزمن، لكنّ قلقه هذا ليس نابعاً مِن تعاطف أخلاقي بالضرورة، بل حرصاً على “العلاقات المستقبليّة”. نحماني، الذي كان كلّ همّه استغلال لحظة الضعف وشراء الأراضي، بالتزامن مع المجازر، يكتب بعد مجزرة صلحا وأخواتها: “هذا ليس جيّداً، هذا سيرتدّ علينا وبالاً” (كان ينشط ضمن عمل الصندوق القومي اليهودي). بدوره أهارون كوهين، أحد مؤسّسي حزب “مبام” الإسرائيلي، ينقل عن قائد عصابات “الهاغاناه” (يسرائيل غاليلي) أنّ عدد الذي قضوا في صلحا بالتفجير النهائي بلغ 94 شخصاً. ينقل المؤرّخ موريس مضمون رسالة وصلت (مِن حاييم موشيه شابيرا مؤرّخة في تاريخ 8 تشرين الثاني عام 1948) إلى إيسار بئيري، رئيس جهاز استخبارات الجيش الإسرائيلي، وفيها أنّ “قوّاتنا قتلت 82 رجلاً وامرأة وطفلاً في صلحا، 42 في صفصاف، 52 في حولا، وعلى الأقل 4 موارنة مسيحيين في قرية الجش”.

بسبب مقاومة «خفيفة»
يورد المؤرّخ الفلسطيني، وليد الخالدي، أنّ “اللواء شيفع” (الصهيوني) أُمِر بالتوجّه مِن قرية سعسع (التي شهدت قتلاً وطرداً أيضاً) صوب الشمال الشرقي مِن أجل احتلال المالكيّة. في أثناء تقدّم اللواء واجه “مقاومة خفيفة” بالقرب مِن صلحا، وفقاً لما ورد في “تاريخ حرب الاستقلال” (الرواية الصهيونيّة الرسميّة). إذاً، هي عملية انتقام أخرى بسبب المقاومة. كانوا يُريدون طرد الناس مِن أرض أجدادهم، ثمّ يُريدونهم ألا يعترضوا عليهم، ولو حتّى بمقاومة خفيفة، وإلا فالإبادة. هذه هي. هكذا كانت تجري الأمور.

تنطبق هذه الرواية مع ما نقله بلال شرارة (في قانا وأخواتها) عن أحد أبناء صلحا، حسين فيّاض، إذ يقول: “كنت طفلاً يافعاً عندما كنت أشاهد أبناء القرية يحملون السلاح ويلتحقون بالثوّار، ويُشاركون في معركة المالكيّة (…). أذكر أنّهم نادوا على الأهالي وأمروهم بالتجمّع في مسجد البلد، ثم أمروهم بأن يقفوا ووجوههم إلى جدار المسجد القديم. كنّا نعتقد أنّهم سيقومون بحملة تفتيش، وبعد ذلك قد يقومون بطرد الأهالي إلى جنوب لبنان أو سوريا، ولكن كانت المفاجأة هي قيام هذه العصابات بإطلاق النار على ظهور الناس، الذين سقطوا مضرجين بدمائهم”. أمّا رشيد قاسم، ابن صلحا، فيتذكر: “بعد أن تقهقر جيش الإنقاذ ووصلت العصابات الصهيونيّة إلى البلدة، قاموا باستدعاء المختار علي مصطفى وطلبوا مِن الأهالي أن يتجمّعوا في ساحة المسجد ويُسلّموا 60 بندقيّة، إلا أنّ الأهالي لم يُسلّموهم سوى 30 بندقيّة. وعدهم المختار بأن يستكمل العدد الباقي في اليوم التالي. اتصل مسؤول العصابات بقيادته فرُفِض الطلب، وبدأت المجزرة، وصل العدد إلى 105 شهداء”. كانوا شباباً وشيوخاً وأطفالاً، مِن عمر 6 سنوات (رمزيّة قرنبش) إلى 85 سنة (حسين قرنبش). يورد موريس، في كتابه “تصحيح خطأ” (نقلاً عن نحماني)، أنّه في قرية كفر برعم (جارة صلحا) “تم انتزاع أقراط النساء مِن آذانهن بالقوّة، وقد انتُزِعَت مع الأقراط قطع لحم مِن شحمات الأذان، ومثل ذلك حدث أيضاً في قريتي سعسع وصلحا”. لم يُسمَع عن محاكمة أحد مِمَن ارتكب مجزرة صلحا، ولو تمثيلاً، إذ كان القتل عاديّاً بحسب الأوامر، فيما نقرأ في أرشيفهم عن إحالات قضائيّة حصلت بسبب “أعمال السرقة والسلب والمصادرة”. القتل لا يضرّ القيادة الصهيونيّة، فيما السرقة، خلافاً للتعليمات، تُسبّب ضرراً لناحية التفلّت وعدم التنظيم. هناك مِن المؤرّخين مَن توقّف مليّاً عند هذه المفارقة.

أحياء صلحا…
اليوم، في قرية برج الشمالي قرب مدينة صور في لبنان، يوجد حيّ صغير يعرف باسم “حي صلحا”. انتهى إليه بعض أهالي القرية، إثر المجزرة، في رحلة طويلة مِن الشتات. هم لبنانيّون، بحسب التقسيم الأول (سايكس – بيكو)، قبل أن تُلحق قريتهم في تقسيم عام 1923 (بين بريطانيا وفرنسا) بفلسطين. الداخل إلى حيّ صلحا يظنّ، للوهلة الأولى، أنّه داخل أحد أحياء مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة أو برج البراجنة. الأزقة الضيّقة، جدّاً، وضوء الشمس الذي لا يصل. ما زالوا على تلك الحال رغم إقرار الحكومة اللبنانيّة، لاحقاً، بحقّهم في الجنسيّة اللبنانيّة (ضمن قضية القرى السبع). بعضهم، إلى اليوم، ما زال بلا تجنيس ويُعامل كلاجئ. هذه أزمة يطول شرحها. هناك، في ذاك الحي، التقينا يوسف حسن، التسعيني، الذي نجا مِن المجزرة.
يتوزّع أهالي القرية اليوم في «أحياء صلحا» بين برج الشمالي وشبريحا وعدلون وبيروت
للحي مختار، اسمه عطا كسيرة، يجلس في منزله وأمامه دفتر المختار الذي تعلوه عبارة “الجمهوريّة اللبنانيّة”. كسيرة ابن صلحا، الذي هُجّرت عائلته مِن القرية وانتقلت مباشرة إلى يارون، ثم إلى طيردبّا، بعدها إلى معركة وأخيراً إلى هذا الحيّ في برج الشمالي. هناك “حيّ صلحا” آخر في شبريحا، قرب صور، تلك المساحة التي رعاها السيّد موسى الصدر قبل أكثر مِن نصف قرن. أحياء “صلحا” توجد أيضاً في قرية عدلون ومناطق أخرى. هكذا انتشروا. يُخبرنا المختار أنّ مِن عائلات صلحا: شبلي، كسيرة، سكافي، الحاج محمد، ضاهر، قصير، حمّود، عون، الحاج، معنقي وقرنبش. مِن تلك العائلات خرج، مِن جيل الأبناء والأحفاد، مَن التحق بالمقاومة في لبنان ضدّ الاحتلال الإسرائيلي. مِنهم مَن استشهد، على مدى سنوات المقاومة، وصولاً إلى حرب تموز عام 2006 وما تلاها (كحمد ياسين حمد). هؤلاء شهدوا التحرير عام 2000 كمقاومين، وأمكنهم التجوال في قرى جنوب لبنان، إلا أنّ قريتهم الأم، صلحا، ظلّت مُحتلة. ينظرون إليها اليوم، مِن مارون الراس وعيترون، ينظرون إلى ما يُسمّى “يرؤون” أو “أفيفيم”… لكنّهم يقولون هذه صلحا، هي صلحا، لن تتبدّل الأسماء، وسنعود.

بالكاد يُمكنه أن يفتح عينيه. تضاءل سمعه. تسأله عمّا حصل في صلحا قبل 70 عاماً فيجيب، مباشرة، إنّها “بلدة زراعيّة”. لم ينسَ يوسف حسن أنّه كان مزارعاً، أنّه امتهن الفلاحة، وكلّ العقود اللاحقة التي قضاها، بعد التهجير، وسط “حي صلحا” في برج الشمالي، لم تُنسه علاقته بالتراب. عاش طفولته تحت الشمس، قبل أن ينتهي به الأمر، اليوم، وهو في عقده التاسع، في زقاق بالكاد يصله ضوء الشمس. كذلك لم ينسَ نجيب ضاهر عون، الذي نُقل إلى يارون، وهو مصاب: “كان ورام وعم يتوجّع. كانت البلد تايهة”. بين جملة وأخرى يأتي على ذكر “مغاير عوبة”. ذلك المكان الذي لم يُفارق ذاكرته. دخل المغارة يوماً، وكان فتى، فرأى فيها العجائب: “كانت مملكة قديمة، فيها سجن ومشنقة، هيدي جوّات المغارة، بعدهم موجودين لليوم”.

طُرِد مِن قريته قبل 70 عاماً، وقد غيّر الغزاة كلّ معالمها، حتّى اسمها، ويوسف اليوم يحمي ذاكرته بإصراره على أنّ تلك الأشياء ما زالت موجودة “إلى اليوم”. لو يعلم أنّ الذين سرقوا أرضه ينظّمون إلى تلك المُغر، بشكل دائم، رحلات سياحيّة ــ استكشافيّة إلى تلك الأماكن، ثم ينشرون صورهم وهم يبتسمون. ليس مستحبّاً أنّ ندع يوسف، وهو في وضع صحّي صعب، يرى تلك الصور. يتحدّث عن تلك الأرض “يلي كنّا نزرعها قمح وشعير ودرة”. أثناء حديثه تأتي إحدى حفيداته، زهراء، وتقف خلفه مستندة إلى كتفه. يبتسم. يُحاول ابنه أن يجيب عن بعض الأسئلة، فيقول له: “ليش أنت عم تحكي، هو عم يسألك إلك أو إلي؟”. يسكت قليلاً، قبل أن يلتقط لمحة مِن ذاكرته: “كان أكثر شي فيها طير الوروار. حلو الوروار. وكمان كان فيها حجل كتير. كان فيها مدرسة، إيه، قريت(درست) فيها سنة واحدة. كان الأستاذ اسمه محمد علي عودة. كان في مغارة الشعر، وكان في عين ماي، كان في مغارة عوبة. كان في مملكة”.

يورد الشيخ سليمان ظاهر قرية صلحا في كتابه “معجم قرى جبل عامل” (وضعه عام 1923)، على أنّها إحدى القرى العامليّة الجنوبيّة، وهي إلى الجنوب مِن بنت جبيل على بُعد ساعة وبعض ساعة (8 كلم تقريباً – هذا قبل زمن السيّارة). في هامش الكتاب يذكر: “فيها آثار كثيرة تدلّ على قدمها مِن مدافن منقورة في الصخر. فيها معاصر للزيت، وفي وادي عوبة هناك آثار كثيرة، وكانت مساحتها 10 آلاف دونم. فيها تمّ الصلح بين كامل بك الأسعد والجنرال غورو إثر حادثة عين إبل المشؤومة. كان فيها الشيخ علي مروة، عام 1836، يوم هدم الزلزال قدس وصفد وصلحا، إذ هُدِمت عليه الدار وأُخرِج مِن تحت الهدم بعد اليأس”.
يذكر وليد الخالدي أنّ صلحا كانت “قرية مبنية على رقعة مستوية مِن الأرض، عند طرف واد شديد الانحدار يدعى وادي صلحا. كانت درب ترابيّة تصلها بطريقين: أحدهما يفضي إلى الطريق العام الساحلي، والآخر يؤدي إلى صفد. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت صلحا قرية آهلة بمئتي نسمة (عام 1948 أصبح سكانها نحو 1300 شخص، وعدد البيوت 240 تقريباً). كانوا يزرعون البساتين في المناطق المجاورة، ويبنون منازلهم بحجارة البازلت والطين، ويتزودون مياه الشرب من عدة صهاريج وبركة كبيرة.

كانوا في معظمهم من المسلمين، وكان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين (هي المعلم الوحيد الباقي، عبارة عن بناء طويل ذي نوافذ كثيرة عالية – كان ذلك عند نشر الخالدي كتابه قبل أكثر من 25 عاماً، وهناك صورة محفوظة لتلك المدرسة). عام 1945 كان ما مجموعه 7401 من الدونمات مخصصة للحبوب، و422 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين، ومن جملة المصنوعات الأثرية التي وجدت في القرية قبور منحوتة في الصخر، وآثار أرضيات من الفسيفساء، ومعاصر زيتون. وكان في خربة الصنيفة المجاورة آثار قديمة، منها أرضية معصرة مدوّرة الشكل”. يُشير مصطفى الدبّاغ (في: بلادنا فلسطين) إلى أنّ صلحا مِن قرى جبل عامل، تحيط بها أراضي قرى فارة وعلما والمالكية “ولا يملك اليهود فيها شيئاً”. ويضيف في سرده: “وادي صلحا يحتوي على حفر فيها أدوات الصوان المصقول يرجع عهدها إلى عصور ما قبل التاريخ”.